السياسية – رصد:

تحت العنوان أعلاه، نشرت آنّا يورانيتس، في “غازيتا رو”، مقالا عن استعداد واشنطن للتفاوض مع طهران حول “الصفقة النووية”، وقوة مواقف إيران.

وجاء في المقال: سحبت الولايات المتحدة طلب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب انتهاك “الاتفاق النووي”. في الواقع، لن يتغير شيء في موضوع العقوبات؛ فالإجراءات الأمريكية مستمرة.

ومع ذلك، يمكن اعتبار هذا الإجراء بمثابة إشارة من الإدارة الأمريكية الجديدة. وهو، إلى ذلك، يتزامن مع إعلان الاستعداد للتفاوض مع إيران، بمشاركة آخرين، وفق صيغة “خمسة زائد واحد”، حول برنامجها النووي. فقد أعلن ذلك رئيس المكتب الصحفي بوزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أمس الأول.

ولكن المحللين يرون هناك مشكلة أخرى في الأمر. فواشنطن، لا تريد مجرد العودة إلى الاتفاق النووي، إنما ترغب في تغييره.

فكما سبق أن أوضح رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دميتري دانيلوف، لـ “غازيتا رو”، لا يمكن أن تمر سياسة دونالد ترامب تجاه إيران دون أن تترك أثرا فتعقّد الوضع حول “الاتفاق النووي”، وفرص استعادته.

انسحب سلف بايدن من خطة العمل الشاملة المشتركة، وأصر على اتفاقية جديدة من شأنها أن تحد من إمكانات طهران بدرجة أكبر؛ ودعت واشنطن، بشكل خاص، إلى فرض قيود على تطوير الأسلحة الصاروخية، وتعزيز إجراءات الرقابة على إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجعل جميع بنود المعاهدة المحدّثة غير محدودة المدة من أجل منع طهران من العودة إلى برنامجها النووي في المستقبل.

ويرى دانيلوف أنه لن يكون من السهل الآن على الإدارة الأمريكية الجديدة تجاهل كل هذه المطالب.

ومع ذلك، فبطريقة أو بأخرى، يحتاج الطرفان، في البداية، على الأقل، إلى بدء عملية التفاوض، التي تراجعت إلى الصفر، مثلها كمثل العلاقات بين البلدين بشكل عام. وهذا هو الاتجاه الذي تتحرك فيه إدارة جو بايدن الآن.

بطريقة أو بأخرى، تمكنت طهران من رفع الرهان وتقوية مواقعها التفاوضية، الأمر الذي قد لا تقتصر فائدته على موضوع رفع العقوبات.

* المصدر: روسيا اليوم

* المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب