السياسية:

تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن القوميين اليهود ألغوا مسيرة لإحياء ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في عام 1967.وفي وقت سابق ، أصيب مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع الشرطة حول المسجد الأقصى، أحد أكثر المواقع حساسية في القدس.لكن لقطات تلفزيونية أظهرت العشرات من القوميين اليهود يلوحون بالأعلام في أنحاء المنطقة.وفي وقت سابق، أطلقت شرطة الاحتلال قنابل الصوت والأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة.وأصيب أكثر من عشرين شرطيا في العنف الذي وصفه المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، عوفير غيندلمان بأنه أعمال شغب مخطط لها. كما علق الجيش الإسرائيلي مناورة كبيرة وسط تصاعد التوتر.ردود فعل

حذر إسلاميون من حركة حماس إسرائيل الاثنين من أنها ستواجه تصعيدا إن لم تسحب قواتها من المسجد الأقصى وحي القدس الشرقية في غضون ساعة. وقال متحدث باسم حماس في بيان “قيادة المقاومة تمهل الاحتلال حتى الساعة السادسة مساء (أي الساعة 1500 بتوقيت غرينتش (، لسحب جنودها من المسجد الأقصى المبارك والشيخ جراح”. وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين بتعبئة العالم لوقف “الإرهاب” الإسرائيلي، في مكالمات هاتفية أجريت مع القادة الفلسطينيين خلال تصاعد العنف في القدس.

ووجه أردوغان دعوات منفصلة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حماس إسماعيل هنية للتنديد بالأعمال الإسرائيلية وتقديم الدعم.

وتعهد الزعيم التركي “بأنه سيفعل كل ما في وسعه لتعبئة العالم ، بدءا بالعالم الإسلامي ، لوقف الإرهاب والاحتلال الإسرائيليين”، بحسب ما ذكره مكتبه. ووصف أردوغان إسرائيل السبت بأنها “دولة إرهابية قاسية”.

من جانب آخر اتهم قادة إسرائيليون بارزون، من بينهم رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، وأحزاب يسارية، نتنياهو في الأيام الأخيرة بإثارة أعمال عنف في القدس لتحقيق مكاسب سياسية، بعد أن أفادت تقارير بأن أحزاب المعارضة على وشك التوصل إلى اتفاق ائتلافي لتشكيل حكومة جديدة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيرسل تعزيزات إلى الحدود مع غزة، ويغلق معظم الطرق بين التجمعات الإسرائيلية المحيطة بغزة، ويعلق خدمة القطارات بين عسقلان وبئر السبع، ويغلق شاطئ زكيم، الواقع شمال قطاع غزة، بعد إطلاق صواريخ وبالونات حارقة في الأيام الأخيرة.

كما أصدر قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي تعليمات بتعليق أكبر تدريب عسكري في البلاد منذ سنوات “عربات النار” لليوم الذي يليه، وأمر الجيش الإسرائيلي بتركيز كل الجهود على الاستعدادات لسيناريوهات التصعيد في غزة والضفة الغربية.

كيف اندلعت المواجهات

اندلعت الاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في المسجد الأقصى بالقدس، قبل بدء مسيرة يهودية قومية يعتزم خروجها الاثنين.

ورشق فلسطينيون بالحجارة قوات الأمن الإسرائيلية التي أطلقت قنابل الصوت، بحسب ما أفادت به تقارير. وأصيب أكثر من 200 شخص بجروح

وقالت مصادر فلسطينية داخل المسجد الأقصى إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا، خلال تلك المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، بالاختناق والرصاص المطاطي.

وكانت هناك مخاوف من حدوث مزيد من العنف الاثنين خلال ما يسميه اليهود مسيرة الأعلام السنوية ليوم القدس.

ويصادف هذا الحدث احتلال إسرائيل للقدس الشرقية، موطن البلدة القديمة والأماكن المقدسة، في عام 1967. وعادة ما يرى خلال تلك المناسبة الشباب الصهاينة يسيرون في المناطق الإسلامية. وهذا ما يعده الكثير من الفلسطينيين استفزازا متعمدا. وتخرج مسيرة هذا العام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

ويقع المسجد الأقصى، الذي يعد ثالث أقدس موقع في الإسلام، على قمة تل يسميه المسلمون “الحرم الشريف”،ويطلق عليه اليهود جبل الهيكل. وهي منطقة يقدسها اليهود باعتبار أنها موقع لمعبدين توراتيين، وهي أقدس موقع في اليهودية.

وتأتي أعمال العنف الأخيرة بعد شهر من التوترات، التي كان محورها تهديد بإخلاء عائلات فلسطينية من منازلها.

وكان من المقرر أن تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة الاثنين للنظر في استئناف أكثر من 70 شخصا لأمر إخلاء لصالح منظمة استيطانية يهودية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لكن الجلسة أجلت بسبب الاضطرابات.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين لمناقشة الوضع.

وأعلنت الشرطة في القدس أن الحرم القدسي لن يكون مفتوحا للزوار اليهود اليوم.

وقال بيان إنهم سيواصلون السماح بحرية العبادة لكنهم لن يسمحوا بأعمال شغب.

كيف تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع اشتباكات القدس؟إصابة عشرات الفلسطينيين في اشتباكات بالقدس

ونشر الآلاف من رجال الشرطة في جميع أنحاء المدينة قبل المسيرة السنوية للتلويح بالأعلام، التي ينظمها القوميون اليهود للاحتفال باستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية قبل 54 عاما.

وأظهرت صور ومقاطع مصورة اعتكاف آلاف من الفلسطينيين في ساحات الحرم لمنع الاقتحامات.

وقال كوبي شبتاي القائد العام للشرطة الإسرائيلية إن المسيرات الإسرائيلية ستبقى قائمة ضمن البرنامج المعلن.

ماذا حدث في المسجد الأقصى؟

قالت الشرطة الإسرائيلية إن آلاف الفلسطينيين تحصنوا في المبنى طوال الليل، بالحجارة وزجاجات المولوتوف، تحسبا لمواجهة خلال مسيرة العلم في القدس، التي كان من المقرر أن تبدأ في حوالي الساعة 16:00، بحسب التوقيت المحلي (أي في الساعة 13:00 بتوقيتغرينتش).

وأضافت أن الجنود تلقوا أوامر بدخول مجمع المسجد “لصد مثيري الشغب باستخدام أساليب تفريق المتظاهرين” صباح الاثنين، بعد تعرض مركز للشرطة للهجوم وإلقاء الحجارة على طريق قريب.

الشيخ جراح: ساحة معركة بين المستوطنين والفلسطينيينالشرطة الإسرائيلية تعتقل 11 فلسطينيا عقب اشتباكات في القدس

وأطلقت الشرطة لأكثر من ساعة قنابل الصوت على فلسطينيين رشقوهم بالحجارة وبأشياء أخرى.

وظهر في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت أن بعض قنابل الصوت التي أطلقتها الشرطة ردا على ذلك سقطت داخل المسجد.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 215 فلسطينيا أصيبوا وإن 80 على الأقل نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأضافت أن شخصا واحدا في حالة حرجة.

وقالت قوة الشرطة الإسرائيلية إن تسعة جنود أصيبوا، أحدهم بحاجة إلى علاج في المستشفى.

وخلال اشتباكات خارج أسوار المدينة القديمة تعرضت سيارة للرشق بالحجارة قبل اصطدامها بحواجز ثم اصطدامها برجل.

وكتب المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أوفير غيندلمان على تويتر بعد الاشتباكات يقول إن “الفلسطينيين المتطرفين خططوا مسبقا للقيام بأعمال شغب اليوم في الحرم القدسي. وما نراه الآن هو نتيجة لذلك”.

وكان مئات قد أصيبوا في اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مطلع الأسبوع بسبب المسجد الأقصى.

كما وردت أنباء عن مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة حيفا شمالي إسرائيل وبالقرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية.

ودان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ما وصفه بـ”الانتهاكات الإسرائيلية والممارسات التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك”.

كما أعربت اللجنة الرباعية للمفاوضين في الشرق الأوسط – الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة – عن قلقها العميق بشأن العنف، وحثت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس.

ما الذي يؤجج العنف؟

تصاعد التوتر منذ بداية شهر رمضان في منتصف أبريل /نيسان، مع سلسلة من الأحداث التي أدت إلى الاضطرابات.

واندلعت مع بداية شهر رمضان اشتباكات ليلا بين الشرطة وفلسطينيين احتجاجا على الحواجز الأمنية خارج باب العامود، مما منعهم من التجمع هناك خلال المساء.

وتفاقم غضب الفلسطينيين بسبب مسيرة قام بها متطرفون يهود، بالقرب من نفس المنطقة، احتجاجا على سلسلة من مقاطع الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت فلسطينيين يعتدون على اليهود الأرثوذكس المتطرفين في المدينة، واعتداءات انتقامية على فلسطينيين على أيدي متطرفين يهود.

ويعد مصير القدس الشرقية مركز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ يطالب الطرفان بالحق فيها. وكانت إسرائيل قد ضمت القدس الشرقية فعليا في عام 1980، في خطوة لم تعترف بها الغالبية العظمى من المجتمع الدولي، وتعد المدينة بأكملها عاصمتها.

بينما يعد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة مستقبلية لدولتهم المستقلة المأمولة.

بي بي سي