الجولاني يعترف: لم نشكل يوماً تهديداً للغرب
زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني يعترف في مقابلة مع صحيفة أميركية بأنه لم يشكّل يوماً تهديداً للغرب، والصحيفة تعتبر أن الجولاني يحاول الحصول من خلال تصريحاته على قبول أوسع.
السياسية :
اعترف زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في مقابلة أجراها مع صحيفة “فرونت لاين” الأميركية أنه لم “يشكّل يوماً تهديداً للغرب”، في تصريح يوضح أن لم يكنّ العداء لأميركا والأوروبيين كما زعم دائماً.
واعتبرت الصحيفة أن الجولاني يحاول الحصول من خلال تصريحاته على قبول أوسع.
وقال الجولاني خلال مقابلة له مع مراسل “فرونت لاين” مارتن سميث، أجريت في 1 شباط/فبراير، ونشرتها الصحيفة مؤخراً، إن “جبهة النصرة لا تمثّل أي تهديد للولايات المتحدة وأوروبا ويجب إزالتها من قائمة الإرهاب”.
ووصفت الولايات المتحدة الجولاني عام 2013 بالـ”الإرهابي”، وعرضت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله. وكانت صنّفت وزارة الخارجية الأميركية عام 2012، مجموعة الجولاني، المعروفة آنذاك باسم “جبهة النصرة”، على أنها منظمة إرهابية.
وأضاف الجولاني في أول مقابلة له مع صحافي أميركي أجريت في إدلب، أن “دوره في محاربة الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم داعش، وفي السيطرة على منطقة يعيش فيها ملايين النازحين السوريين الذين من المحتمل أن يصبحوا لاجئين، عكس المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والغرب”.
وتابع: “أولاً وقبل كل شيء، لا تمثل هذه المنطقة تهديداً لأمن أوروبا وأميركا، هذه المنطقة ليست نقطة انطلاق لتنفيذ الجهاد الأجنبي”.
وسأل سميث الجولاني لماذا يجب أن يعتبره الناس قائداً في سوريا إذا تم تصنيفه كإرهابي، فقال إن التصنيف “غير عادل، وسياسي”.
وأضاف: “لم نقل إننا نريد القتال، وارتباطي بالقاعدة انتهى، وحتى في الماضي كانت جماعتي ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا”، وفق تعبيره.
جيمس جيفري، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية ومؤخراً كممثل خاص للمشاركة في سوريا ومبعوث خاص “للتحالف الدولي لمحاربة داعش” خلال إدارة ترامب، أخبر سميث أن منظمة الجولاني كانت “رصيداً لاستراتيجية أميركا في إدلب”، وفق الصحيفة.
وقال جيفري في مقابلة في 8 آذار/مارس: “إنها الخيار الأقل سوءاً من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب، وإدلب من أهم الأماكن في سوريا، وهي من أهم الأماكن في الشرق الأوسط حالياً”.
كما وثقت منظمات حقوقية انتهاكات هيئة تحرير الشام، من هجمات عشوائية على مناطق مدنية إلى اعتقالات تعسفية.
وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، إنها وثقت انتهاكات بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة والاختفاء القسري أو الوفاة أثناء الاحتجاز من قبل هيئة تحرير الشام وأشكالها السابقة التي بدأت في عام 2011.
وأشارت إلى أن الحوادث بلغت ذروتها في عام 2014، فيما تم توثيق الانتهاكات في الفترة من 2013 إلى 2019 بمستويات مماثلة.
وذكر التقرير أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الأراضي التي احتلتها هيئة تحرير الشام، مما أدى إلى “تسريع حملات الاعتقال في محاولة لإخضاع السكان في المناطق المتبقية الخاضعة لسيطرتها”.
سأل سميث الجولاني عن تقارير حول اعتقال صحفيين ونشطاء وتعذيبهم في بعض الأحيان، فزعم الجولاني أن الأشخاص الذين احتجزتهم هيئة تحرير الشام هم “عملاء للنظام” أو “عملاء روس يأتون لزرع المفخخات” أو “أعضاء في داعش”. ووصف الاعتقالات بأنها تستهدف “لصوص ومبتزين”، رافضاً مزاعم أن هيئة تحرير الشام تلاحق منتقديها.
وعن التقارير التي أشارت إلى أن عناصر الجولاني قاموا بتعذيب المعتقلين، قال: “لا يوجد تعذيب، أنا أرفض هذا تماماً.. وسأمنح منظمات حقوق الإنسان الدولية حق الوصول إلى السجون”.
انتهز سميث الفرصة أيضاً لسؤال الجولاني عن بلال عبد الكريم، الصحافي الأميركي الذي اعتقلته هيئة تحرير الشام في آب/أغسطس 2020، وسأل سميث جولاني عما إذا كان على استعداد للإفراج عن عبد الكريم، فقال: “الأمر ليس بيدي. هذا الأمر في يد النظام القضائي”.
وبعد أكثر من أسبوعين بقليل من تلك المقابلة، في 17 شباط/فبراير، تم إطلاق سراح عبد الكريم من السجن.
* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع