السياسية – رصد:

أعلنت الخارجية الإيرانية استعدادها للوساطة والقيام بأي دور من أجل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية ووقف الحرب.. وتأتي أهمية تلك التصريحات كونها تتوافق مع الرؤية الأمريكية والأوروبية.. فما الذي يمكن لطهران القيام به؟

يقول الباحث والمحلل السياسي الإيراني الدكتور حسين رويوران إن “التصريحات الأخيرة من جانب الخارجية الإيرانية بشأن استعدادها للوساطة من أجل وقف الحرب في اليمن ليست الأولى من نوعها، فقد أعلنت أكثر من مرة المبعوثين الأمميين بأن الحل في اليمن سياسي وليس عسكري، إيران أعلنت وستعلن استعدادها لحل هذه الأزمة الإنسانية”.

إيران وأمريكا

وأضاف لـ”سبوتنيك”: “حل الأزمة اليمنية الآن هو مطلب يجمع إيران وأمريكا، بإعتبار أن هذه الحرب تحولت إلى مجزرة، وتعد أكبر أزمة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، وحل تلك الأزمة من وجهة طهران ضروري وتعلن استعدادها للقيام بأي دور يمكن أن يساعد في إنهاء تلك الأزمة سياسيا، ورفع المعاناة عن اليمنيين وحقن دمائهم”.

وتابع المحلل السياسي أن “مطالبات إيران بالوساطة تزامنت مع بداية الحرب، وكان الساسة في طهران يؤكدون دوما أن حل الأزمة سياسيا هو مطلب إيراني، لذا أتصور أن الموقف الإيراني كما هو منذ البداية، ومع مرور الوقت يتضح صدق الرؤية المستقبلية لدى الجمهورية الإسلامية والتي أكدت أن الحل لن يكون عسكريا في اليمن”.

انهيار التحالف

وأشار الباحث والمحلل السياسي إلى أن “هناك بوادر تشير إلى أن الحرب تشرف على الانتهاء في اليمن، ويعود هذا إلى أن الجبهة التي أوجدتها السعودية للحرب تكاد تنهار، وما يحدث الآن في مأرب يعكس حالة الارتباك التي يعيشها الطرف الآخر “الحكومة السعودية أو التحالف العربي كما نسميه”، من هنا نرى أن المجاميع المؤيدة للسعودية تعيش اليوم حالة من الانهيار وعلى رأسها مجموعة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والكثير مما يحدث في الميدان يشير إلى اقتراب الجلوس على طاولة التفاوض”.

من جانبه قال عضو مجلس الشورى اليمني في صنعاء بليغ الشامي إن “التصريحات الإيرانية تتوافق مع التوجهات الدولية سواء الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي والتي تدعو إلى وقف الحرب في مأرب، دون أن يكون هناك وقف شامل للمعارك في اليمن”.

وأضاف لـ”سبوتنيك”، “الدعوة الإيرانية للوساطة تأتي من باب المحاولة من دولة صديقة لإنهاء المأساة التي يعيشها اليمنيون منذ أكثر من ست سنوات، والوساطة مقبولة من أي دولة، وكانت هناك وساطات عمانية كويتية ومن دول أخرى،لكن هذه المرة أعتقد أن هناك تنسيق وطلب من واشنطن، وقد تكون هناك رسائل حملها المبعوث الأممي غريفيث إلى طهران خلال زيارته الأخيرة إلى إيران”.

وأشار عضو الشورى إلى أن “إيران منذ بداية العدوان عبرت عن رفضها للوضع المأساوي في اليمن كما عبرت عنه الكثير من دول العالم، لكن التركيز يتم على المواقف الإيرانية، رغم أنها محاصرة من كل الجهات ولا تستطيع تقديم شىء، ورغم الأحاديث عن السلام ووقف الحرب والدعوات الأمريكية والأوروبية، إلا أننا لا نجد شيئا عمليا على أرض الواقع يشير إلى أن الحرب سوف تضع أوزارها قريبا”.

قلب المشكلة

من جانبه قال مدير مركز جهود للدراسات باليمن الدكتور عبدالستار الشميري: “على المدى المنظور لا يبدو أن هناك حلا للمشكلة اليمنية وإيقاف الحرب وأقصد هنا العام الجاري 2021، ويبدو أننا لا نزال في قلب المشكلة ووسط الحرب”.

وأضاف في تصريح سابق لـ”سبوتنيك”: “هناك علامات تسبق التسويات السياسية، لكن ما يحدث على أرض الواقع في اليمن يشير إلى أن هناك عمليات تحشيد واستعداد لحرب جديدة قد تكون بنفس الضراوة إن لم تكن أشد”.

واعتبر أن من علامات التصعيد “التحشيد في الجبهات والحرب الكلامية، والدعم الإيراني بالسلاح، وهذا أيضا ما تقوله التحليلات في كل أروقة السياسة بأن المشكلة اليمنية لا تزال في منتصف الطريق إن لم تكن في أوله، وأن هناك سنوات ممتدة من الحرب”.

سقوط مأرب

وأشار الشميري إلى أن “الوضع على المستوى السياسي وكلما يقال عن اقتراب وقف الحرب سواء من الإدارة الأمريكية أو من دول المنطقة، هو هرطقات كان قد تحدث بها مرارا المبعوث الأممي، وليس هناك ما يؤيد تلك التحليلات والتصريحات ف يالواقع، فالشرعية لا تملك أي أوراق تستطيع أن تضغط بها على الحوثيين لكي يقوموا بتسليم سلاحهم أو الانسحاب”.

وأوضح أن “مأرب اليوم توشك أن تنهار وتقع بيد أنصار الله بعد أن كانت المعارك تدور في البداية حول صنعاء وخطوطها، واليوم تحاول الشرعية إنقاذ ما تبقى من مأرب والتي تعد آخر المحافظات الشمالية التي تسيطر عليها الشرعية بعد أن سقطت العديد من القرى والمدن بيد قوات صنعاء ،وأعتقد أن سقوط مأرب سيجعل الحل السياسي بعيد جدا، لذا يمكننا القول أن الحرب في اليمن لم تنتهي بعد وقد تشتعل أكثر مما كانت عليه في بدايتها”.

الخارجية الإيرانية

أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن “طهران أبلغت المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بأنها مستعدة للمساعدة في إنهاء الحرب باليمن”.

وقال محمد جواد ظريف وفقا لما نقلته “روسيا اليوم”: “لم نتلق أي مقترح بوقف دعم طهران للحوثيين، مقابل وقف دعم واشنطن لعمليات التحالف في اليمن”، مشيرا إلى أن “إيران ليس لديها أهداف للهيمنة، وأنها تسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع الدول الأخرى”.

وأضاف: “السعودية وحلفاؤها لن ينتصروا على الشعب اليمني، وينبغي على الرياض إنهاء حربها على اليمن”، لافتا إلى أن “إيران لا تريد السيطرة على المنطقة، بل تسعى لإقامة علاقات جيدة مع جيرانها العرب”.

وحول اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، رأى ظريف أن “دول المنطقة تخطئ إذا ما اعتقدت أنه يمكن لإسرائيل أن تضمن أمنها”، وتابع: “نقول للدول المطبعة مع إسرائيل إن نتنياهو الذي لا يمكنه الحيلولة دون  دخوله السجن، لن يتمكن من توفير الأمن لكم”.

وتقود السعودية منذ مارس/ آذار 2015 تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.

* المصدر : سبوتنيك

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع