السياسية – رصد:

تحت العنوان أعلاه، كتب خبير معهد “الاقتصاد السياسي” في يريفان، بنيامين ماتيفوسيان، في “أوراسيا إكسبرت”، حول تمدد تركيا في محيط روسيا بما يهدد أرمينيا بالدرجة الأولى.

وجاء في المقال: في الثالث عشر من أبريل، سلمت تركيا إلى جورجيا العديد من التجهيزات والمعدات الخاصة، والتي سيتم استخدامها لتحديث المطار في مارنيولي. تأتي هذه المساعدة التقنية في إطار التعاون العسكري بين أنقرة وتبليسي، الذي يبدي الجانب الجورجي استعداده لتوسيعه وتعميقه.

من جهة، تعلن تركيا أنها تأمل في تطبيع العلاقات مع أرمينيا. صرح بذلك، على وجه الخصوص، وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو في إيجاز صحفي مع نظيره البرتغالي في لشبونة. في الوقت نفسه، وبالتوازي مع ذلك، لا تكتفي تركيا بتعزيز وجودها العسكري في منطقتنا، بل وتقدم مساعدة عسكرية نشطة لأوكرانيا.

قد تسألون: ما علاقة أوكرانيا بالأمر؟ التاريخ يعيد نفسه اليوم. فكما في أيام الحرب العالمية الثانية، عندما كانت تركيا تنتظر نتيجة معركة ستالينغراد لغزو جنوب القوقاز، تنتظر أنقرة الآن نتيجة المواجهة في دونباس. وإذا كانت النتيجة غير مواتية لروسيا، فسوف تحاول (أنقرة) إعادة النظر في نتائج حرب الـ 44 يوما (حرب قره باغ الأخيرة) بوسائل عسكرية.

ستحاول أنقرة الحصول على قاعدة عسكرية في أذربيجان والسيطرة على “ممر ميغري”، الذي من شأنه أن يربط أذربيجان بناختشيفان وكل تركيا. في هذه التركيبة بأكملها، قد يصبح الوجود العسكري التركي في جورجيا حلقة أخرى في سلسلة “تضييق حلقة الخناق” حول أرمينيا.

إن رغبة تركيا في فتح قاعدة عسكرية، على الأقل في جورجيا، أمر منطقي، لأن من شأن ذلك “على الأرض” أن يدعم طموحات تركيا إلى المشاركة في العمليات السياسية والجيوسياسية في جنوب القوقاز. لكن الإقليم صغير، ومن الواضح أن غزو تركيا له لا يمكن أن يكون إلا على حساب إضعاف موقف روسيا أو إزاحتها تماما من المنطقة.

المصدر : روسيا اليوم

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب