السياسية :

نشرت صحيفة الغارديان مقالا بعنوان “قومية اللقاح: فكروا مرة أخرى”.

وتصف الصحيفة الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وشركة أسترازينيكا بـ “القبيح”، الذي سيؤدي إلى منع إرسال ملايين الجرعات إلى بريطانيا في غضون أيام.

وحذّرت شركة الأدوية الأسبوع الماضي من أنها ستسلم 25٪ فقط من إمداداتها المتوقعة إلى الكتلة في هذا الربع من السنة، بعد مشاكل الإنتاج.

وتضيف الصحيفة “تعبّر النبرة العدوانية لمسؤولي المفوضية عن الضغوط الداخلية التي يواجهها القادة الأوروبيون. لم يمنح الاتحاد الأوروبي حتى الآن سوى جرعتين فقط لكل 100 مقيم، بينما قدمت بريطانيا 11”.

وتشير إلى أنه “في مواجهة رد الفعل العنيف لبرنامج المشتريات البطيء نوعا ما، لا يمكنه تحمل المزيد من التأخير. شرعية الكتلة والحكومات الفردية على المحك، إلى جانب الانتعاش الاقتصادي. ولكن بدلا من إصدار التهديدات، يجب أن يعمل الاتحاد الأوروبي مع الموردين والحكومات الأخرى. من حيث الجوهر، تجادل اللجنة بأن أسترازينيكا قد قطعت التزاما صارما بتقديم الجرعات، بينما تقول الشركة إنها وعدت ببذل “أفضل جهودها”.

“ليس من مصلحة أحد تحويل النزاع التعاقدي إلى خلاف سياسي يمكن أن تستغله الحركات المناهضة للاتحاد الأوروبي”.

وتشرح الصحيفة “إذا كان على الدول الأكثر ثراء تقنين الإمدادات، فإن الدول الأكثر فقرا لديها القليل أو لا شيء لتقنينه حتى الآن. انضمت الولايات المتحدة الآن إلى العدد المذهل من البلدان التي وقعت على كوفاكس، وهي خطة الشراء المصممة لضمان توزيع أكثر عدلا للقاحات. وتأمل في تقديم ملياري جرعة بحلول نهاية العام، ومن المقرر إطلاق عشرات الملايين في الربع الأول. ومع ذلك، في حين أن دولا مثل بريطانيا تمدح نفسها لتقديمها الدعم للبلاد ذات الدخل المنخفض، إلا أنها وقعت عقودا ضخمة خاصة بها مع الشركات المصنعة – مما أعاد كوفاكس مرة أخرى إلى قائمة الانتظار”.

ووفقا للرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات غافي، فإن الدول الغنية طلبت 800 مليون جرعة فائضة ويمكنها شراء 1.4 مليار أخرى. طلبت بريطانيا وحدها 367 مليون جرعة لسكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة.

وتختم الصحيفة “إن الرغبة في الاعتناء بالنفس أمر مفهوم من الناحيتين الإنسانية والسياسية. لكن دفع الآخرين إلى المجازفة أمر غير إنساني وقصير النظر. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية مؤخرا أننا على وشك الانهيار الأخلاقي الكارثي، حيث يتم تطعيم البالغين الأصغر سنا والأكثر صحة في البلدان الغنية قبل العاملين الصحيين وكبار السن في الدول الفقيرة.

* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع