بسام أبو شريف*

تآمرت مراكز القوى ، التي تحكم الولايات المتحدة لاغتيال جون كيندي لعدة أسباب أهمها أنه رفض منح اسرائيل أجهزة متقدمة لامتلاك سلاح نووي ، وثانيها انه تجرأ على المس بكذبة الدولار الورقي ، التي فرضها روتشيلد ، والعائلات التابعة له على الولايات المتحدة ليصبح “ورق روتشيلد متحكما ” ، في العالم .

وجدير هنا أن نشير الى أن أكثر من خبير مالي درس ، ونشر عن عدم قدرة الولايات المتحدة على تغطية قيمة الدولار الورقي ، الذي تطبعه وتشتري العالم به ، وهذه الأوراق التي فرضها روتشيلد على العام ، هي أكبر خدعة عرفتها البشرية اذ لا تملك الولايات المتحدة ذهبا يكفي لتغطية قيمة الورق ، الذي تشتري به العالم ، أراد جون كيندي أن يعيد العملة للمعدن بقيمة موازية لقيمة الدولار الشرائية ( فضة وذهب ) ، الدولار الفضي أودى بحياة جون كيندي .

واغتيال جون كيندي تم بقرار ممن يحكمون اميركا بالفعل ، وهم مجموعة روتشيلد ، وشركائه من خلال مسؤولين يعينونهم بالمال ابتداء من البيت الأبيض الى مسؤولي الأمن ، والجيش والاقتصاد ، والتجارة …. الخ . ورغم عدم نشر ملف كيندي الا أنه من الثابت أن للصهاينة من خلال موظفين على مستوى عال مثل رئيس السي آي ايه ( بوش الأب ) ، كانوا ضالعين في الاغتيال ، وهم الذين أخفوا الملف، ومنعوا تسريب أونشرأي تفصيل عن النواحي الخطيرة في التحقيق ، نقصد من هذا التذكير أن نشير الى أن من يحكم الولايات المتحدة ويحدد سياساتها الخارجية ، هي المجموعة التي سبق أن أطلقنا عليها لقب “نادي المال”، ونادي المال في الولايات المتحدة يقرر شؤونها الداخلية ، والخارجية ، وتربطه بنوادي المال الموازية علاقات تحالف ، وصفقات متبادلة منها ( على سبيل المثال ) ، مايربط نادي المال الاميركي بنادي المال الروسي ( المكون من مليارديرية يهود روس يخضعون لروتشيلد الذي مول سرقتهم للمصانع الروسية خاصة مصانع السلاح أيام يلتسين ) .

بايدن رجل ضعيف، وخبيث، ومريض، ولا يتمتع بشخصية قوية ، أو وضع مالي قوي ولم يأت رئيسا الا لأن نادي المال استاء من استغلالية ترامب ، وتحكمه بكثير من القرارات ، التي لم يكن النادي يريدها لأنها تعكر عليه أبواب الربح الطائل ، ولا شك أن سياسة ترامب الخارجية ، هي السياسة التي يريد نادي المال للبيت الأبيض أن يتبعها ، وكنا قد كتبنا عدة مقالات تناولنا فيها ” نظريا ” ، مايجب على جو بايدن أن يفعله كي ينمي لنفسه شخصية رئاسية قوية قادرة على شق طريق بمنهج مغاير ، فبعد أن أعلن بايدن أن الدبلوماسية هي طريق لحل الأزمات لم نر منه الا التهديد ، والوعيد ، والتعنت عند مواقف تتناقض منطقيا وقانونيا مع فكرة حل الأزمات دبلوماسيا ، فحل الأزمات بهذه الطريقة لابد أن يأخذ أساسا له : الحقيقة ، والعدالة ، والموضوعية.

واذا أخذنا أهم القضايا ، التي يراها بايدن ، وهي قضية الاتفاق النووي الايراني نرى تناقضا فاضحا بين مايعلنه ، وأعلنه بايدن ، وبين طريقة الوصول اليه ، فهو يريد العودة للاتفاق حتى يتمكن من فتح حوار مع ايران ، هو وحلفاؤه الاوروبيون حول تعديلات في الاتفاق ، ولنفترض ذلك جدلا : –

ان العودة للاتفاق يجب أن تعني اعادة كافة الأمور ، والعلاقات كما كانت قبل أن يتخذ ترامب قراره بالخروج من الاتفاق ، وفرض عقوبات دموية على الشعب الايراني ، وفرض عليه حصارا لتجويعه ، ومنعه من التنمية ، والتطور ، وحتى منعه من الحصول على الدواء واللقاح في معركة البشرية ضد فيروس كورونا ، لكن بايدن في واد آخر ، هل يعقل ألا يكون بايدن واعيا لهذه الأزمة بالذات ؟ ، هدده ترامب في أول خطاب له منذ خروجه من البيت الأبيض بقوله : ( بايدن يريد أن يرفع العقوبات عن ايران دون مقابل ) ، وبما أن بايدن لا يملك الشخصية القوية ، ولأنه موظف لدى ” سمك القرش ” ، أي نادي المال ، فقد جعله هذا الهجوم يتردد في رفع العقوبات حتى تعقد أول جلسة لمجموعة 5 +1 ، واذا بقي بايدن على موقفه فان هذا يعني أنه ينفذ برنامج ترامب تحت مظلة ما أسماه ” الحل الدبلوماسي ” ،

وفعل بايدن نفس الشيء في اليمن ، فقد رفع عن أنصار الله صفة الارهاب التي أنزلها بهم ترامب ، ودعا الى وقف الحرب ، وأعلن أنه سيوقف شحنات السلاح للسعودية والامارات ، لكنه سرعان ما أصيب بالرعشة والتردد حتى بنشره تقرير اغتيال الخاشوقجي تراجع عما كان ينوي أن يفعله وهو أن يعلن مقاطعة ابن سلمان ، لكنه ثبته الآن ، وراح يلوم أنصار الله ، وقرر تزويد السعودية بما أسماه أسلحة للدفاع عن نفسها ، وتتكرر اللازمة الغنائية من كافة المتحدثين الرسميين ، ووزير الخارجية ، والدفاع ، وبدأ بتوجيه رسائل ارهابية ، وهذا بضغط من العسكريين الذين يدينون بالولاء ( قسم كبير من كبار الضباط ) ، لنادي المال ، فشن غارة وحشية على الحدود السورية العراقية ذهب ضحيتها العشرات ، وذلك بالتفاهم مع رئيس وزراء العراق ، الذي وافق على زيادة حجم القوات الاميركية في العراق تحت عنوان ” قوات الناتو للتدريب ” .

اذا نظرنا لمأساة اليمن نرى أن بايدن خبيث ، وكاذب ، أو غير قادر ، فقد طالب أنصار الله بشكل منطقي ، وموضوعي انهاء الحصار ، وفتح الموانئ والمطارات قبل وقف اطلاق النار وهذا أمر بديهي ، فالحصار على اليمن ، هو أكثر من اطلاق النار انه ازهاق لأرواح الأطفال والنساء ، والرجال مرضا ، وجوعا ، وعطشا ، ومطالب أنصار الله ليست بدون حق ، بل هي الحق بذاته ، فهم في صعود متتابع في ساحات القتال يدافعون عن الوطن والامة انهم يردون المعتدين ، ويتصدون للخونة المارقين ، والمرتزقة الارهابيين الذين يقتلون الأطفال ويخطفون النساء انهم يردون على تدمير مدارسهم ، ومستشفياتهم ، ومؤسساتهم ، فكيف يريد السيد بايدن من اليمنيين أن يوقفوا القتال ، ويستمر حصارهم ، واغلاق مطاراتهم ، وموانئهم في وجه الدواء ، والغذاء ، والوقود ؟؟
وتؤكد معلوماتنا أن النية تتجه لشن عمليات ارهابية بواسطة مرتزقة ضد حزب الله وأهداف ايرانية وقد يحصل هذا خلال الساعات القليلة المقبلة .
وهذا يدل أن نادي المال قد جر بايدن لتنفيذ سياسة ترامب الاجرامية بالاغتيالات ، والعمليات الارهابية ، وسرقة نفط سوريا ، واشعال الفتن في العراق ، وتسليح الأكراد ، والاعتداء على سوريا ، والعراق ، ولبنان .

هذه هي الحقيقة

لذلك ، فان موقف ايران ، وأنصار الله ، وحزب الله ، والجيش العربي السوري ، والحشد الشعبي ، وحزب الله العراقي موقف سليم ، وليس سلبيا على الاطلاق ، بل انه موقف لين وسياسي ، وعاقل ، فاليمنيون لم يطالبوا الآن ، ويشترطون انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من أرض اليمن ، بل طالبوا بفك الحصار ، وايران طالبت بفك الحصار ، ورفع العقوبات ، وحزب الله يطلب عدم التدخل في الشأن اللبناني ، والحشد يريد تنفيذ قرار البرلمان بخروج القوات الأجنبية من العراق ….
للأسف وقع بعض الكتاب ، والصحفيين العرب في فخ العدو ، فراحوا ينتقدون عدم تجاوب ايران ، وأنصار الله ، وحزب الله مع عروض بايدن نقول لهم انهم سذج في أحسن الأحوال وأخشى أن تكون دولارات النفط قد تسربت لأقلامهم …. هذا الصد لايأتي عن ضعف ، بل عن قوة الموقف ، والمنتصر في معركة يخسر ان هو لم يتابعها ، فتحرير مأرب سوف يزيد من قوة الشعب اليمني المقاتل من أجل الحرية ، ويجبر العدو على فك الحصار، والرد على قسد ، وداعش ، والاميركيين في سوريا ، والعراق سوف يلجمهم ، ومطالب ايران موقف عادل ، وقوي .

لا سبيل لانتزاع الحرية ، وتحرير الوطن الا بالحاق الهزيمة بالعدو، وعلينا أن نعي ونوعي بأن اسرائيل أعلنت أمس : –

العمل الجدي لانشاء حلف عسكري مع دول الخليج ، وهذا اعلان عن اشتراكها الفعلي في معركة الامبريالية ، وأنظمة العمالة ضد محور المقاومة ، وان نتنياهو أبلغ سفير الامارات (سفير الخزي والعار ) ، لدى الكيان الصهيوني ان تحالف اسرائيل والامارات سيغير الشرق الأوسط ، والعالم ….. الله الامارات ، واسرائيل يغيران وجه العالم ماذا يعني نتنياهو بهذا ؟؟؟

اننا نعرف هؤلاء الجبناء ، والذئاب الناهشة للبشر ، والانسانية انه يعني ببساطة ان اسرائيل والامارات ستتعاونان لتوجيه ضربات للمفاعلات النووية الايرانية .
لذلك السلاح يجب أن يبقى مشرعا ، وملتهبا ، وأن يطرد الغزاة دون رحمة لأنهم لايرحمون فهم أنذال ، ويبثون سمومهم حيثما حلوا …. والنصر لمحور المقاومة لاريب في هذا .

ان بنيامين نتنياهو يغامر بكل اسرائيل الآن ، وهو يضع وجودها على طاولة القمار التي يملكها روتشيلد وشركاؤه ، وهذه هي منطقة العذل ، والفصل ، وتدمير الذات .

* المصدر : رأي اليوم