اليمن… هل بات الانتقالي الجنوبي في مأزق بعد الخلافات الأخيرة مع الشرعية؟
السياسية – رصد:
تشهد المحافظات الجنوبية في اليمن حالة من الصراع والتخبط نتيجة تعدد القوى والمليشيات واختلاف الولاءات الإقليمية.
ورغم وجود المجلس الانتقالي إلا أن البعض يرى أن شعبيته آخذة في التناقص ولن يحظى بأكثر من مكانة الأحزاب السياسية في الفترة القادمة، لأن المجلس لا يملك قرارا وأنه يعمل بحسب رؤية الداعم الإقليمي، ما يعني عدم وجود رؤية ثابتة تعتمد على المصالح الداخلية ما يجعله غير صالح لتمثيل القضية الجنوبية.
يقول رئيس تجمع القوى المدنية في الجنوب اليمني، عبد الكريم سالم السعدي: إن المجلس الانتقالي في الجنوب هو أحد المليشيات التي صنعها الطرف الإقليمي لتحقيق مطالبه في الخارطة الجغرافية اليمنية، واليوم عدن لا توجد بها ميليشيا واحدة، حيث توجد بها ميليشيا الانتقالي وما يسمى بحراس الجمهورية والحزام الأمني وعدد آخر من المليشيات، وهذه كلها لا تخضع لبعضها البعض وإنما تديرها غرفة عمليات الوكيل أو الطرف الإقليمي الذي صنعها.
وتابع السعدي، أن الحديث عن شعبية لطرف ما في الجنوب به نوع من المبالغة، فالواقع على الأرض هو عبارة عن مجموعة من المليشيات يضاف إليها أطراف الشرعية والأطراف التي كانت مع الشرعية واختلفت معها هذا بالإضافة إلى القوى وتجمعات الحراك الجنوبي الأخرى.
صنيعة إقليمية
وأضاف السعدي لـ”سبوتنيك”: إن العقلية الجنوبية منذ الستينات وحتى الآن، إذا شعرت ولو للحظة أنها تمتلك الأرضية والشعبية تنفذ ما تريده ولا تتأخر في الاستيلاء على السلطة وبسط سيطرتها على الأرض، لذا فإن تأخر الانتقالي عن فرض السيطرة على الأرض هو ضعف وقلة شعبية، وكل الخطوات التي تمت مؤخرا أضعفت الانتقالي كمليشيا أمام المليشيات الأخرى على الساحة والمصنوعة إقليميا.
وأوضح رئيس تجمع القوى المدنية بالجنوب اليمني عبد الكريم سالم السعدي، أن ذهاب الانتقالي إلى اتفاق الرياض ونكوصه عنه، ثم إعلان الإدارة الذاتية ثم تراجعه، والنفير الذي أعلنه مرتين وذهب ضحيته أكثر من 500 شاب جنوبي، كل ذلك ألقى بظلاله على هذا المكون، وأصبح اليوم أمام مشكلة كبرى، فلا هو قادر على السيطرة ولا قادر على انتهاج النهج السياسي.
وذكر السعدي أن “الانتقالي يقدم التنازلات خلال سفرياته من بلد لآخر، والانتقالي الآن يخوض معركة التمثيل وليس معركة التحرير، حيث يريد أن يحل محل الحزب الإشتراكي اليمني في الخارطة السياسية القادمة والتي يتجه إليها العالم كله، تلك هى حقيقة الأمور التي يحاول الكثير تجاوزها”.
حزب سياسي
وأشار رئيس تجمع القوى المدنية إلى أن “الإنتقالي حجز موقعه في الخارطة السياسية كحزب سياسي وليس ممثلا للجنوب ولا قائدا لثورة، أما تمثيله على سبيل المثال للقضية في بعض الاتفاقات السياسية ليس لشعبيته ولا تأثيره، ولكن لأن الطرف الإقليمي في المعادلة اليمنية وهو الذي صنعه لا يوجد له ممثل في اليمن”.
وأكد السعدي أن بعض الدول الإقليمية لها ممثلين، فحزب “الإصلاح” تتبناه بعض القوى وكذا الشرعية وبعض الأحزاب تتبناها قوى إقليمية أخرى، و”أنصار الله” تتبناها قوى إقليمية معينة، فالطرف الذي صنع الانتقالي ويدعم طارق محمد عبد الله صالح، قوات حراس الجمهورية “الشمالي”، ويدعم طرف آخر في الجنوب، اعتمادا على أنه إذا تم فصل اليمن وفق أي تسوية سياسية يكون له ممثل في الشمال والجنوب.
دعوة للتكاتف مع الانتقالي
ودعا رائد الجحافي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب، وأحد أبرز المعارضين للمجلس الانتقالي إلى الوقوف خلف عيدروس الزبيدي في وجه الضغوط الخارجية على المجلس.
وقال القيادي بالحراك الجنوبي لـ”سبوتنيك”، إنه يجب على جميع الجنوبيين في هذا الوقت الالتفاف حول قادتهم وبالذات الرئيس عيدروس الزبيدي، وذلك “لتعزيز قوة المجلس للصمود بوجه الضغوط التي يواجهها من قبل السعودية التي تمارس ابتزاز قوي ضده”.
وأضاف الجحافي، قائلا: مواقف الرئيس عيدروس الزبيدي تنم عن حنكة وشجاعة قائد جدير بالثقة، ويجب على الجنوبيين بكل انتماءاتهم السياسية والثورية الوقوف خلف قادة الانتقالي في ظل الظروف الراهنة، لأن الهدف واحد، بدلا من ضياع الجميع وغرق سفينة الجنوب في ظل الخلافات والتشرذم.
موقفه من مأرب
وتابع أن “الموقف الأخير للانتقالي الذي رفض فيه الزج بالوحدات العسكرية التابعة له في حرب مأرب، هو موقف قوي يدل على مدى حرص قادة المجلس على صون دماء الجنوبيين، والنأي بهم عن صراع الشماليين وبالذات حزب الإصلاح الذي يعد العدة لاجتياح الجنوب، وترفض قواته مغادرة وادي حضرموت وشبوة”، على حد قوله.
وأوضح الجحافي، أن الهم الأول لقوات الإصلاح وغيرها هو “استمرار نفوذهم وهيمنتهم على الجنوب ونهب ثرواته، في الوقت الذي يطمح فيه الجنوبيون إلى عملية التحرير واستقلال الجنوب”.
ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية بعد الأحداث الدامية بين الجانبين، في أغسطس/ آب عام 2019، التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، غادرت على إثرها الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن.
وجرى التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية، الرياض، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ “أنصار الله” هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
* المصدر : سبوتنيك
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع