ما أسباب غياب الرد الإيراني على الهجوم على محطتها النووية؟
السياسية: رصد
تناقش الصحف اليوم تبعات الهجوم على مفاعل نطنز النووي، وكذلك الهجمات الأخيرة ضد سفن إيرانية في عرض البحر، وتأثير ذلك على مفاوضات فيينا حول برنامج طهران النووي.
يوجه كتّاب انتقادات على خلفية هذا الهجوم وما سبقه من هجمات، إذ يرى البعض أن هذا الهجوم “يشكل اختراقا أمنيّا محرجا للسلطة الإيرانية”.
كما ينتقد آخرون عدم الرد الإيراني على الهجمات الأخيرة، ومنها هجوم نطنز، في إشارة إلى أن “غياب” الرد الإيراني يأتي خشية “التورط في مواجهة مفتوحة ومكلفة”.
ويتوقع كتّاب أن يؤدي هذا الهجوم إلى “تحسين بيئة التفاوض وتسريعها” وكذلك حث طهران على “تقديم تنازلات”.
“غياب الرد الإيراني”
تقول “القدس العربي” اللندنية إن هناك “مؤشرات كثيرة، ومعطيات عديدة ترتبط بوقائع سابقة، إلى جانب تقارير الصحافة الإسرائيلية، تؤكد جميعها مسؤولية دولة الاحتلال الإسرائيلي عن الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية”.
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن إيران يمكن أن تلجأ إلى إقامة منشآت أخرى سرية وغير معلنة رداً على الهجوم الأخير، لكنها ترى أن “هذا ليس الانتقام الذي تحدث عنه المسؤولون الإيرانيون، أو هو على الأقل ليس جديراً بقوة إقليمية تتفاخر بأنها تبسط نفوذا سياسيا وعسكريا وأمنيا ومذهبيا في أربع دول عربية على الأقل”.
وتقول “رأي اليوم” اللندنية: “هذا الهُجوم السيبراني الإسرائيلي على مُنشأة نطنز، وبغض النّظر عن حجم الأضرار يشكل اختراقا أمنيا محرجا للسّلطة الإيرانية، خاصة أنه الثاني من نوعه للمنشأة نفسها في أقل من ستة أشهر، وبات السؤال المطروح هو إلى متى تستمر هذه الاختراقات الأمنيّة في العمق الإيراني؟”
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن هناك “إرهاب إسرائيلي معلن وانتقام إيراني غائب”.
لكنها تذهب إلى أن القيادة الإيرانية “سترد على هذا الهجوم” لكن “لا أحد يستطيع أن يتنبأ كيف ستكون الضربة الانتقامية القادمة حتما”.
وتقول الصحيفة: “ربما يتأخر الرد الإيراني ريثما تتضح نتائج مفاوضات فيينا مع الأمريكان، وفي إطار نظرية الصبر الاستراتيجي الطويل، ولكنه قادم لا محالة، فالإيرانيون ليسوا متسرعين”.
ويوجه بسام روبين في “رأي اليوم” اللندنية انتقادات لإيران بسبب عدم الرد على تلك الهجمات.
يقول: “عقب كل حادثة نجد تصريحات إيرانية متضاربة…أما الأدوات التنفيذية فلهم رأي مختلف بل يفضلون الاحتفاظ بحق الرد أو الرد الناعم المنضبط، ولا نعلم متى سيستيقظوا”.
كذلك يقول عيسى الشعيبي في “العربي الجديد” اللندنية: “يتضح أن هناك من يخشى تجرع كأس السم ثانية (ليس مع العراق هذه المرّة)، ونعني بذلك التورط بمواجهة مفتوحة ومكلفة، مع هذا المتطاول على الجمهورية الإسلامية في البر والجو والبحر، وأحيانا في عُقر دارها”.
ويسخر الكاتب من حالة “التكتم والغموض” التي أحاطت بالهجمات التي تعرضت لها أهداف إيرانية مؤخرا.
ويقول الكاتب عن عدم الرد الإيراني: “التوافق الصامت بين الجانين على كتمان هذا السر الموجع لإيران ناجمٌ عن إدراك طهران المسبق فداحة الدخول في مواجهة علنية ومفتوحة، وربما غير متكافئة مع الذئب الإسرائيلي الذي أدار معركة قاسية من جانب واحد، على جبهة له فيها اليد العليا، وفي نطاقات تحت السيطرة، من دون تلقي أي تبعات”.
الاتفاق النووي الإيراني: هل يحسم صراع القوى داخل إيران مصيره؟إسرائيل وإيران: معلومات عن خطة عسكرية إسرائيلية “لمواجهة التهديد الإيراني”
“تحسين وتسريع التفاوض”
من وجهة نظر بسام روبين في رأي اليوم اللندنية، فإن هذا الهجوم يتوقع أن يؤدي إلى “تحسين بيئة التفاوض وتسريعها”.
ويضيف: “ربما نقرأ رسالة من هذا الهجوم الأخير على أجهزة الطرد تتمثل بإبلاغ إيران بإمكانية وسهولة الوصول الى أهدافها الحيوية لحثها على تقديم تنازلات والشروع في التفاوض كما هو مرسوم لها”.
يقول علي حمادة في “النهار العربي” اللبنانية: “تتواصل الحرب السرية بين إسرائيل و إيران في المنطقة… على قاعدة تقاطع مصالح إسرائيل مع مصالح معظم دول المنطقة المركزية التي ترى أن إيران تشكل خطرا كبيرا على نسيجها الوطني”.
ويشير الكاتب إلى “حركة التواصل الأمريكية-الإسرائيلية التي تتمحور حول ما تعتبره إسرائيل تهديدا إيرانيا وجوديا، لا تقلل منه العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015”.
كذلك يشير عبدالرحمن الراشد في “الشرق الأوسط” اللندنية إلى “الخطوة الإسرائيلية الجريئة بتفجير محطة كهرباء مفاعل نطنز الإيرانية”.
ويقول: “قبل أسبوعين كانت إيران في مركز القوة، تساوم بورقة مفاعل نطنز…الآن خسرت إيران ورقتها بسبب الهجوم، وباتت في موقف محرج، تفاوض أم تسحب فريقها من فيينا”.
ويتوقع الكاتب “أن تصر الإدارة الأميركية على السير قدما في التفاوض، لكنها لا تستطيع بعد اليوم أن تتجاهل إسرائيل ودول المنطقة إن كانت تريد حقا لمشروعها النجاح”.
ويقول يوسف الديني في “الشرق الأوسط” اللندنية: “المنطقة على بركان ساخن بسبب الأثمان الباهظة التي يدفعها المجتمع الدولي، والارتباك الأمريكي حيال سلوك إيران في المنطقة الذي يتجاوز ملف الاتفاق النووي”.
ويتساءل أحمد عوض في “المدينة” السعودية “من سيوقف إيران؟… وعملية التسارع في البرنامج النووي الإيراني تجري على قدم وساق والعالم الغربي يتواطأ في إيقافه”.
المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع بي بي سي ولاتعبر عن رآي الموقع