السياسية:

قالت صحيفة The Guardian البريطانية،اليوم الأحد 30 مايو/أيار 2021 إن بعض مساعدي ولي العهد الأردني السابق، الأمير حمزة بن الحسين، سعوا إلى إقناع زعماء قبائل وضباط جيش سابقين بمبايعته في الأسابيع التي سبقت تحرك السلطات ضده، وذلك وفقاً لمحادثات مسجلة عبر اعتراض مكالمات هاتفية وأجهزة التنصت.

هذه التسجيلات قالت الصحيفة إنها استمعت إليها، وأشارت إلى أنها “أدلة رئيسية في قضية الحكومة الأردنية” ضد رجلين متهمين بالعمل لصالح الأمير حمزة في محاولة فاشلة مزعومة “للإطاحة بأخيه غير الشقيق، الملك عبدالله”. 

يتوقع أن يُحاكم الرجلان، وهما باسم عوض الله، المبعوث السابق للسعودية، والشريف حسن بن زيد، ابن عم الملك، في عَمّان في الأيام المقبلة في هذه القضية.

بحسب الصحيفة أُجريت هذه الاتصالات والاعتراضات، على مدى ثلاثة أسابيع في مارس/آذار 2021، وهي الفترة التي يقول المسؤولون إن “حمزة حاول خلالها حشد الدعم من شخصيات كان لها أن تحوّل ما وصفه المسؤولون بأنه فتنة إلى تحدٍّ خطير لحكم عبدالله”، وفق تعبيرهم. 

تحوي التسجيلات كلمة “مبايعة” التي أثار استخدامها قلق مسؤولي المخابرات الذين بدأوا في مراقبة الأمير حمزة ومساعديه، لينشب في وقت لاحق الخلاف بين أبرز فردين في العائلة المالكة في الأردن.

كانت صحيفة The Guardian قد كشفت يوم الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة حذرت “من هذه المؤامرة المزعومة”، في اتصال هاتفي مع دائرة المخابرات الأردنية في مارس/آذار. وفي الوقت نفسه، قُدِّم تقرير إلى الملك عبدالله.

جاء هذا التحذير الأمريكي بعد اتصال بن زيد المزعوم بدبلوماسي أمريكي، لإقناعه بدعم صعود ولي العهد السابق إلى العرش.

حينذاك، اعترض مسؤولو المخابرات عدة اتصالات هاتفية بدا أنها تسعى إلى كسب التأييد. ويُسمع في إحدى المكالمات مع مسؤول قبلي صوت يقول: “رجلنا اتخذ قراراً بالتحرك، فهل تبايعونه؟”.

وسجل جهاز تنصت مُثبَّت في اجتماع لشخصيات قبلية في شمال الأردن، مناقشة الحاضرين عن تنظيم الدعم للأمير حمزة، وكان من المقرر أن تقتصر اجتماعات المدنيين على 15 شخصاً، بينما اقتصرت اجتماعات القادة العسكريين المتقاعدين على سبعة.

يعتقد المسؤولون أنه بحلول منتصف شهر مارس/آذار 2021، وبعد إبلاغ الديوان الملكي ودائرة المخابرات العامة الأردنية بالتحذيرات، “رأى الأمير حمزة في مجموعة من الظروف المواتية، إحياء ذكرى معركة الكرامة وحركة شبابية عمرها عقد من الزمن، وكذلك عيد الأم، فرصة لبناء الزخم”.

مسؤول بارز لم تكشف الصحيفة عن اسمه، قال: “في تلك المرحلة كان الأمير حمزة يطلب النصيحة عن تحركه. وقيل له: “هذه القرارات تحتاج إلى ردود مدروسة. وحين يحين وقت الضربة القاضية، فستعرف”.

كان الأمير حمزة قد كشف في أبريل/نيسان الماضي تعرضه وعائلته للتجسس من قبل أجهزة الأمن، وكشف في رسالة صوتية نشر فحواها موقع Middle East Eye الإخباري البريطاني، أن شخصاً كان يراقبه خلال رحلة عائلية. 

واجه الأمير حمزة اتهامات من مسؤولين حكوميين بالتواصل مع شخصيات معارضة في الداخل والخارج، وزعموا أنه يريد إثارة السخط؛ في محاولة للوصول إلى السلطة.

الحكومة ذكرت في وقت سابق أيضاً أن ما لا يقل عن 18 آخرين اعتُقلوا فيما يتعلق بما وصفته الحكومة بأنه مؤامرة لتقويض استقرار الأردن، وضمن ذلك رئيس الديوان الملكي السابق وابن عم العائلة المالكة.

يُشار إلى أن الأمير حمزة كان قد نفى الاتهامات الموجهة إليه بالتخطيط للمساس بأمن الأردن، وأكد أنه تعرض للإقامة الجبرية، قبل أن يظهر لأول مرة مع ملك الأردن يوم 11 أبريل/نيسان 2021 منذ بدء الخلافات بينهما. 

كان الملك عبدالله قد علّق على قضية الأمير حمزة، وقال: “قررت التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية”.

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع بي بي سي ولا تعبر عن رآي الموقع