السياسية – رصد:

تحت العنوان أعلاه، كتب دينيس دينيسوف، في “إزفيستيا”، حول مؤشرات إيجابية على خفض التصعيد في دونباس وتجنب حرب كبرى.

وجاء في المقال: بعد تفاقم الوضع بشكل كبير في جميع أنحاء أوكرانيا، لوحظ اتجاه ثابت نحو انخفاض درجة التوتر. جاء ذلك بعد محادثة هاتفية بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، أثار خلالها رئيسا الدولتين مسائل الأمن العالمي والإقليمي.

والملاحظ أن وضع أوكرانيا نوقش، مرة أخرى، من دون أوكرانيا (قبل أسبوعين، تحدث قادة روسيا وألمانيا وفرنسا في “الصيغة النورماندي” باستثناء أوكرانيا عن دونباس وتسوية النزاع)، ويصبح هذا (استبعاد حضور أوكرانيا) أشبه بالعرف.

هناك شعور بوجود ترتيب معين للنظام الدولي على خلفية تغيير النخبة السياسية في الولايات المتحدة واستمرار التوتر بين روسيا والغرب الجماعي. والصراع في أوكرانيا هو المثال الأكثر وضوحا وحيوية على هذه المواجهة.

انطلاقا من ذلك، يطرح الاستنتاج التالي نفسه: لا يمكن حل الصراع في دونباس إلا من خلال الإجماع على مستوى الفاعلين الجيوسياسيين الرئيسيين في العالم. أي أن الوضع الحالي في العلاقات الدولية، من دون التوصل إلى اتفاق عالمي جديد بشأن قواعد جديدة للعبة، سوف يؤدي إلى صراعات جديدة ويخلق مناطق توتر، وسوف يؤدي حتماً إلى مواجهات أكثر عنفاً بين اللاعبين الجيوسياسيين الرئيسيين.

في هذا السياق، يكتسب الصراع في دونباس بعدا جديدا، فيتحول من بُعده الإقليمي العادي إلى أحد المراكز الرئيسية للمواجهة الجيوسياسية.

ومع ذلك، فهناك كل الأسباب للاعتقاد بأن تفاقم الصراع في دونباس سوف يتراجع. تأتي إشارات حذرة ولكن إيجابية الآن بشكل أساسي من واشنطن. جو بايدن، على سبيل المثال، ألقى خطابا منفصلاً عن روسيا. ومع أنه تحدث، طبعا، عن القلق من النشاط العسكري الروسي المزعوم بالقرب من حدود أوكرانيا، لكن معظم إحاطته كانت مكرسة لاستعداد الولايات المتحدة لوقف تصعيد التوتر في العلاقات مع موسكو.

إذا بدأ التوتر في الحوار الروسي الأمريكي بالانحسار حقا، فقد تأتي أوقات أكثر هدوءا في الصراع الأوكراني مما هي عليه الآن.

* المصدر: روسيا اليوم

* المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب