احتدام القتال في مأرب.. قلق أممي والنواب يحذّرون من سقوطها بيد الحوثيين
السياسية – رصد:
حذّر نائب رئيس البرلمان اليمني من سقوط مأرب في يد الحوثيين، في وقت طالب فيه أعضاء البرلمان الحكومة بالانسحاب من اتفاق ستوكهولم الذي أبرم مع الجماعة عام 2018، لعدم التزام الحوثيين به.
ووفق بيان صادر عنهم -الاثنين- طالب أعضاء البرلمان بتحريك كافة جبهات القتال لمواجهة الحوثيين، وعدم إفساح المجال لهم لتجميع قواتهم ومواجهة الجيش الوطني في محافظتي مأرب والجوف.
وحمّل أعضاء البرلمان الحكومة المسؤولية عن عدم تنفيذ المطلبين السابقين، وهو ما قد يُفسّر -بحسب البيان- بخذلان الحكومة للجيش في مواجهة الحوثيين في مأرب.
وكانت مصادر للجزيرة قد ذكرت أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال الساعات الأخيرة في معارك بين الحوثيين والجيش اليمني في مأرب شرقي البلاد.
بينما قالت مصادر تابعة للحوثيين إنهم أحرزوا تقدما في منطقة صرواح غربي محافظة مأرب، وسيطروا على معسكر كوفل.
من جانبه، قال الجيش الوطني إن قواته صدت هجمات للحوثيين، وقصفت تجمعات لهم في صرواح، وأسقطت طائرة مسيرة ملغومة.
وأضاف المركز الإعلامي التابع للجيش الوطني اليمني أن طائرات التحالف السعودي الإماراتي شنّت غارات استهدفت تعزيزات عسكرية للحوثيين غربي محافظة مأرب.
وأفاد مسؤولان عسكريان على الأقل في القوات الموالية للحكومة اليمنية، بأن الحوثيين دفعوا بـ”أعداد كبيرة” من المقاتلين، وشنوا هجمات من عدة جهات على مأرب.
قلق أممي
وفي السياق، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك -أمس الاثنين- عن قلقه الشديد من التصعيد العسكري الحاصل في مأرب، وتداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية.
وحذّر المسؤول الأممي -في سلسلة تغريدات كتبها باللغة العربية على تويتر- من عواقب إنسانية لا يمكن تصورها. وأضاف أن أي هجوم عسكري على مأرب سيضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر، وبالتالي ينتج عنه نزوح مئات الآلاف.
وأشار إلى أن ذلك سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها، وأن الوقت حان الآن للتهدئة، وليس لمضاعفة بؤس الشعب اليمني، مؤكدا أنه سوف يقدم إحاطة بهذا الخصوص في مجلس الأمن الخميس.
لماذا مأرب؟
وكانت المدينة الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء -حيث يفرض الحوثيون سيطرتهم منذ 2014- تجنبت الحرب في بدايتها، لكن الحوثيين يشنون هجمات للسيطرة عليها منذ عام تقريبا، وقد تكثفت في الأسبوعين الأخيرين.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
وأسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات، في أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.
وقد حذّرت وكالات الأمم المتحدة الجمعة من أن نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن سيعانون من سوء التغذية عام 2021، وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية.
وكانت إدارة بايدن أعلنت سحب الدعم الأميركي للسعودية في اليمن، وقرّرت حذف الحوثيين من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، رغم تصاعد القتال والهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية في الأسبوع الأخير.
وتأتي التطورات الميدانية في مأرب بالتزامن مع إعلان متحدث باسم الحوثيين -في وقت سابق من يوم الاثنين- شن هجوم بطائرتين مسيرتين على مطاري جدة وأبها السعوديين.
وغرّد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع -على تويتر- قائلا إن “سلاح الجو المسير ينفذ هجوما جويا على مطاري جدة وأبها الدوليين صباح اليوم الاثنين.. وكانت الإصابة دقيقة نتج عنها توقف المطارين لساعتين متتاليتين”.
وكان سريع أعلن أمس أن طائرتين مسيرتين استهدفتا مطار أبها الدولي، في إطار ما وصفه بالرد الطبيعي والمشروع على تصعيد العدوان الجوي والحصار على اليمن.
* المصدر : الجزيرة نت
* المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع