السياسية – رصد:
تسبب جنوح سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن” في إغلاق قناة السويس المصرية في 23 مارس/ آذار الجاري، الذي استمر حتى إعلان تعويمها يوم 29 مارس، وسلط الضوء على استخدام السفن العملاقة ضمن تكتيكات عسكرية لإغلاق الممرات المائية وقت الحرب.

تقول مجلة “ديفينس ون” الأمريكية إن إغلاق قناة السويس المصرية لمدة 6 أيام بسبب سفينة الشحن العملاقة كان حادثا، مضيفة: “لكن هذه الطريقة لإغلاق الممرات المائية الاستراتيجية ربما لا تكون مجرد حادثة المرة القادمة”.

وتابعت: “يجب أن يضع المخططون العسكريون تكتيك إغلاق الممرات المائية الاستراتيجية بواسطة السفن العملاقة، نصب أعينهم”.
إن مشهد جنوح السفينة “إيفر غيفن” العملاقة وإغلاقها قناة السويس يجعلنا نفكر مليا في إمكانية استخدام هذا التكتيك في إغلاق الممرات المائية، بحسب المجلة، التي تقول إن هذا الإغلاق ربما يتم استخدامه بصورة متعمدة لأهداف عسكرية عند الحاجة.

تكتيك عسكري له تاريخ
يطلق على إغلاق الممرات المائية بواسطة السفن الضخمة تكتيك “بلوك شيبز” ويرجع تاريخ استخدامه من قبل العسكريين إلى نحو ألف عام، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن بريطانيا استخدمته في الحربين العالميتين، كما تم استخدامه في الحرب الأهلية الأمريكية من قبل قوات الاتحاد ضد الانفصاليين.

وتقول المجلة إن “تكتيك إغلاق الممرات الملاحية الحيوية تم استخدامه بطرق مختلفة تتمثل في إغراق بعض السفن القديمة لإغلاق أحد الممرات المائية أو عن طريق رشوة طاقم سفينة ليجعلها تتوقف في المجرى الملاحي أو حتى عن طريق الهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تستحوذ على نظام التحكم الخاص بالسفينة”.

محاولات تعويم السفينة العملاقة الجانحة في قناة السويس

وفي جميع الأحوال يكون الهدف من غرق السفينة أو تعطلها أو حتى جنوحها في نقطة ضيقة هو إغلاق ميناء حيوي أو تعطيل الملاحة عبر ممر مائي استراتيجي.

وتقول المجلة: “في أحسن الظروف يحتاج تحريك سفينة جانحة أو متعطلة عدة أيام على الأقل، وهو وقت كاف جدا للجانب الآخر لخلق واقع عسكري ربما يصعب تغييره بعد فتح الممر المائي مرة أخرى.

ويضاف إلى ذلك، فإن إغلاق الموانئ الحيوية والممرات المائية بواسطة السفن الجانحة أو الغارقة يشل حركة السفن والغواصات ويحولها إلى أهداف ثابتة يمكن للطرف الآخر تدميرها من البر أو حتى بهجمات صاروخية.

تكتيكات دفاعية لمواجهة “بلوك شيبز”؟
أفضل وسيلة لمواجهة تكتيك إغلاق الممرات والموانئ بالسفن الجانحة أو الغارقة، هي منعها من الاقتراب من الموانئ العسكرية ونقاط المرور الاستراتيجية، خاصة إذا كان حجمها يمكنها من إغلاق تلك المناطق.

لكن هذا الأمر ربما يكون صعبا في ظل الأعداد الكبيرة من السفن التجارية الضخمة العابرة للممرات المائية الاستراتيجية، كما أنه من الصعب اكتشاف وجود نوايا عدائية لمثل تلك السفن إلا عندما تصبح تلك السفن في وضع يجعل إيقافها غير ممكن.

صور للسفينة إيفر جيفن الجانحة في قناة السويس من موقع تتبع السفن مارين فيسيل ترافيك

وتقول المجلة إنه حتى إذا تم اكتشاف وجود نوايا عدائية لسفينة تجارية ضخمة، فإن إيقافها أمر صعب، مشيرة إلى أنه إذا فرض استخدام سفينة مثل “إيفر غيفن”، التي يتجاوز وزنها 200 ألف طن وتتجاوز مساحتها 15 ملعب كرة قدم، لغرض عسكري فإن تلك السفينة يمكنها تحقيق هدفها بسهولة بمجرد وصولها إلى الممر المائي أو اقترابها من ميناء عسكري”.

 

وتابعت: “يمكن لتلك السفين أن تسحق منشأة بحرية إذا اصطدمت بها أو يمكنها الاصطدام مع سفينة أخرى أو الجنوح والتوقف لإغلاق الممر المائي أو حتى إغراق نفسها بشحنة متفجرة”.

سيناريوهات مرعبة
تقول المجلة إن أخطر سيناريوهات استخدام السفن العملاقة لأهداف عسكرية يكمن في تفجيرها وجعل عملية إزالة حطام الانفجار في غاية الصعوبة بسبب الحجم الهائل أو بسبب زرع متفجرات مصممة للانفجار على مراحل لتعطيل قدرة فرق الإنقاذ على إعادة فتح الممر المائي.

وتضيف: “يمكن أيضا أن يتم التشويش على أنظمة تشغيل السفينة وزرع أنظمة خبيثة تؤثر على أي وسيلة لمنع تفاقم الكارثة”.

  • المصدر : سبوتنيك
  • المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع