السياسية – رصد:

تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن مبادرات سلام لوقف الحرب في اليمن، من قبل المبعوث الأممي والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لكن جميعها لم يلق قبولا لدى صنعاء.

ويطرح هذا الأمر تساؤلات حول سبب عدم قبول جماعة “أنصار الله” لمبادرات وقف الحرب في اليمن.

الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني اللواء عبد الله الجفري، علق على ما يتم تداوله بشأن رفض صنعاء لوقف الحرب قائلا: “لا يمكن أن يكون هناك أي حوار في ظل وجود عدوان وحصار للعام السابع على التوالي، وإذا قبلنا بذلك فهذا ليس سلام، بل استسلام، لأن الشروط التي يطلبونها هي شروط استسلام”.

وتابع في حديثه لـ”سبوتنيك”: “لا يمكن أن نحقق لهم المكاسب التي يريدونها بعد أن فشلوا في الجانب العسكري، وإن كانوا صادقين في إدعائهم بأنهم يريدون السلام لليمن، فيجب أولا وقف العدوان ورفع الحصار ومن ثم الدخول في أي عمل سياسي بحضور كل الأطراف، أما أن ندخل في تسوية سياسية والطائرات تحلق في سمائنا، فهذه خزعبلات لا يقبلها عقل ولا منطق”.

خداع سياسي

وأضاف الخبير الاستراتيجي: “هم الآن يريدون ممارسة الخداع السياسي والكذب والتضليل، ونحن نمد أيدينا للسلام الذي يرتقي إلى طموحات وتطلعات شعبنا وإلى مستوى التضحيات التي قدمها، نريد سلاما يمنع التدخل في شؤوننا الداخلية ورفع الوصاية الخارجية واحترام حسن الجوار، وتلك هي أهم الشروط وهي مقبولة ومنطقية”، مضيفا: “من أراد الأمن والسلام في المنطقة فعليه أن يعرف أن أمن وسلام المنطقة من أمن وسلام اليمن”.

وحول دعوة مجلس الأمن لصنعاء من أجل قبول المبادرة السعودية بلا شروط قال الجفري: “عن أي مجتمع دولي نتحدث بعد أن قتلوا أكثر من 50 ألف من النساء والأطفال بدون أي مبرر بطائرات وأسلحة محرمة دوليا”، مضيفا: “لماذا لم يجنحوا إلى السلام في العام الأول أو الثاني من خلال جنيف واحد واثنين ومفاوضات الكويت وعمان، هم يريدون فقط تحقيق أي مكاسب سياسية أخرى، وبالتالي فهذه المبادرات غير مقبولة، ونحن اليوم في مركز قوة وفي موقع متقدم، ولدينا اليوم الكثير من القدرات والإمكانيات والأسلحة الاستراتيجية التي تستطيع الدفاع عن اليمن إلى مالا نهاية”.

واستطرد: “اليوم هم يشعرون بأنهم تورطوا ويريدون أن يبرروا للعالم أنهم دعاة سلام بعد كل ما فعلوه بالشعب اليمني، وهنا نتساءل عن أي سلام يتحدثون، ونحن لا نقبل بالسلام إلا بالشروط التي تحدثنا عنها، فهل يمكن تصديق أن أمريكا والسعودية تحولتا إلى حمامة سلام بعد 7 سنوات من الحرب الكارثية”.

الحل الشامل

أما المحلل السياسي اليمني أكرم الحاج فيري، فيرى أن أي مبادرة تطرح من أجل حل الأزمة والحرب الحاصلة في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات لا بد أن تكون تلك المبادرة منصفة بحسب ما يراه “أنصار الله” في صنعاء، وأن تكون مبادرة حل شاملة وكاملة وغير مجزئة، لأن تجزئة الملف اليمني هو جزء آخر من إطالة أمد هذا الملف، وخير دليل على ذلك اتفاق السويد الذي يعد منهارا تماما في ظل تجزئة الملف اليمني.

وأشار الحاج في حديثه لـ “سبوتنيك” إلى أن جماعة “أنصار الله” تنظر إلى أن الأمم المتحدة جزء من العقبات التي تقف في سبيل حل الأزمة، ناهيك عن تدخل الولايات المتحدة في مبادرتها الأخيرة، وكأنها تريد تبرئة السعودية من الحرب التي دخلتها ضمن ما يسمى بالتحالف العربي.

ونوة إلى أن جماعة “أنصار الله” مطلبها واضح وصريح، وهو ليس وليد هذه المرحلة بل في مراحل سابقة، وهذا المطلب الثابت يؤكد على عدم تجزئة الحل، بل يجب أن يكون الحل شامل لجميع الملفات.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، في 22 مارس/ أذار الماضي، عن مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول لاتفاق سياسي شامل، تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن “المبادرة تتضمن فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات، وتخصيص الإيرادات في دفع رواتب الموظفين” داعيا “الحكومة الشرعية و”أنصار الله” للقبول بمبادرة إنهاء الأزمة” معتبرا أنها “الحل الوحيد للخروج بحل سياسي”.

وأكد الوزير ابن فرحان أن “المبادرة سارية منذ الآن وتنتظر قبول “أنصار الله”، الذين دعاهم إلى “الالتزام بوقف إطلاق النار حماية للشعب اليمني وأن ذلك سيساعدنا الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي في اليمن”، مضيفا: “على الحوثيين أن يقرروا ما إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولا أم مصالح إيران”.

وتوقع الوزير السعودي “دعم واشنطن والمجتمع الدولي لمبادرة إنهاء الأزمة باليمن”، معتبرا أن “التدخلات الإيرانية هي السبب الرئيسي في إطالة أزمة اليمن”.

وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” في أواخر 2014، أبرزها العاصمة صنعاء.

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع سبوتنيك ولا تعبر عن رأي الموقع