(موقع “دويتشه فيله-  DW ” الألماني, النسخة الفرنسية، ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

“الشعب يريد إسقاط النظام”, هذا هو الشعار الذي جاب منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

فبعد خروج الاحتجاجات المنادية بإسقاط النظام في تونس, امتد رحى هذه المظاهرات إلى مصر والتي سرعان ما نتج عنها في 11 فبراير 2011 تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصبه, حيث كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلد.

ولكن منذ عشر سنوات حتى اليوم، لا يزال اليمن يعيش تبعات “الربيع العربي”, حيث شهد مظاهرات حاشدة تدعو إلى المزيد من الحريات والمطالبة بغد أفضل, وفي حين أن أمل  النشطاء قد خاب في ذلك الوقت، غرق البلد في مستنقع الحرب والأزمة الإنسانية.

لا يزال المتظاهرين الذين خرجوا في العام 2011 يتذكرون الزخم الذي شعروا به للمرة الأولى في المجتمع  في كثير من الأحيان.

ومن جانبها, أشارت سما الحمداني مدير معهد التراث الثقافي والفنون في اليمن, إلى أن المثال الديمقراطي مهم جدا ويجب أن يتم المحافظة على هذا المسار من أجل المستقبل, لكن لا اعتقد انه واقعي على المدى القصير”.

الشارع اليمني يطالب بتنحي الرئيس صالح:

قبل عشر سنوات من الأن، كان المحتجون الذين طالبوا برحيل الرئيس علي عبد الله صالح بعد تربعه على عرش السلطة في اليمن لأكثر من 33 عاماً، والذين نجحوا في ذلك بالفعل، يعتقدون أن التغيير الذي بدأ لن يكون إلا إيجابياً.

فقد منحهم سقوط نظام الرئيس مبارك في مصر الشجاعة للنزول إلى الشوارع, حيث سطع اسم الناشطة توكل كارمان ذات 32 عاماً, في ذلك الوقت، والتي أخذت على عاتقها بالفعل شن حملة مناهضة للفساد.

منذ بداية الاحتجاجات, أصرت على فتح حوار سلمي مع السلطات، على الرغم من القمع الوحشي الذي تعرضت له تلك الاحتجاجات السلمية.

وعلى نفس الصعيد, سميت الناشطة بـ “أم الثورة”, كما حازت بالتقاسم مع الرئيسة  الليبيرية إلين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليماه غباوي, على جائزة نوبل للسلام في العام 2011.

ومن جانبها, أشارت الناشطة اليمنية إلى أنها عاشت حياة مليئة بالأمل, حيث قالت أنها “أفضل ثلاث سنوات” من حياتها ابتدأ من العام 2011.

خيبة الأمل هادي، بداية الحرب:

فتى يشارك في أحدى المظاهرات التي خرجت مرة أخرى في العام 2015 ضد الرئيس هادي

 

ولكن خليفة الرئيس صالح لرئاسة البلد، والمتمثل في نائبة في ذلك الوقت “عبد ربه منصور هادي, فشل أيضاً في التغلب على الفساد والبطالة الجماعية.

ومن جانبهم, هاجم الجهاديون المناطق الجنوبية من البلد, في حين سيطرت الأقلية الشيعية “جماعة الحوثي”على أجزاء شاسعة من المناطق الشمالية بدعم من إيران, إلى أن تمكنت من اسقاط العاصمة صنعاء.

ونتيجة لذلك, فر الرئيس هادي من البلد ودخلت البلدان السنية في المنطقة – الإمارات والسعودية – في الصراع.

خريطة توضح الأعمال العدائية في اليمن، حتى 9 فبراير 2021

أعلن التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية أن الحوثيين هاجموا مطار أبها السعودي يوم الأربعاء الماضي, ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الرسمية، فقد أسفر ذلك الهجوم عن إلحاق الضرر بطائرة مدنية.

ومن جانبهم, وضع الحوثيون شرطاً لوقف هجماتهم, والمتمثل في أن تكف السعودية وحلفائها عن شن الغارات الجوية في اليمن.

المدنيون ضحايا الصراع:

وبحسب التقارير الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, فقد أودت الحرب الدائرة في اليمن بحياة ما لا يقل عن 100 ألف شخص.

في حين أصبح 80 % من إجمالي عدد السكان في اليمن  يعتمدون على المساعدات الخارجية.

بعد مرور 10 سنوات على الثورة 30 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الخارجية

تغيير المسار في واشنطن:

أعلنت إدارة الرئيس بايدن أن “هذه الحرب يجب أن تنتهي”, وأن واشنطن لن تدعم بعد الآن الهجوم السعودي ضد الحوثيين.

يرى فارع المسيلمي، المؤسس المشارك لمركز صنعاء للأبحاث الاستراتيجية، أنه من الجيد أن تتوقف الولايات المتحدة عن بيع الأسلحة إلى الأطراف المنخرطة في الصراع الدائر في اليمن، ولكن في نفس الوقت فإن هذه الخطوة لن تكون كافية لإحلال السلام في بلده.

وعندما سئل، في ضوء الوضع الراهن، عما إذا كان يأسف عن مشاركته في ثورة الشباب في العام 2011, أجاب:” قول نعم, سيكون أسهل للجميع، ولن أضطر لإرهاق ذاتي كما فعلت, ولكن في ذلك الوقت، إما أن تكون جزءاً من هذه الحركة التاريخية أو أن تغرق في غياهب التاريخ”.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.