محمود القيعي:

لا صوت يعلو في مصر الآن فوق صوت الحديث عن رغيف الخبز الذي يسميه المصريون “رغيف العيش”.

ردود الأفعال كانت مجمعة في معظمها على رفض المساس برغيف الفقراء.

الجميع ينتظر الآن القرار النهائي في ما يخص رغيف الخبز وسط  ترقب مشوب بحذر.

الكاتب الصحفي المخضرم شريف العبد علق على تفكير القيادة في تحريك أسعار الخبز المدعوم بقوله: “رغيف الخبز ربما يكون اغلي لديك من ناديك الذي تشجعه لان ناديك يمكن أن يخذلك بنتائجه وهزائمه اما رغيف الخبز فهو صاحب الانتصارات دائما للبسطاء والكادحين وما أكثرهم  أنه لم يتخل عنك يوما وكان وفيا أصيلا ساندك ووقف الي جانبك في أوقات المحن  وفي أحلك الأزمات ربما تتلفت حولك تجد سلع عديده غابت عنك بينما هو باق لا يغيب ابدا  كان يوجد وزير تموين اسمه احمد نوح قال السلعة لابد من بيعها بسعرها الفعلي وليس المدعم. لكي تكون عزيزة لا ياسيدي الا الخبز إنه عزيز ويبقي عزيزا دون علاقة بسعره يبقي محصنا من أي إفراط أو إسراف وهمي المواطن لا يفرط فيه ولا يسيء استهلاكه لانه عزيز لا يمكن الاستغناء عنه لذا يبقي عزيزا غلاوته ليست  بتحريك سعره انما  هو عزيزا  بأصالة وعظمة مكانته”.

مشاكل أكبر

برأي الكاتب الصحفي جمال الجمل فإن الحديث عن سعر الرغيف المدعوم لا يخص عملية تسعير الرغيف بقيمته، لأن سعر الرغيف الحر يزيد عن نصف جنيه .. يعني ١٠ اضعاف سعر المدعوم، وبالتالي فإن الدولة لا تستهدف التسعير بل تسعى بدون حسابات أمنية واجتماعية و”اخلاقية” لرفع الدعم عن طبقات خارج مظلة الأجور، وهي مسألة سياسية تتعلق بمطالب مؤسسات مالية دولية لها أهداف تخص هيكلة الاقتصاد المصري كاقتصاد هش تابع، وهو الأمر الذي يجب أن ينتبه اليه صناع القرار حفاظا على أمن واستقرار البلد.

وأضاف أن الرغيف المدعوم حاجة والرغيف الحر حاجة تانية، مشيرا إلى أن الدولة لن تجني ارباحا تذكر من تحريك سعر المدعوم، لكنها ستتعرض لمشاكل اكبر بكثير من المكاسب المالية الهزيلة.

الرغيف والسيجارة

مقارنة السيسي الخبز بالسيجارة وقوله إنه من غير المعقول أن يكون ثمن رغيف واحد من الخبز عشرين سيجارة، وهو الأمر الذي  رد عليه الكاتب الصحفي أنور الهواري قائلا:

“لا تجوز مقارنة الرغيف بالسيجارة” ارجعوا الى مستويات الدخول، لتعلموا أن رُبع الشعب علي الأقل لا يجدون غير هذا الرغيف يأكلونه بغموس بائس تعيس أو بغير غموس علي الاطلاق ، فلا تنزعوه من أيديهم ، فهو أدني الحقوق، وأدني القوت، وأدني الأمان، وأدني الستر، وأدني الواجب، وأدني المسؤولية ، وأدني الاحترام، وأدني الكرامة، وأدني الانسانية والآدمية ، وهو من مال الشعب وليس إحساناً من الحكام ولا صدقات من الدولة”.

سخرية

لم يخل الأمر من سخرية ، حيث علق الأديب حسين البجلاتي بقوله: “ال20 ازازة ميه بتمن ازازة بيره..ده وضع مش مقبول ولايمكن يستمر لازم نغلي الميه”.

كريمة في وجه العاصفة

في ذات السياق تعرض الشيخ أحمد كريمة لهجوم حاد بسبب تأييده زيادة أسعار الخبز المدعوم، وسلقوه النشطاء بألسنة حداد  واصفين إياه بأنه من شيوخ السلطان.

الغرفة التجارية

من جهته أعلن المهندس إبراهيم محمود العربي، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أن قرار تحريك سعر رغيف الخبز المدعم لن يكون له أي أثر على سعر الخبز السياحي الذي يباع بخمسين قرشا وجنيه للمستهلكين، مؤكدا التزام أعضاء شعبة المخابز بالانتظام في حركة الإنتاج والسعرالمعلن، بحسب بيان من اتحاد الغرف التجارية أمس الخميس.

وقال العربي إن تحريك سعر الخبز المدعم لن يؤثر على أسعار الوجبات السريعة بغض النظر عن حجم المنشأة التي تقدم هذه الوجبات سواء على عربات الفول أو المنتجات التي يتم بيعها بالمطاعم السياحية.

وأضاف أنه لا ارتباط بين سعر ما تقدمه تلك المنشآت مع حركة منظومة الدعم التي من المفترض توجيهها للفئات الأكثر فقرا والأولى بالرعاية الاجتماعية من فئات المجتمع.

وأوضح العربي أن منظومة دعم رغيف الخبز تعاني منذ فترة كبيرة من إهدار جسيم لموارد الدولة، فمن ناحية يوضح حجم ما يتم استبداله من نقاط الخبز شهريا بمنظومة الدعم التمويني عدم استغلال المستفيدين من الدعم لحوالي 10% مما يتم تخصيصه سنويا لدعم الخبز ويتم استبدال عدد الأرغفة التي لا يصرفها

صاحب البطاقة التموينية بواقع عشرة قروش للرغيف بمنتجات أخرى.

وأشار العربي أنه عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة تحريك سعر الرغيف المدعم احتدم الجدل بالشارع المصري بين مؤيد ومعارض ومتخوف من أن يتسبب تحريك الدعم عن رغيف الخبز في تحرك أسعار منتجات وسلع أخرى بالأسواق، وأن يتبع ذلك التحرك موجة تضخمية ترهق المستهلك المصري.

 ترقب وحذر

الجميع الآن بات مترقبا لقرار النظام: هل يتراجع ويبقي الدعم على خبز الغلابة؟  أم يقدم على الزيادة  دون   خوف أو وجل؟