السياسية – متابعات :

لم تَمضِ ساعات على ظُهور الصحافي اللبناني غسان سعود على شاشة (OTV) اللبنانيّة، والتابعة للتيار الوطني الحر، والرئيس ميشيل عون، حتى انفجرت المنصّات السعوديّة، مُطالبةً بتسفير اللبنانيين من بلادهم، والمسألة تتعلّق بأميرهم ووليّ عهدهم الأمير محمد بن سلمان.

الصحافي سعود، الذي ظهر على الشاشة المحليّة اللبنانيّة، ضمن برنامج “حوار اليوم”، يبدو أنّه قد أطلق لنفسه العنان في استخدامه أوصافاً لا تليق بولي عهد دولة صديقة للبنان، لكن الصحافي المذكور استخدم توصيفات إعلام أمريكي لا توصيفاته، حين قال بأنّه يصف الأمير الشاب، بغير المُنضبط، وغيرها من أوصاف ناقدة، تمتنع “رأي اليوم” عن ذكرها.

وعلى خلفيّة الحادثة، قدّم مقدّم البرنامج الإعلامي جورج ياسمين استقالته من المحطّة عبر صفحته في “الفيسبوك”، فيما تحدّثت صُحف لبنانيّة عن خلاف حدث بينه، وبين رئيس مجلس إدارة المحطّة روي الهاشم، حيث جاءت استقالة ياسمين على خلفيّة تدخّل جرى من قبل الهاشم في محتوى الحلقة، وتحميل الإعلامي مسؤوليّة عدم حياده، فكُل ما قد يخرج عن القناة قد يُفسّر أنه رسائل سياسيّة من الرئيس اللبناني ميشيل عون بحُكم تبعيّة القناة له، وهو غير صحيح وفقاً لروي الهاشم.

الاستقالة، وموقف القناة الرافض لما جاء على لسان الصحافي الضيف، بدا أنه لم يكن كافياً للسعوديين الغاضبين للتطاول على الأمير محمد بن سلمان، وصدّروا وسم “هاشتاق” تسفير اللبنانيين مطلب، وبدأ بعض المُغرّدين بمُقارنة رواتبهم العالية، برواتب السعوديين، وهُم أصحاب البلد.

200 ألف عائلة لبنانيّة مُتواجدة في السعوديّة، والخليج، قد تكون مُهدّدة بالتسفير، فيما لو قرّرت السلطات السعوديّة عدم أخذ الاستقالة بعين الاعتبار، وعدم تبنّي “القناة العونيّة” كما وصفها نشطاء سعوديّون، ما جرى ذكره من توصيفات غير لائقة بحق الأمير بن سلمان، بالإضافة إلى أنّ الصحافي الضيف يُمثّل التيّار المُضاد للعربيّة السعوديّة.

وبطبيعة الحال، لم تخل المنصّات من مُهاجمة إيران، وحزب الله، وأمين عام الحزب السيّد حسن نصر الله، بالرغم أنّ لا علاقة لقناة “المنار” بما جرى التابعة له، أو “الميادين” التي تُمثّل سياسة محور المُقاومة.
أوساط سعوديّة أساساً كانت قد تحدّثت عن تنويه خليجي سعودي بحجب القناة (otv) عن قمر “نايل سات”، في حال جرى مُهاجمة الرموز الخليجيّة على شاشتها، وهو ما تتجنّبه القنوات اللبنانيّة عُموماً، بعد الواقعة التي طالت قناة “الميادين” وجرى التهديد بحجبها من القمر المذكور، لكن إدارة القناة تصدّت للحملة في حينها.

وفي وسط هذا الهُجوم، طالبت أصوات سعوديّة بضرورة عدم التعميم، والتشاركيّة مع الوافدين، والابتعاد عن لغة التهديد والاستقواء بقطع الأرزاق بخلفيّات سياسيّة، فعهد الرؤية بحسبهم يتطلّب انفتاحاً استثماريّاً، وخاصّةً بعد إلغاء نظام الكفيل في العربيّة السعوديّة، وتقديم التّسهيلات للمُستثمرين العرب من كُل الجنسيّات.

ولم يصدر تعليق رسمي من الحكومة السعوديّة حول موقفها مما جرى حتى كتابة هذه السطور.

* المصدر : رأي اليوم – خالد الجيوسي