الوجود الاسرائيلي في السعودية.. قواعد عسكرية ام مستوطنات..!
السياسية:
نصر القريطي:
وجود خبراء وعناصر من الجيش الاسرائيلي في السعودية ليس بالامر الجديد فالقواعد العسكرية الامريكية التي تنتشر بطول وعرض المملكة لا تخلو من خبراء وعسكريين وجواسيس صهاينة بصفةٍ او بأخرى وتحت ذاك المسمّى او ذاك.. اذن فما هو الجديد على هذا الصعيد..!
الجديد هو ان تتواجد في بلاد من يدعي انه خادم الحرمين قواعد عسكرية اسرائيلية بكامل طاقمها وادارتها وتبعيتها..
لا شك ان الامريكان و قواعدهم العسكرية في المملكة ستظل الغطاء “غير المشروع” لشرعنة الوجود الصهيوني في بلاد الحرمين لكن الحقيقة هي انها ستصبح قواعد عسكرية اسرائيلية صرفة..
بالنسبة لمن يشبعون من قشور الامور ولا يبحثون عن قرارها واصولها فإنه لا فرق بين ان تكون القاعدة امريكية ولها اسرائيليون وبين ان تكون اسرائيلية بيافطة امريكية..
لربما ان استراتيجيات ومصالح واجندات الامريكي والصهيوني هما وجهان لعملةٍ واحدة لكن شتّان بين الوضعين والفرق بينهما يشبه الفرق بين السماء والارض..
لن نخوض في تعاريف واصطلاحات الامور لكن من يعيد “خميس اليهود” الى قلب جزيرة العرب وتحديدا نجد والحجاز يعني انه انقلب على مبادئ نبي هذه الامة الذي لم يرحل الا وقد طهر جزيرة عرب من دنس اليهود..
شهدت الأشهر الاخيرة من العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين مالم يكن حتى اليهود يحلمون بأن يروه واقعاً لا مجرد نبوءاتٍ توراتية.. إنه التطبيع بين بقايا الاعراب والصهاينة وفتح ابواب الجزيرة امام اسرائيل بلا مصراعين لاعادة اغلاقها..
ظاهرياً شكل الاماراتيون رأس الحربة في التشكيلة الرسمية للمطبعين الجدد واصطفّ الى جوارهم البحرينيون تلاهم السودانيون والمغاربة فيما احجمت السعودية عن الانخراط في سلك “نعال التطبيع” لاكثر من سبب ولإكثر من غاية..
وبقي السؤال الاكثر الحاحاً على الساحة العربية والدولية هو هل يلتحق السعوديون قريباً بهذا الركب غير المبارك.. ومتى ستعلن الرياض رسمياً الالتحاق بقطار التطبيع..!
على الارض بدت الصورة اكثر قتامةً ومأساوية وبدا السعوديون الذين لم يوقعوا اتفاقية سلامٍ مع كيان الاحتلال اكثر انخراطاً في اجراءات التطبيع العلني من اولاءك الاذناب الموقعين لاتفاقيات السلام او الاستسلام الاخيرة..
على هذا الصعيد نقلت عدة مواقع اخبارية عربية ومحلية عن مصادر سعودية مسئولة بأن المملكة ستحتضن قواعد عسكرية اسرائيلية بغطاءٍ امريكي..
الحديث هنا ليس شراكة صهيونية في التواجد العسكري في المملكة ولكن الحديث عن قواعد عسكرية تديرها اسرائيل وان كانت في الظاهر امريكية..
هذا الانباء التي اشعلها موقع “ويكيليكس السعودي” تشير ايضاً الى ان هذه الخطوة أتت بعد اجتماعٍ ثلاثي بين القيادات العسكرية السعودية والامريكية والاسرائيلية.. وجاء ضمن التسريبات المذكورة التأكيد على ان هذه القواعد ستعمل على مسارين: الأول يهدف لنشر منظومة الدفاع الصاروخي الاسرائيلي المعروف بـ”القبة الحديدية” لحماية المملكة ومواقعها الاستراتيجية من الهجمات الصاروخية للحوثيين..
والثاني بغرض الاستعداد لمواجهة عسكرية شاملة مع ايران في المنطقة..
منطقٌ صهيوني صرف مغلفٍ بلواصق امريكية مزيفة يهدف لاستعادة جزيرة العرب من قبل اليهود الذين اجلاهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منها قبل 1400 عام..
ما يجعل هذه الانباء اكثر من مجرد اخبار صحفية او تسريبات اعلامية هو ما كشفت عنه وكالة الاسوشيتد برس الامريكية قبل اسبوع فقط من هذه التسريبات..
وفقاً للوكالة الامريكية فقد تفقد قائد القيادة الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي 3 مواقع عسكرية في المنطقة الغربية من السعودية..
ظاهر هذا التحرك هو استعدادٌ امريكيٌ لمواجهةٍ محتملةٍ مع ايران في مياه الخليج كما صرح القائد العسكري الرفيع الذي قال بان مياه الخليج ستكون منطقة محل نزاع في ظل أي صراع مسلح مع إيران..
لكن القش الملتهب على الارض يؤكد بأن تفقد هذه المواقع انما يأتي كاستعداد لانشاء قواعد عسكرية جديدة والخفي بين مزدوجين هو ان هذه القواعد ليست امريكية بل اسرائيلية..
يضيف الجنرال الامريكي في تصريحه بهذا الخصوص بإنه ينبغي التفكير في مواقع أخرى بعيدة لإدخال القوات إلى مسرح العمليات العسكرية وهذه بالضبط هي الآلية المحتملة للتسلل الاسرائيلي الى بلاد الحرمين..
قراءة المستجدات من واقع الاحداث على هذا النحو ليس من باب التشاؤم او التطير او التسليم بقدرة كيان الاحتلال على اختراقنا والعودة لجزيرة العرب على انقاض ممالك ومشيخات الخونة من مطبعي الاعراب لكن هذه (القواعد العسكرية “الصهيو امريكية” المفترضة) ستغدو اشبه ما تكون بالمستوطنات الاسرائيلية في القدس وكل فلسطين المحتلة.. وإن غداً لناظره لقريب..!