السياسية – رصد :

لأسباب واهية تمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي طلبة غزة من الخروج من القطاع إلى جامعاتهم، على الرغم من ان بعضهم يملك جميع الأوراق الثبوتية التي تسمح له بالخروج، ولديهم منح حصلوا عليها من جامعات أجنبية وعربية، ومع ذلك تمنعهم السلطات الاسرائيلية، في محاولة جديدة لدفع قطاع “غزة” نحو الانفجار واثارة فوضى داخلية، بعد ان فشلت اسرائيل بالانتصار على المقاومة في القطاع في جميع الحروب السابقة، ولكونها تعلم انها ستفشل مجددا عمدت الى التضييق على السكان على امل ان يرضخ سكان القطاع والقادة للشروط الاسرائيلية.

مجلس ادارة ” چيشاة-مسلك” (الإسرائيليّة المناهضة للاحتلال) قدم مبادرة للوقوف في وجه العدو الاسرائيلي وردعه عن منع الطلاب من الخروج من قطاع غزة، حيث وقّع أكثر من 400 عضو من أعضاء هيئات التدريس الجامعي في إسرائيل على عريضة باللغة العبريّة مطالبين الحكومة الإسرائيلية ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة (المنسق) بالسماح للطلاب الجامعيين من غزة بمغادرة القطاع للوصول إلى جامعاتهم في الخارج.

ودعت جمعية “چيشاة-مسلك” أعضاء هيئات التدريس الأكاديمي حول العالم للتوقيع على عريضة مشابهة، باللغات الإنجليزية والعربية، تطالب بإتاحة وحماية حق الوصول إلى التعليم العالي.

ولفتت الجمعية في بيانٍ رسميٍّ تلقّت أنّه “منذ آذار 2020 تقوم إسرائيل بالنظر والبت في طلبات قليلة جداً فقط، أقل من الفترة التي سبقت، وتسمح بالتنقل عبر معبر إيرز فقط لعدد قليل من المرضى الذين يخضعون لعلاجات منقذة للحياة ومرافقيهم، إضافة إلى حالات عينية قليلة أخرى.

وشدّدّ البيان على أنّه “من بين أولئك الذين تأثروا من هذه السياسات ولا يستطيعون الخروج من القطاع عبر معبر إيرز هذه الأيام هم طلاب الدراسات العليا الذين حصلوا على منحٍ دراسيّةٍ وعليهم السفر للوصول لجامعاتهم. هذا على الرغم من أنهم يستوفون معايير التنقل، الضيقة أصلًا، والتي كانت سارية حتى تشديد الإغلاق بذريعة وباء كورونا. أيضا، معبر رفح مغلق كليًا هذه الأيام”.

إضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أشارت عريضة أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الإسرائيلية إلى: “إمكانيات الحصول على تعليم عالي الجودة ضروري لأي مجتمع.. نحن نرى أنّ منع طلاب من غزة من مغادرة القطاع بسبب وباء كورونا، من دون أي مبرر أمني، لفترة طويلة من الزمن وإلى أجل غير مسمى، هي سياسة خاطئة وغير أخلاقية”.

ولفت البيان إلى أنّ جمعية “چيشاة-مسلك”، أرسلت في السابع من شهر كانون ثاني، رسالة (بالعبرية) إلى منسق أعمال الحكومة بخصوص هذا الأمر، وتضمنت الرسالة أسماء ثمانية طلاب كانوا قد توجهوا إلى “چيشاة-مسلك” بطلب للمساعدة بشأن الوصول، خلال الشهر الجاري، إلى جامعاتهم،  طلب مؤسساتهم التعليمية. وعُلاوةً على جاء أعلاه، أوضحت الجمعية في بيانها أنّه خلال الأسبوع الماضي، تمّ تقديم التماس للمحكمة المركزية الإسرائيليّة في القدس باسم طالبة تسعى للخروج من القطاع لمواصلة دراسة الدكتوراه في الأردن.

واختتمت الجمعية المناهضة للاحتلال قائلةً في بيانها إنّ إتاحة التعليم حق أساسي تُلزم إسرائيل بحمايته. وعلى إسرائيل السماح للطلاب بمغادرة القطاع فورًا، ومن دون أي تأخير، من أجل الوصول إلى جامعاتهم خارج البلاد، وفق ما ورد في البيان.

الحاجة للسفر لدى سكان غزة واضحة وجلية. عندما كان معبر رفح يعمل بصورة منتظمة في النصف الاول من عام 2013، وكان بإمكان السكان التنقل عبره من وإلى الخارج، كانت تسجل قرابة 40 ألف حالة خروج ودخول عبره شهريًا. للمقارنة، منذ بداية السنة، المعدل الشهري لحالات الخروج من غزة باتجاه جسر أللنبي إلى الأردن، عبر معبر ايرز، لم تتعدى 294 حالة خروج فقط. هذا يدل على الحاجة الكبيرة للخروج وعلى شح الفرص المتاحة اليوم.

وفي 7 كانون الثاني يناير أرسلت “چيشاة-مسلك”، رسالة إلى منسق أعمال الحكومة بخصوص هذا الأمر، تضمنت الرسالة أسماء ثمانية طلاب كانوا قد توجهوا الى “چيشاة-مسلك” بطلب لمساعدتهم للوصول، خلال الشهر الجاري، إلى جامعاتهم بحسب طلب مؤسساتهم التعليمية. أيضا، تم، يوم أمس، تقديم التماس للمحكمة المركزية في القدس باسم طالبة تسعى لمواصلة دراسة الدكتوراه في الأردن. من المقرر عقد جلسة استماع في الملف خلال الأسبوع المقبل.

وجاء في نص العريضة:

علمنا أنه منذ تفشي وباء كورونا، في مارس 2020، تمنع إسرائيل خروج طلاب من غزة عبر معبر إيرز للدراسة الاكاديمية في الخارج. بصفتنا أعضاء هيئة تدريس في مؤسسات اكاديمية حول العالم، نعارض بشدة هذا الانتهاك لحق الطلاب الأساسي. نحن ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات فورية للسماح للطلاب بمغادرة غزة عبر معبر إيرز.

إتاحة الوصول إلى التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان. أيضا، إتاحة التعليم العالي، في جميع المجالات الأكاديمية، هي شرط أساسي لتطوير المهارات الشخصية والمهنية لدى الشباب، توسيع افاقهم وتحقيق طموحاتهم الشخصية.

اتاحة الوصول الى الدراسات الاكاديمية ضرورية لأي مجتمع. في غزة، حيث فرص الدراسة الأكاديمية لبعض المواضيع محدودة بسبب التقييدات التي تفرضها إسرائيل على الحركة والتنقل من بين أمور أخرى، فإن حصولالطلاب إلى التأهيل الأكاديمي خارج القطاع أمر ضروري للغاية حتى يتمكنوا من التعلم وتلقي الخبرة في المجال الذي يختارونه.

تدرك إسرائيل الطبيعة المحدودة للمواضيع الأكاديمية المتاحة في غزة، فقبل مارس 2020 سمحت لبعض الطلاب من غزة بالخروج من القطاع عبر معبر إيرز. السماح بخروج الطلاب عبر ايرز هو أحد الاستثناءات القليلة للتقييدات الشاملة على السفر التي تفرضها إسرائيل على سكان غزة. أيضا، معبر رفح مع مصر مغلق. يجب على مصر اتاحة امكانية الحركة أيضا، ولكن، ونظرًا لإغلاق المعبر، بالإضافة لالتزامات إسرائيل تجاه سكان غزة، نتيجةً لسيطرتها الفعلية على القطاع، يجب على إسرائيل السماح بالسفر عبر أراضيها.

نحن نرى أن منع الطلاب من مغادرة غزة بسبب وباء كورونا لفترة طويلة وغير محددة، أمر غير قانوني وغير عادل. لقد أثرت التقييدات المفروضة على الحركة، بسبب الوباء، على المجتمع الأكاديمي العالمي وأعضاء هيئات التدريس والطلاب على حد سواء. إن الحظر الشامل على السفر، دون مراعاة الظروف الخاصة للطلاب، وخاصة مراعاة الاحتياجات في غزة، غير معقولة ومبالغ بها. ندعو حكومة إسرائيل إلى اتخاذ كل الإجراءات الفورية للسماح للطلاب بالخروج من غزة عبر معبر إيريز حتى يتمكنوا من تحقيق حقهم في تلقي التعليم العالي في المؤسسات الأكاديمية حول العالم.

المصدر: موقع الوقت التحليلي

المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع