روسيا أنجزت المستحيل في قره باغ وتركيا أرادت أكثر
السياسية – رصد:
تحت العنوان أعلاه، نشرت “أوراسيا ديلي” نص لقاء، حول ما حققته روسيا في صراع قره باغ مقابل ما حققته أنقرة.
وجاء في اللقاء، مع كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف:
هل حققت تركيا كل أهدافها من الحرب الأخيرة في قره باغ؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل هذا يهدد بزعزعة استقرار جديدة في المنطقة؟
في إطار هذا الصراع، وضعت تركيا أهدافا كبيرة لتوسيع منطقة نفوذها، وإخضاع أذربيجان بالكامل للنفوذ التركي، والتحرك نحو بحر قزوين؛ وفي المستقبل، إنشاء منصات تكامل جديدة، بما في ذلك في المجال العسكري الاستراتيجي، مع الدول التركية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.
لم تحصل تركيا على كل ما تريده، لكنها أثرت في الوضع على الجبهات والوضع بالمعنى الأوسع للكلمة، وأثرت في المستقبل، إذا صح التعبير. ومن ناحية أخرى، لم تفلح في إخضاع أذربيجان كليا، وذلك يعود إلى شخصية إلهام علييف، الذي شعر في لحظة معينة، كونه قائدا ذا شخصية قوية، بزيادة النفوذ التركي إلى حد غير مقبول له. وهذا حدد الكثير.
ثم، لم تحصل تركيا على قاعدة (في أذربيجان) ولا صوتا في إطار حوار موسكو – يريفان – باكو الثلاثي. لكن سنحت لها الفرصة لمراقبة عملية السلام من مركز المراقبة الروسي التركي المشترك. أي أن تعزيز موقف تركيا واضح، لكنه ليس بالقدر الذي تريده.
في ظل هذه الظروف، أنجزت روسيا المستحيل. فمع الأخذ في الاعتبار الوضع الذي كان في ساحة المعركة في قره باغ، ومراعاة المواقف التي كانت لدى أرمينيا وأذربيجان، تمكنت موسكو من وقف إراقة الدماء، وضمان وجودها العسكري للحفاظ على التوازن في أذربيجان، وحماية السكان المدنيين في ناغورني قره باغ.
إلى ذلك، فمن وجهة نظر الوضع الحالي، يمكن اعتبار هذا نصرا كبيرا إلى حد ما لموسكو. إنما، من زاوية منظور طويل الأجل، ستظهر قضايا مهمة، لا بد من حلها.
* المصدر: روسيا اليوم
* المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب