السياسية :

تم إحراز تقدم في المحادثات بين المجلس السياسي اليمني الأعلى ووفد الوساطة العماني لرفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، ما يدل على عدم جدوى المساعي الأمريكية والسعودية لفرض وجهات نظرهما عن أولوية المسألة العسكرية في قضية اليمن.

وكانت الحكومة الأمريكية قد دعت في وقت سابق إلى وقف عملية تحرير مأرب بحجة تقديم مساعدات إنسانية للشعب اليمني، وهو طلب أحادي الجانب يحاول إنقاذ التحالف السعودي من ورطته على أرض المعركة. ومارب من المناطق الاستراتيجية والتي مع تحريرها ستنقطع خطوط الاتصال بين مدينة العقبة السعودية والمرتزقة التابعين لحكومة الهارب منصور هادي. واقتصاديا، وبسبب احتياطيات النفط والغاز في هذه المنطقة، فإن تحرير المدينة سيجعل هذه الموارد متاحة لصنعاء. نظرا للأهمية الاستراتيجية لمأرب، كتب موقع الخبر اليمني أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعث برسالة عبر الوفد العماني الذي وصل صنعاء يوم السبت الماضي يعرض فيها وقف العمليات العسكرية في مأرب ووقف الهجمات الصاروخية على السعودية، مقابل إعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتقديم المساعدات المالية الفورية لليمنيين. وكان المتحدث باسم جماعة أنصار الإسلام ورئيس فريق مفاوضات صنعاء “محمد عبد السلام” قد أكد في وقت سابق ردًا على الخطط السعودية والأمريكية، أن الحالة الإنسانية لا يمكن مقارنتها بالقضية العسكرية. كما أعلن المجلس السياسي الأعلى اليمني أنه مستعد لتعليق العمليات العسكرية ضد تحالف العدوان السعودي في حال توقف الحصار بشكل كامل، ووقف الهجمات الجوية والبرية للتحالف السعودي، وانسحاب القوات الأجنبية من جميع أنحاء اليمن، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وتشير تقارير اتفاق إعادة الفتح الجزئي لمطار صنعاء وتخفيض حصار ميناء الحديدة، إلى تراجع في موقف التحالف السعودي للخروج من المستنقع اليمني وإيقاف الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية على عمق الأراضي السعودية. وفي هذا الصدد، قال محمد النعيمي، عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني، لأخبار الأمم المتحدة: الأخبار حول إعادة فتح وشيكة لمطار صنعاء الدولي للرحلات الجوية صحيحة، وهذا نتيجة ثبات ومثابرة الشعب اليمني، لدرجة أن القوى المعتدية توصلت إلى الاعتقاد بأن أهدافها في غزو اليمن قد باءت بالفشل. وفي سياق متصل، رست سفينة تحمل 27 ألف طن من البنزين في الحديدة يوم الخميس، وهي أول سفينة ترسو في الميناء منذ ستة أشهر. وقد ادعى التحالف السعودي يوم الخميس أنه سيعلق الضربات الجوية على اليمن لإنجاح المحادثات السياسية. وأصدر ولي العهد الحالي ووزير دفاع المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، في 25 مارس 2015، جنبًا إلى جنب مع الإمارات ومع توظيف آلاف المرتزقة الأجانب، عملية “عاصفة الحزم” ضد اليمن لتدمير أنصار الله في غضون أسابيع قليلة، ، وإيصال حكومة الهارب المستقيل منصور هادي إلى السلطة، لكن الحرب استمرت أكثر من ست سنوات، حيث وسع الجيش اليمني واللجان الشعبية بقيادة أنصار الله، إضافة إلى الانتصارات الميدانية في اليمن، عملياتهم العسكرية في عمق الأراضي السعودية، وكان آخرها في جيزان حيث وجهوا ضربات قاتلة لجيش النظام السعودي.

حان الوقت الآن لكي يؤمن التحالف السعودي بتهديد زعيم جماعة أنصار الإسلام عبد الملك بدر الدين الحوثي في عام 2015 حيث قال: “إذا لم يتوقف غزو اليمن، فسنضطر إلى تنفيذ خياراتنا الاستراتيجية”. أثارت الانتصارات المتتالية للجيش واللجان الشعبية واستهداف المعتدين السعوديين في نجران وجيزان وعسير مخاوف السعوديين من أن الخيارات الاستراتيجية التي تحدث عنها زعيم أنصار الله تتحقق الآن في تحرير هذه المحافظات اليمنية الثلاث، التي تحتلها السعودية منذ عام 1934 م. على هذا الأساس، يبدو أنه ليس فقط خطط وقف إطلاق النار الأمريكية لم تعد قابلة للتفاوض، ولكن ربما استنتج بن سلمان أنه إذا لم يتمكن من الحصول على اتفاق مع الجيش اليمني واللجان الشعبية بقيادة أنصار الله من خلال وساطة الوفد العماني، فإن عليه تحمل تبعات تحرير المحافظات الثلاث المذكورة وانعكاساتها على استمرار حكمه في الرياض.

* المصدر : الوقت التحليلي
* المادة التحليلية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع