السياسية – رصد :

في سلسلة المخازي والفضائح لعرب التطبيع المُذل، بعثت سفارة الإمارات في فلسطين المحتلة ، قبل يومين، “تعازيها لإسرائيل” عن ضحايا المحرقة. وبالتزامن مع ذلك، أحيت مجموعات يهودية في الإمارات والبحرين ذكرى المحرقة النازية في إطار برنامج تستضيفه “رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية”، وهي رابطة تضم جميع الجماعات اليهودية في الخليج الفارسي، ويتضمن برامج متنوعة. وشمل الاحتفال مشاركة لشباب مسلمين من البحرين والإمارات كانوا زاروا متحف “ياد فاشيم” الذي يخلد ذكرى المحرقة في القدس المحتلة، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تستضيف خلالها دول عربية فعاليات لإحياء ذكرى المحرقة.

وحسب القناة الإسرائيلية “أي 24” نظمت الرابطة ندوة عبر الإنترنت بمشاركة جهات في الإمارات والبحرين والكويت وقطر والسعودية وسلطنة عمان، ومن المشاركين شبان تحدثوا عن تجربتهم في “ياد فاشيم”، وبعدها تمت استضافة أعضاء من الجماعات اليهودية في الخليج الفارسي لمناقشة كيف “يمكن للمسلمين واليهود العيش سوية لخلق شرق أوسط جديد”.

ولما كان التطبيع الاماراتي البحريني، يختلف عن باقي نسخ التطبيع العربية مع “اسرائيل” في فضائحيته، شاركت جماعات يهودية في البحرين والإمارات، ولاول مرة” في مشروع “الشمعة الصفراء”، وهي مبادرة دولية لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، حيث قام أعضاء في هذه المجتمعات بإضاءة شمعة صفراء تخليدا لأسماء يهود لقوا حتفهم في المحرقة.

اللافت ان ما تسمى صفحة “إسرائيل في الخليج” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية علقت على الحدث بقولها:”أضاء ناشطون إسرائيليون وإماراتيون ست شموع في الإمارات العربية المتحدة” على ضحايا المحرقة، مضيفة: “نقف معاً ضد التطرف، لن ننسى”!!.

بغض النظر عن راينا في المحرقة وعدد ضحايا هذه المحرقة، الا ان الدول العربية الاخرى التي طبعت مع “اسرائيل”، لم تتصهين كما تصهين نظاما الامارات والبحرين، اللذان تجاوزا كل حدود التبعية الذليلة لـ”اسرائيل”، وباتا يتبنيان الرؤية الصهيونية للتاريخ حتى في ادق تفاصيله، وينسقان امنيا وعسكريا مع الصهاينة، الامر الذي كشف عن ان علاقة الامارات والبحرين ، مع الكيان الاسرائيلي، هي ابعد بكثير من التطبيع، كما هو عليه الحال مع مصر والاردن، فالامارات والبحرين، يتصرفان وكأنهما في تحالف كامل مع الكيان الاسرائيلي، فحتى نظرة الامارات والبحرين الى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، باتت اكثر عدائية واستعلائية ، من نظر الصهاينة انفسهم الى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ويكفي متابعة مواقع االتواصل الاجتماعي، وحتى تصريحات “النخب” السياسية والفكرية والاعلامية والصحفية والفنية في هذين البلدين من القضية االفلسطينية وقضايا الشعوب العربية، للوقوف على هذه الحقيقة الفظيعة.

من الخطأ مخاطبة “حديثي التطبيع” عبر تذكيرهم، بالمحارق التي نفذتها وتنفذها الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة ومازالت، او بالمحارق التي تنفذها الامارات والسعودية ضد اكثر من 20 مليون يمني منذ اكثر من 6 اعوام، او بالمحارق التي نفذتها امريكا ضد الشعب العراقي والسوري والافغاني وبقية شعوب العالم، وسبب هذا الخطأ، هو ان “حديثي التطبيع”، انظمة لا ارادة سياسية لها، ولا تمتلك قاعدة شعبية، واستمدت “شرعيتها وقوتها”، منذ تأسيسها ، دائما من عامل خارجي، في البداية كان هذا العامل ، الاستعمار البريطاني، ثم امريكا، واليوم “اسرائيل”، لذلك لا يمكن مخاطبتها كأنظمة طبيعية كباقي الانظمة الموجودة في العالم، فهذه انظمة شاذة في كل شيء، فهي تحارب الاسلام السياسي، بينما تتحالف مع اليهودية والمسيحية السياسية.

* المصدر : قناة العالم الإخبارية
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع