سنوات الحرب تدمر حاضر اليمن
بقلم: ميرلين شاربي
(موقع “نيوز 24- “news-24 الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
يحتضن متحف صنعاء الوطني في غرفة مظلمة ومآمنة, تمثال برونزي للإله الرئيسي لمملكة سبأ التي اتخذت من منطقة محافظة مأرب اليمنية في الوقت الحاضر مقراً لها.
تم صنع القطعة الأثرية من قبل رجل يدعى هاوتار أثات في النصف الأول من القرن السادس قبل الميلاد.
فهذه القطعة الأثرية يبدو أنها محظوظة جداً, إذ تمكنت من النجاة من الحرب الأخيرة التي تعصف باليمن, حيث نجا متحف صنعاء بأعجوبة من القصف الذي تمطره السعودية والإمارات والذي لا يزال مستمراً منذ سنوات في ظل حربهما ضد الحوثيين.
ومن جانبه, قال إبراهيم الهادي، مدير متحف صنعاء الوطني :”تم استهداف مناطق أخرى محيطة بالمتحف, مما أدى إلى تدمير بعض القطع الأثرية, كما تعرضت بعض جدران المتحف نفسه لشقوق”.
مع بدء عمليات التدخل العسكري لدول التحالف العربي بقيادة الرياض أواخر مارس من العام 2015, تم نقل وتأمين معظم المجموعة اليمنية الأثرية إلى غرف مخصصة في المتحف.
توجد مجموعات من السيوف والبنادق والخوذات العربية، بعضها مزخرف بالذهب، محشوة في صناديق مغطاة.
كما يقبع اثنين من الأسود البرونزية التي يعود تاريخها إلى عهد مملكة قطبان الوثنية والتي تم استعادتها وترميمها في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس في العام 2008, في غياهب المتحف المظلمة.
قال عبد الله إسحاق، وهو خبير يعمل في المتحف “هذه الغرف تم إنشاؤه بمعايير علمية وحديثة ودولية”.
بيد أن المتاحف اليمنية والتي تعتبر الأغنى في منطقة شبه الجزيرة العربية، تعتبر بمثابة علامة فاصلة في تسليط الضوء على مدى الخراب والدمار الذي خيم على التراث الثقافي للبلد الناتج عن هذه الحرب, والتي كثيراً ما طغت عليها سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين وتردي الوضع الإنساني المأساوي.
لم يكن الحال في مدينة تعز المتنازع عليها أحسن حالاً عما هو حاصل في باقي مناطق اليمن, حيث امتزجت الطبيعة بالصراع, حيث ترك المبنى التاريخي للمتحف الوطني في حالة من الخراب, فقد تناثرت المخطوطات الأثرية بعد أن تفحمت, كما احترقت الرفوف وانتشر الزجاج المهشم في كل مكان, ناهيك عن نمو العديد من الأشجار التي أدت إلى هدم الجدران.
قال رمزي الدميني، مدير متحف محافظة تعز ” القصف دمر المباني, ونتيجة لذلك, تم نهب المجموعة وأضرمت النيران في المخازن”.
ومن جانبها, بدأت الهيئة العامة اليمنية للآثار والمتاحف العمل مع صندوق التراث العالمي لترميم أجزاء من تلك المباني, لكن المتحف, للأسف خسر بالفعل حوالي 70٪ من مقتنياته، على الرغم من استعادة بعض القطع المسروقة من الأسواق المحلية, كما تمكن المتطوعون من إعادة قطعا أخرى.
قال أحمد جسار، مدير مكتب الآثار في متحف تعز: “نحن على علم ودراية أن معظم المخطوطات والقطع الأثرية تم تهريبها خارج المحافظة وحتى خارج البلد, بالرغم من أنه ليس من السهل إخراجها من اليمن، لكن هناك أشخاص ذو نفوذ ممن لديهم صلات دولية يمكنهم فعل ذلك”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع