السياسية – وكالات :

قالت سوريا إن الضربات الجوية الأمريكية على فصائل تدعمها إيران في شرق البلاد يوم الجمعة عمل “جبان” وحثت الرئيس جو بايدن على عدم انتهاج “شريعة الغاب”.

وقال مسؤول في فصيل عراقي مسلح مقرب من إيران إن الضربات أدت إلى مقتل مسلح وإصابة أربعة، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنها كانت محدودة النطاق ومُعدة بعناية شديدة لإظهار أن إدارة بايدن ستتصرف بحزم، لكنها لا تريد الانزلاق إلى أتون تصعيد كبير في المنطقة.

وقالت الخارجية السورية في بيان إن الجمهورية العربية السورية تدين “بأشد العبارات العدوان الأمريكي الجبان” على مناطق في دير الزور قرب الحدود السورية العراقية.

وأضاف البيان أن الهجوم “يشكل مؤشرا سلبيا على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة والتي يفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية لا بشريعة الغاب التي كانت تنتهجها الإدارة الأمريكية السابقة”.

وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بالهجمات الجوية الأمريكية ووصفها بأنها “عدوان غير قانوني” وانتهاك لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وقال بايدن للصحفيين في تكساس عندما سُئل عن الرسالة التي يوجهها لإيران بالضربات الجوية “لن تفلتوا من العقاب. أحذروا”.

واستهدفت الضربات الأمريكية مواقع الفصائل المسلحة على الجانب السوري من الحدود مع العراق، حيث تسيطر جماعات مدعومة من طهران على معبر مهم للأسلحة والأفراد والبضائع.

ويتهم مسؤولون غربيون وبعض المسؤولين العراقيين الجماعات التي تدعمها إيران بالتورط في هجمات صاروخية دامية استهدفت مواقع وأفرادا أمريكيين بالعراق الشهر الماضي.

كما نددت روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد بالضربات ودعت إلى “احترام غير مشروط لسيادة سوريا وسلامة أراضيها”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي يوم الجمعة إن الضربات الجوية الأمريكية في سوريا استهدفت إرسال رسالة مفادها أن بايدن سيعمل على حماية الأمريكيين.

وأضافت ساكي أن أي إجراءات أمريكية أخرى في المنطقة ستكون بالتشاور وتستهدف منع تصعيد التوتر في سوريا.

* هجمات على القوات الأمريكية في العراق

قال مسؤول الفصيل العراقي المقرب من إيران إن هجمات يوم الجمعة استهدفت مواقع جماعة كتائب حزب الله القوية على الحدود.

وفي وقت متأخر الجمعة أكدت كتائب حزب الله وفاة أحد مقاتليها على الحدود السورية العراقية وقالت إن اسمه السيد راهي سلام زايد الشريفي.

وقال بيان للكتائب “لا يزال العدو الأمريكي متماديا بجرمه قاتلا لحماة الوطن وشرفاء البلاد غير مرتدع عن إراقة دماء الأبرياء ما دامت أجور القتل تأتيه من السعودية والإمارات”.

وقالت مصادر محلية ومصدر طبي في شرق سوريا لرويترز إن 17 على الأقل قتلوا، لكنها لم تضف مزيدا من التفاصيل. ولم يتسن التأكد من العدد الإجمالي.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن لديها معلومات أولية عن الضحايا لكنها لم تقدم تفاصيل.

تأتي الضربات الأمريكية في أعقاب تصعيد للهجمات على الولايات المتحدة في العراق. وقُتل متعاقد غير أمريكي في قاعدة أمريكية مقرها في مطار أربيل الدولي بشمال العراق الذي يديره الأكراد في 15 فبراير شباط. وبعد أيام من الحادث، أُطلقت صواريخ على قاعدة تستضيف قوات أمريكية وبالقرب من سفارة الولايات المتحدة في بغداد.

يتيح قرار بايدن شن ضربات في سوريا دون العراق، على الأقل في الوقت الراهن، متنفسا للحكومة العراقية في وقت تجري فيه تحقيقاتها الخاصة في هجوم أربيل، الذي أسفر أيضا عن إصابة أمريكيين.

وتنفي كتائب حزب الله أي تورط في الهجمات الأخيرة على المصالح الأمريكية. كما تنفي إيران تورطها في هجمات على مواقع أمريكية.

وأعلنت جماعات غير معروفة مسؤوليتها عن عدة هجمات، بما في ذلك هجوم مطار أربيل. ويقول بعض المسؤولين العراقيين والغربيين إن هذه الجماعات واجهات لجماعات راسخة مدعومة من إيران على غرار كتائب حزب الله.

* رد محدود

رحب مشرعون أمريكيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالضربات الجوية، لكن عددا من الديمقراطيين تساءلوا عن المبرر القانوني الذي نُفذت بموجبه الضربات وعن مواصلة العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.

وقال السناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل يصوت مع الديمقراطيين “أنا قلق بشدة من أن الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية الليلة الماضية في سوريا تضع بلادنا على طريق مواصلة الحرب الدائمة بدلا من إنهائها”.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربات الأمريكية دمرت إجمالا تسع منشآت ودمرت جزئيا منشأتين في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران ومنها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.

وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، إن قرار توجيه هذه الضربات يهدف إلى إرسال إشارة بأن الولايات المتحدة تريد معاقبة الجماعات المتشددة لكنها لا تريد أن ينزلق الوضع إلى صراع أكبر.

وأصدر الجيش العراقي بيانا قال فيه إنه نفى تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة فيما يتصل باستهداف مواقع داخل سوريا. وشدد الجيش العراقي على أن تعاونه مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ينحصر في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال كيربي إن السلطات العراقية كانت قادرة على مساعدة الولايات المتحدة في تحديد المسؤول عن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة في العراق، لكن بغداد لم تساعد في العملية التي جرت في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان يوم الجمعة إن وزير الخارجية العراقي سيزور إيران يوم السبت لبحث الوضع في المنطقة بما في ذلك سبل تحقيق التوازن في العلاقات وتجنب التوتر والتصعيد.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الضربات الأمريكية ستؤثر على الجهود الرامية إلى إقناع إيران بالعودة إلى الطاولة للتفاوض بشأن استئناف الجانبين الامتثال للاتفاق النووي الموقع في عام 2015.