إيران- المملكة العربية السعودية: نحو تطبيع العلاقات؟
بعد فوزه بسباق الانتخابات الرئاسية في إيران, قال الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي, إنه لا يوجد "أي عائق" أمام استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، التي تعتبر المنافس الإقليمي الكبير لطهران.
تحليل: كارولين فينيت
(صحيفة “لا كروا- “La Croix الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ” )
بعد ثلاثة أيام فقط على اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، قال إبراهيم رئيسي أنه لا وجود لعقبات أمام الإدارة الإيرانية فيما يخص ملف إعادة فتح السفارات, مؤكداً السير في نفس الاتجاه الذي بدأ منذ عدة أشهر مع الرياض.
ومنذ يناير 2021, تم عقد عدة اجتماعات سرية لمحاولة تخفيف حدة التوترات التي قوضت المنطقة منذ العام 2016.
في بداية الأمر، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, هذا النهج منذ ذلك الحين, حيث صرح من على منبر قناة “ذا ناشيونال” الإماراتية أن”إيران بلد مجاور، وكل ما نريده هو إقامة علاقة جيدة وخاصة معها”.
وفي الفترة ذاتها، اجتمعت وفود ضمت كبار المسؤولين من كلا الجانبين السعودي والإيراني وبوساطة عراقية في العاصمة بغداد.
قال ديفيد ريغوليت – روزه، الباحث من المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي والمتخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط “بالنسبة لطهران، كانت طريقة لإظهار أنهم ليسوا بحاجة إلى تدخل أمريكي خارجي لحل مشاكلهم”.
الاهتمام المشترك بالحوار:
لقد شهدت الرياض وطهران وضع صعب خيم عليهما منذ العام 2016, لدرجة أنهما كانا قاب قوسين أو أدنى من خوض صراع مسلح.
في سبتمبر 2019, خلف الهجوم الذي شُن بواسطة طائرة بدون طيار على العديد من مواقع النفط في المملكة العربية السعودية بصمة عميقة على النظام البتروموني.
ويقول ديفيد ريغوليت – روزه إن الحوثيين في اليمن تبنوا هذا الهجوم, في حين ألقت الرياض باللوم على إيران, حيث توقع النظام السعودي ان يتبع هذا العمل رد أمريكي.
أصبح الأمير محمد بن سلمان “مدركا لمدى الهشاشة الجوهرية المتأصلة في المملكة فيما يتعلق بالتهديدات الخارجية”.
وفي المقابل, فإن السياسة العدوانية التي انتهجها ترامب في التعامل مع إيران لم تنجح.
فمنذ أن تنصل منه الرئيس جو بايدن, تمسك ولي العهد السعودي بخطته الطموحة “رؤية 2030” والتي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية خارج حقل النفط البسيط.
كما أدرك الأمير محمد بن سلمان أنه “لا يستطيع أن يبدأ بمنطق المواجهة مع إيران التي يمكن أن تزعزع استقرار المملكة, كما أن تطبيع العلاقات يسمح له بتوطيد قوته داخليا”.
التأثير الإقليمي الكبير:
أشار تييري كوفيل، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “Iris” والمتخصص في الشأن الإيراني إلى أن إيران منفتحة على الحوار “ما دامت المحادثات لا تقوض نفوذها في المنطقة, كما أن “البلدين ليسا مصممين على أن يكونا أعداء”، مشيرا إلى الانفراج الذي كان قائما في فترة السبعينات من القرن الماضي.
ومن بين المواضيع التي فتحت ملفاتها بين البلدين, بحسب ما قاله كوفيل: الصراع في الدائر في اليمن وسوريا والأزمة اللبنانية, حيث يواجهان – الرياض وطهران- بعضهما البعض بشكل غير مباشر, كما سوف يلعب الملف اليمني على وجه الخصوص دور مقياس الحرارة بين القوتين الإقليميتين.
سبق وأن غرقت المملكة العربية السعودية في مستنقع الصراع اليمني منذ أواخر مارس من العام 2015, بعد أن أخذت على عاتقها مهمة دعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيون الذين يتلقون الدعم بدورهم من قبل النظام الإيراني.
واليوم, لا تحلم الرياض إلا بالخروج منه, في حين تسعى إيران، من جانبها، ” لأن يكون للحوثيين مكان في البيئة السياسية اليمنية في المستقبل”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع