عدوان تركي: هل تواجه قبرص حربا جديدة؟
السياسية – رصد:
كتب أليكسي بوبلافسكي، في “غازيتا رو”، متسائلا عما إذا كان تدخّل تركيا المباشر في شؤون قبرص سيوصل الأمور إلى حسم الصراع في الجزيرة المنقسمة بقوة السلاح.
وجاء في المقال: رفضت تركيا مناقشة النموذج الفدرالي المطروح لحل الأزمة القبرصية. وهي، بالتالي ألغت الخطة الرئيسية لحل مشكلة الجزيرة المقسمة.
تتلقى أنقرة في هذا الشأن بنشاط دعم شمال قبرص غير المعترف بها، فيما ممثلو جمهورية قبرص يرفضون صيغة دولتين التي تدفع بها أنقرة.
على خلفية الوضع العام ورفض تركيا الشديد موقف جمهورية قبرص، يتولد سؤال عما إذا كان الصراع يمكن أن يحل بقوة السلاح.
لدى الخبراء الذين قابلتهم “غازيتا رو” وجهات نظر مختلفة حول هذه المسألة. فالباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أمور حاجييف، يقول:
“السيناريو العسكري لحل المشكلة القبرصية ليس مستبعدا، لأن تركيا استعرضت بوضوح تطلعاتها في العام 1974، عندما أدخلت قواتها إلى أراضي قبرص، وهي لا تزال هناك حتى يومنا هذا”؛
فيما لكبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيكتور نادين-رايفسكي، رأي مختلف في هذه المسألة، فهو يقول:
“في هذه الحالة، سيكون ذلك عدوانا على دولة ذات سيادة (جمهورية قبرص)، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي. ومن شأن ذلك أن يضع حداً نهائيا لمحاولات أنقرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويلغي إمكانية أي مفاوضات بشأن هذه القضية. بينما، في الوقت الحالي، تمكنت تركيا من الحصول من بروكسل على إمكانية الحوار على الأقل حول الاندماج. وهكذا، فحتى الآن يعد الخيار العسكري بشأن قبرص مستحيلا عمليا”.
على الرغم من أن أنقرة – بحسب نادين-رايفسكي- نهشت قطعة كبيرة من قبرص. فبدعمها، حصل القبارصة الأتراك على ما يقرب من 40% من أراضي الجزيرة، على الرغم من أن نسبتهم بين سكان الجزيرة كانت في حدود 18% فقط.
على مدى السنوات الخمسين الماضية، قام المجتمع الدولي بعدة محاولات لحل هذه الأزمة، ولكن لم يتم إحراز تقدم جوهري في هذا الصدد.
* المصدر : روسيا اليوم
* المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب