السياسية:

كشف موقع “Middle East Eye” الإخباري البريطاني، اليوم، أن تركيا أبلغت الجانب المصري خلال المحادثات التي جمعتهما اليومين الماضيين أنها لا تستطيع تسليم قادة الإخوان المسلمين المطلوبين للقاهرة، فيما أبدت استعدادها لتعاون أمني في الملف الليبي. 

واختتم البلدان، الخميس، محادثات وصفها البيان المشترك بـ”الصريحة والمتعمقة” بشأن قضايا ثنائية وإقليمية، وذلك في إطار مساعٍ لإعادة بناء العلاقات المنقطعة منذ الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013. 

مصادر مصرية قالت للموقع الإخباري البريطاني إن الوفد التركي أبلغ المصريين أن أنقرة لا تستطيع تسليم قادة الإخوان المسلمين المطلوبين لمصر. 

بحسب المصادر، فإن أنقرة أكدت للقاهرة أن معظم هؤلاء القادة يقيمون الآن بشكل قانوني في تركيا.

فيما قالت تركيا إنها مستعدة لعقد اجتماعات ثلاثية مع مصر وليبيا للاتفاق على القضايا الخلافية، بما في ذلك وجود مرتزقة أجانب.

ودعمت مصر وتركيا الفصائل المتنافسة في ليبيا، حيث دعمت القوات التركية الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها في صد هجوم من ميليشيا حفتر المدعومة من مصر وروسيا.

محادثات صريحة 

وفي بيان مشترك، قالت مصر وتركيا، الخميس، إنهما عقدتا محادثات “صريحة ومتعمقة” بشأن قضايا ثنائية وإقليمية في القاهرة، في إطار مساعٍ لإعادة بناء العلاقات بين الدولتين.

البيان المشترك صدر بعد محادثات استمرت يومين، وأوضح أن “المناقشات تطرقت إلى القضايا الثنائية، فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية، لاسيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق، وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط”.

كما أضاف البيان: “سيقوم الجانبان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة”.

من المباحثات بين مصر وتركيا في القاهرة/ فيسبوكأول جولة مباحثات منذ 8 سنوات

وبدأت مصر وتركيا محادثات في القاهرة، الأربعاء 5 مايو/أيار، لإصلاح العلاقات المتوترة بينهما بعد خلاف بدأ قبل ثماني سنوات، وحدا بكل منهما إلى مساندة فصيل مختلف في الحرب الدائرة في ليبيا، ووضعهما على طرفي نقيض في نزاع بشأن السيادة والحقوق في مياه شرق البحر المتوسط.

وتوترت العلاقات بين القوتين الإقليميتين منذ أن أطاح الجيش المصري عام 2013 بالرئيس الراحل محمد مرسي، المنتخب ديمقراطياً، والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والمقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وطردت كل دولة سفير الأخرى، ووصف أردوغان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالطاغية.

إذ تنظر تركيا لإصلاح العلاقات في إطار مسعى لمد الجسور مع الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، بعد سنوات من التنافس السياسي والتدخلات العسكرية التي أظهرت نفوذ تركيا، لكنها أثرت بشدة على تحالفاتها مع العالم العربي.

وترأس نائبا وزيرَي خارجية البلدين المشاورات التي عُقدت على مدى يومين في العاصمة المصرية القاهرة، في أول محادثات بين مصر وتركيا على هذا المستوى منذ 2013. وقال مسؤول تركي رفيع المستوى إن المحادثات ستشمل التعاون في مجالي التجارة والطاقة، فضلاً عن الاختصاص القضائي في المسائل البحرية في شرق المتوسط.

كما أفاد بيان مشترك: “ستتركز هذه المشاورات الاستكشافية على الخطوات الضرورية التي قد تقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على المستويين الثنائي والإقليمي”.

علاقات اقتصادية بين تركيا ومصر

حسب وكالة رويترز، تقترب قيمة التبادلات التجارية بين البلدين من 5 مليارات دولار سنوياً رغم الخلاف السياسي. وقال المسؤول التركي الكبير: “مصر وتركيا هما الدولتان القويتان في المنطقة، وهناك العديد من المجالات التي يمكنهما العمل والتعاون فيها”.

كما قال مصدران أمنيان مصريان إن المسؤولين المصريين سيستمعون للمقترحات التركية لاستئناف العلاقات، لكنهم سيتشاورون مع القيادة المصرية قبل الاتفاق على أي شيء.

فيما أجرى وزيرا خارجية مصر وتركيا اتصالاً هاتفياً، وتقول أنقرة إن رئيسي المخابرات كذلك كانا على اتصال.

كان إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، قال الأسبوع الماضي إن التقارب قد يساعد في إنهاء الحرب الدائرة في ليبيا، حيث ساندت القوات التركية الحكومة المتمركزة في طرابلس في التصدي لهجوم من قوات مقرها شرقي البلاد، وتلقى دعماً من مصر وروسيا.

عربي بوست