جبهة جديدة في اليمن لكن ضد كورونا
أخذت الشرعية والحوثي إجراءات ضد تفشي الفيروس مع استمرار مواجهاتهما في مأرب
هشام الشبيلي صحافي ومصور يمني
لا تشكل الحرب الدائرة في عدة جبهات في اليمن الوجه الوحيد للمعارك التي تخوضها البلاد، فاليمن ليست بمنأى عما يخوضه العالم مع فيروس كورونا الذي ينتشر في عدد من المحافظات.
فبالتزامن مع انتشار موجة جديدة من وباء كورونا في عدد من المحافظات اليمنية، أعلنت السلطات في مختلف المناطق والمحافظات عن إجراءات احترازية شملت إغلاق الأسواق والمدارس والمساجد.
جغرافيا الشرعية
ففي المناطق التي تسيطر عليها الشرعية مثل تعز، أعلن محافظها نبيل شمسان عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها للحد من استمرار التفشي، وتضمنت التوجيهات إلزام القائمين على مساجد المدينة اتخاذ التدابير الاحترازية، وإغلاق المساجد التي ترفض الالتزام بالإجراءات.
كما شملت التوجيهات ضرورة منع التجمعات وتفريق “أسواق القات”، وإغلاق صالات الأعراس وصالات الأفراح، وتحويل وجبات المطاعم إلى البيع الخارجي دون استقبال أي زبائن داخلها.
وقضت التوجيهات لمكاتب التربية والتعليم بعزل الطلاب المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي والزكام إلى حين التثبت من حالاتهم، وتأدية امتحاناتهم بعيداً عن الطلاب غير المصابين، وتطبيع التباعد بين الطلاب أثناء الامتحانات وإلزامهم ارتداء الكمامات.
كما أعلن وزير الصحة في الحكومة الشرعية، الدكتور قاسم بحيح، نفاذ اسطوانات الأكسجين ووصول غرف العناية المركزة إلى طاقتها القصوى، فيما أعلنت اللجنة الوطنية تسجيل أعلى معدل يومي للإصابات بفيروس كورونا في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية.
وقال الوزير اليمني في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”، “نرجو من المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتنجب الزحام، مع لبس الكمامات والابتعاد عن المرضى المشتبه في إصابتهم بكورونا”
وحتى مساء أمس السبت، بلغ عدد الحالات المؤكدة التي سجلت في المحافظات التي تخضع لسلطات الحكومة الشرعية بحسب اللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا 3287 حالة، منها 737 وفاة و 1530 حالة تعاف.
وأوضحت اللجنة أن إجمالي الوفيات المبلغ عنها ليوم السبت من المرافق الصحية بلغت 4 حالات، ثلاث منها في محافظة حضرموت (الوادي والصحراء)، وحالة واحدة في محافظة المهرة فيما تماثلت حالة واحدة فقط للشفاء في حضرموت الوادي.
تحت إدارة الحوثي
تعيش المناطق التي يسيطر عليها الحوثي شمال اليمن حالة تفش واسعة هي الأخرى، فقد أعلنت الميليشيات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها إيقاف الدراسة في المدارس وتقديم الاختبارات.
وقالت وزارة التربية والتعليم في حكومة المليشيا إن “اختبارات النقل المدرسي للصفوف من الأول وحتى الثامن ستبدأ السبت المقبل 27 مارس (آذار)”، فيما أشارت في ذات التعميم إلى أن “اختبارات النقل المدرسي للصفين العاشر والحادي عشر من المرحلة الثانوية ستبدأ السبت المقبل 3 أبريل (نيسان)”.
وكانت مصادر طبية في صنعاء قد تحدثت عن موجة جديدة، حصدت عشرات الوفيات جراء إصابتها بالوباء خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى ازدحام شديد في غرف العنايات المركزة في المستشفيات.
مأرب على الرغم من الظروف
إلا أن كل هذه الظروف الصحية لم تنجح في تغيير واقع المواجهات في الجبهات، فقد استمر الحوثيون في محاولاتهم في السيطرة على المدينة النفطية بعد أيام من تحقيقهم تقدم في جبل هيلان.
في المقابل، شن التحالف بقيادة السعودية في اليمن، غارات جوية لدعم الحكومة اليمنية التي صدت هجوماً للمتمردين الحوثيين غرب محافظة مأرب شمال اليمن.
وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن التحالف “قام بتدمير معدات عسكرية واصطياد بعض الدبابات وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف عناصرها الإرهابية”، في حين تحدثت الحكومة الشرعية عن “مقتل 70 مقاتلاً في الأقل، بينهم 22 جندياً من القوات الحكومية وجرح العشرات من الطرفين في مواجهات جديدة خلال الساعات الـ48 الماضية”، وأوضحت أن المتمردين “شنوا هجوماً عنيفاً مصحوباً بالدبابات والعربات في جبهة الكسارة، وتم التصدي للهجوم القوي بمساندة طيران التحالف”.
فيما نقلت وسائل إعلام تابعة للمتمردين الحوثيين، أنهم باتوا على بعد “3 كيلو مترات فقط عن الأحياء الشمالية لمأرب المحاصرة”، وأضافت صحيفة محلية في صنعاء أن قوات الشرعية “اللواء 14 مشاة” انسحبت أمام تقدم الحوثي في منطقة “العلم الأسود” شمال المدينة.
غارات للتحالف في صنعاء
وعقب الاستهداف الذي نفذه الحوثيون على منشأة نفطية في العاصمة السعودية، شن التحالف حملة قصف على أهداف عسكرية للجماعة المتحالفة مع إيران في صنعاء في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وقال سكان في صنعاء لوكالات أنباء دولية، إن “طائرات التحالف الحربية قصفت مناطق فيها معسكرات لقوات الحوثيين في جنوب صنعاء، وموقعاً للتصنيع العسكري في شمال المدينة”.
فيما أكدت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي، أن التحالف شن هجمات جوية على العاصمة، شملت مواقع حساسة مثل مطار صنعاء.
المصدر : الاندبندنت
المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع