لندن تتراجع عن ترحيل أسرة يمنية.. قصة مؤثرة لأب و3 أبنائه لُمّ شملهم في بريطانيا بعد عام من الفراق
السياسية: رصد
تراجعت وزارة الداخلية البريطانية، عن قرار ترحيل 3 شبان يمنيين وإعادتهم إلى إسبانيا، بعد أن دخلوا المملكة المتحدة بشكل سري، بالاستعانة بمهربين على الحدود، وذلك بعد أن التقوا أخيراً بوالدهم، الذي دخل بشكل “شرعي” إلى البلاد، وظهر تغيُّر موقف الحكومة بعد أيامٍ من إعلان وزير الداخلية أن كيفية دخول الأشخاص إلى المملكة المتحدة سيكون لها تأثيرٌ على تقديم طلب اللجوء الخاص بهم.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، امس الأحد ، فقد تم إخبار هذه الأسرة التي تطلب اللجوء في وقت سابق بأن أفرادها لا يستطيعون البقاء معاً في المملكة المتحدة لأن الأب سافر إلى البلاد بالطائرة، بينما وصل أبناؤه الثلاثة على متن قاربٍ صغير، قبل أن تتراجع الداخلية البريطانية، وتؤكد أنه سيُنظَر في قضيتهم بعد تحوُّل إجرائي أجرته وزارة الأمن الداخلي.
وقالت بريتي باتيل، وكيلة وزارة الداخلية البريطانية، إنه يجب على طالبي اللجوء البقاء في أول بلدٍ آمن يصلون إليه بدلاً من السفر إلى المملكة المتحدة.
قصة الأب والأبناء الثلاثة
كانت الأسرة، التي طلب أفرادها الإشارة إليهم بأسمائهم الأولى فقط، تعيش في دولةٍ خليجية، لكن عندما ألغت الدولة تصاريح إقامة الأسرة، أُجبِرَ أفرادها على الخروج.
رغم أن طلبات اللجوء الأربعة تستند إلى الخطر على حياتهم في اليمن، كان الأب حسين، 52 عاماً، قادراً على السفر بالطائرة إلى المملكة المتحدة بعد حصوله على تأشيرة زيارة، واستغرقت رحلته من الشرق الأوسط إلى المملكة المتحدة بضع ساعات ولم تُعرَّض حياته للخطر.
لكن أبناءه الثلاثة، حمزة (26 عاماً)، وحسن (24 عاماً)، وحازم (22 عاماً)، لم يتمكَّنوا من الحصول على تأشيرات، ولذلك لجأوا إلى مساعدة المُهرِّبين للوصول إلى المملكة المتحدة.
واستغرقت رحلتهم عاماً كاملاً، وتكلَّفَت أكثر بكثير من رحلة والدهم وعرَّضَت حياتهم للخطر عدة مرات.
لقاء بعد طول فراق
الأب، كان قد وصل إلى المملكة المتحدة قبل أن يصل أبناؤه، الذين شعروا بسعادةٍ غامرة حين اتصلوا به ووافقت وزارة الداخلية على وضع الأسرة معاً في مانشستر.
مع ذلك، قامت وزارة الداخلية في وقتٍ لاحق باعتقال واحتجاز الأبناء الثلاثة وقالت إنهم سيُرحَّلون إلى إسبانيا، التي مروا عليها بالفعل قبل وصولهم إلى المملكة المتحدة.
وقال حسين إنه بكى طوال رحلة أبنائه الخطيرة إلى المملكة المتحدة. وأضاف: “لقد شعرت بقلقٍ شديد بشأن نجاتهم طوال الوقت، وشعرت بالذنب لأن رحلتي كانت أسهل بكثيرٍ من رحلتهم”.
بينما يعبر حسن، أحد الأبناء، عن ارتياحهم الكبير بعد أن أبلغتهم وزارة الداخلية أنهم لم يعودوا يواجهون الانفصال عن والدهم والترحيل إلى إسبانيا.
كما يتعلَّم أفراد الأسرة اللغة الإنكليزية في مركز Prince’s Trust، وفي كليةٍ محلية، ويتطوَّعون في FareShare، وقال حسن: “لقد رُفِعَ ثقلٌ كبيرٌ من على قلوبنا عندما وصلتنا هذه الأخبار”.
تنفسوا الصُّعَداء
من جهتها، عبرت محامية الأسرة، هانا باينز، عن سعادتها بعد هذا القرار، وذلك بعد أيام من الشك والترقب، وقالت بهذا الخصوص: “بعد شعورٍ من الريبة، وافقت وزارة الداخلية على أنه يمكن النظر في طلبات لجوء حسن وحمزة وحازم في المملكة المتحدة، وأنه لم تعد هناك أيُّ خططٍ لنقلهم إلى إسبانيا”.
كما أضافت: “كانت الأشهر القليلة الماضية مُرهِقةً بشكلٍ خاص، لذا فمن الجيد أن يتمكَّن الأخوة من البقاء في المملكة المتحدة مع والدهم، الذي يجري التعامل بالفعل مع طلب اللجوء الخاص به في المملكة المتحدة”.
وتابعت: “لكن من غير الواضح على وجه التحديد سبب قرار وزارة الداخلية للقيام بذلك. كلُّ ما قيل لنا هو أن هذا يرجع إلى ظروفهم الفردية”.
*المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع “عربي بوست” ولاتعبر عن رأي الموقع