السياسية- رصد :

أعلنت وزارة الصحة الصينية اليوم  الاثنين أن فريق منظمة الصحة العالمية الذي كان من المفترض أن يزور الصين الأسبوع الماضي للتحقيق في منشأ وباء كورونا سيبدأ مهمته الخميس.

وتُعتبر هذه الزيارة في غاية الحساسية لبكين الحريصة على عدم تحمل أي مسؤولية في انتشار الوباء الذي أودى بأكثر من 1,9 مليون شخص عبر العالم، وألغيت في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي لعدم استكمال التصريحات الضرورية للفريق.

ويتسارع انتشار وباء كوفيد-19 مع تجاوز حصيلة الوفيات في ألمانيا عتبة 40 ألفاً وفي بلجيكا 20 ألفاً فيما حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن الاسوأ آت في انتظار أن يبدأ ظهور مفعول اللقاحات.

ومنذ إعلان الصين قبل عام في 11 يناير (كانون الثاني) 2020 عن أول وفاة بكوفيد-19، تسبب الفيروس بوفاة أكثر من 1,9 مليون شخص في العالم وأغرق الدول في أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وبعد عام، أدى الانتشار السريع للسلالة الجديدة من الفيروس الشديد العدوى إلى تزايد الحالات مجدداً وخطر استنفاد طاقات المستشفيات كما حصل في بريطانيا التي تجاوزت عتبة 80 ألف وفاة أو في ألمانيا، فيما فرضت قيود جديدة في مختلف أنحاء العالم كما حصل في كيبيك والسويد خصوصاً.

وحذرت المستشارة الألمانية من أن الأسابيع المقبلة ستكون “المرحلة الأشد للوباء” حتى الآن علماً بأن العديد من الأطباء وأفراد الطواقم الطبية يعملون بأقصى طاقتهم. وقالت ميركل إن عواقب اللقاءات الاجتماعية التي تزايدت خلال فترة أعياد نهاية العام لم تظهر بعد.

وتجاوزت بلجيكا الأحد حصيلة 20 ألف وفاة بفيروس كورونا أكثر من نصفها لدى المقيمين في دور المسنين. ومع تسجيل 1725 وفاة لكل مليون نسمة، صنفت بلجيكا أكثر دولة تضرراً من حيث معدل الوفيات نسبة إلى التعداد السكاني (باستثناء الدول الصغيرة مثل سان مارينو).

في بريطانيا حذر كريس ويتي كبير أطباء إنجلترا من أن النظام الصحي “يواجه حالياً أخطر وضع يمكن أن نتذكره” مضيفاً “إذا واصل الفيروس هذا المسار فان المستشفيات ستكون في صعوبة فعلية، وفي وقت قريب جداً”.

وفي انتظار نتيجة حملات التلقيح التي تواجه انتقادات بسبب بطئها، شددت حكومات مثل فرنسا أو السويد الإجراءات للحد من التواصل مع مخاطر زيادة الصعوبات الاقتصادية.

لندن تجمع مليار دولار لتوزيع اللقاح في الدول النامية

في موازاة ذلك، جمعت المملكة المتحدة من حلفائها مليار دولار (820 مليون يورو) من أجل مساعدة “الدول المعرضة” للحصول على اللقاحات ضد كورونا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الأحد (10 يناير) قبل زيارة افتراضية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لندن.

وأوضحت الوزارة في بيان أن هذا المبلغ الذي تم جمعه بشكل أساسي من كندا وألمانيا واليابان وأضافت إليه لندن 548 مليون جنيه استرليني (608 مليون يورو) بعدما وعدت بتقديم جنيه استرليني مقابل كل أربع دولارات يتم جمعها، “سيسمح بتوزيع مليار جرعة من اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد في 92 دولة نامية هذه السنة”.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب “سنكون بمأمن من هذا الفيروس حين نصبح جميعاً بمأمن، لذلك نركز جهودنا على حل عالمي لمشكلة عالمية”. وتابع “من الطبيعي بمناسبة الذكرى الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة أن تقوم المملكة المتحدة بمبادرة لدى حلفائها من أجل وضع مليار جرعة من اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في متناول الدول المعرضة”.

وصدر الإعلان بالفعل في اليوم الأول من زيارة افتراضية يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة إلى المملكة المتحدة وتستمر ثلاثة أيام للاحتفال بذكرى قيام الأمم المتحدة التي عقدت أول اجتماع لها في لندن.

واعتبر غوتيريش في خطاب ألقاه الأحد ضمن احتفال افتراضي أن العالم “يعيش مرحلة (مماثلة لما عاشه) العام 1945″، لكنه يخوض هذه المرة حرباً “ضد فيروس”.

وقال “لقد كشف الوباء مكامن الضعف العميقة في عالمنا”، مؤكداً أنه “مأساة إنسانية لكنه أيضاً فرصة لتعزيز التعاون العالمي في موضوعات عدة”. وأضاف “أظهرت الأشهر الماضية أن تحولات هائلة يمكن تحقيقها حين تتوافر إرادة سياسية وتفاهم على الطريق الواجب سلوكه”.

ويعقد غوتيريش الإثنين اجتماعاً مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ودومينيك راب، وألوك شارما رئيس قمة المناخ “كوب 26″، التي تنظمها المملكة المتحدة هذه السنة في غلاسكو. كما يشارك غوتيريش الإثنين مع جونسون في “قمة كوكب واحد” التي تنظمها فرنسا لإحياء دبلوماسية خضراء شلها وباء كوفيد-19.

بايدن يتلقى جرعته الثانية من اللقاح

من جهة أخرى، يتلقى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يوم الإثنين جرعته الثانية من اللقاح المضاد لكوفيد-19 على ما أعلن مكتبه، وذلك بعد ثلاثة اسابيع على تلقيه الجرعة الاولى مباشرة على الهواء لتعزيز ثقة الجمهور في اللقاح.

وقال بايدن البالغ الثامنة والسبعين للأميركيين إن “لا شيء يدعو إلى القلق” عندما تلقى جرعته الاولى من لقاح فايزر في مستشفى كريستيانا بولاية ديلاوير في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2020. وقال فريقه إن الرئيس المنتخب سيتلقى أيضاً الجرعة الثانية أمام وسائل الإعلام، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

وتوفي أكثر من 374 ألف شخص بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وانتقد بايدن الجمعة (8 يناير) آلية توزيع اللقاحات التي وضعتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، واصفاً إياها بـ”المهزلة”.

وقال بايدن “اللقاحات تعطينا الأمل، لكن آلية التوزيع كانت مهزلة”، مشيراً إلى أن عملية توزيع اللقاح “ستكون أكبر تحد عملاني يمكن أن نواجهه كأمة”. وتلقى 6,7 ملايين أميركي فقط جرعة أولى حتى الآن وهو ما يُعتبَر أقل بكثير من الهدف المُعلَن والبالغ 20 مليوناً بحلول نهاية عام 2020.

الصين تسجل أكبر زيادة يومية للإصابات منذ 30 يوليو

في سياق آخر، قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين اليوم الإثنين إن البر الرئيسي الصيني شهد أكبر زيادة يومية لإصابات فيروس كورونا منذ أكثر من خمسة أشهر إذ تستمر زيادة الإصابات في إقليم خبي المحيط بالعاصمة بكين. وأضافت اللجنة في بيان أن إقليم خبي سجل 82 إصابة من أصل 85 إصابة محلية الأحد وأن إقليم لياونينغ سجل إصابتين بينما سجلت بكين إصابة واحدة. كما سجلت البلاد 18 إصابة جديدة لوافدين من الخارج.

وبلغ إجمالي عدد الإصابات اليومية 103 وهو الأعلى منذ 30 يوليو (تموز) عندما سجلت البلاد 127 إصابة. وعلى الرغم من أن الإصابات الجديدة في الأيام الأخيرة لا تزال أقل كثيراً مما شهدته البلاد في ذروة تفشي الجائحة في أوائل عام 2020، تتحرك السلطات بقوة للحد من انتشار المرض من أجل منع موجة أخرى من العدوى. وأغلقت السلطات شيجياتشوانغ، عاصمة خبي، بؤرة التفشي الجديدة ومنعت السلطات الناس والسيارات من مغادرة المدينة. كما توقفت وسائل النقل العام في المدينة.

وقالت اللجنة إنها سجلت أيضاً 76 إصابة جديدة من دون أعراض، صعوداً من 27 إصابة في اليوم السابق. ولا تعتبر الصين مثل هذه الإصابات حالات مؤكَدة. وبلغ إجمالي الإصابات المؤكدة في البر الرئيسي الصيني 87536 بينما ظل إجمالي الوفيات من دون تغيير عند 4634.

16 ألف إصابة جديدة في فرنسا

كذلك، سجلت فرنسا نحو 16 ألف إصابة جديدة بكوفيدـ19 خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على ما أظهرت أرقام وكالة الصحة العامة الأحد، وهو رقم بعيد عن هدف الحكومة الساعية لخفض الإصابات إلى 5 آلاف في اليوم.

ورصِدت الأحد 15 ألفاً و944 إصابة مؤكدة، مقابل 20 ألفاً و177 إصابة السبت. ويبلغ متوسط عدد الإصابات، منذ يوم الثلاثاء، 18 ألفاً في اليوم. وواصل معدل إيجابية الاختبارات الذي يقيس نسبة الأشخاص المصابين بكوفيد-19 ارتفاعه وبلغ 6,5 في المئة، مقابل 6,3 في المئة السبت، في حين كانت هذه النسبة 5,2 في المئة قبل

وبلغ عدد مرضى كوفيد-19 في المستشفيات 24 ألفاً و526، مقابل 24 ألفاً و240 السبت. وبلغ عدد المرضى في أقسام العناية المركزة 2620 (+118 في 24 ساعة). وأحصت المستشفيات 151 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، مقابل 171 قبل يوم، ليرتفع إجمالي عدد وفيات الجائحة في فرنسا إلى 67 ألفاً و750.

ويرى الخبراء أن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين، ويبدون خشيتهم من التداعيات المحتملة لموسم الأعياد. تُضاف إلى ذلك مخاوف أثارها اكتشاف إصابات بفيروس كورونا المتحوّر الذي كان رصِد في بريطانيا ويُعتبر أكثر عدوى.

روسيا تسجل أول إصابة بالسلالة المتحورة

من ناحية ثانية، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيسة الهيئة الروسية لحماية حقوق المستهلكين آنا بوبوفا قولها الأحد إن الفحوص أثبتت إصابة مواطن عائد من بريطانيا بالسلالة الأشد عدوى من كوفيد-19، وهي أول حالة يتم رصدها في روسيا.

ولم تقدم بوبوفا تفاصيل. وعلقت روسيا رحلات الطيران إلى بريطانيا الشهر الماضي بعد اكتشاف هذه السلالة هناك.

الرئيس الجزائري يعود إلى ألمانيا

وفي تطور لافت، عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأحد إلى ألمانيا لتلقي العلاج من “مضاعفات” في قدمه جراء إصابته بكوفيد-19، وسيغيب بالتالي عن البلاد لفترة جديدة تمنّى أن تكون “قصيرة جداً”. وتأتي هذه العودة إلى ألمانيا بعد أقل من أسبوعين من إقامة علاجية أولى في هذا البلد استمرت شهرين.

وجاء في بيان نشرته الرئاسة الجزائرية في صفحتها على فيسبوك “توجه قبل قليل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى ألمانيا لعلاج مضاعفات في قدمه إثر إصابته سابقاً بكوفيد-19”. ولم يوضح البيان لا ماهية المضاعفات التي أُصيب بها الرئيس ولا الفترة الزمنية التي سيتطلّبها العلاج في ألمانيا.

وقبيل مغادرته أدلى تبون بتصريح مقتضب عبر التلفزيون الرسمي قال فيه إن عودته إلى ألمانيا لمواصلة العلاج “كانت مبرمجة”، وذلك بهدف “استكمال البروتوكول الذي سطره الأساتذة والذي تبقى منه القليل، لكنه ضروري”، آملاً أن تكون مدة العلاج “قصيرة جداً”.

البرازيل والمكسيك

أما في البرازيل، فسجلت وزارة الصحة الأحد 29792 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا و469 وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وتشير بيانات الوزارة إلى أن إجمالي الإصابات في البلاد تجاوز 8.1 مليون بينما بلغ إجمالي الوفيات 203100 منذ ظهور الوباء.

وسجلت وزارة الصحة المكسيكية الأحد 10003 إصابات جديدة و502 وفاة، ما يرفع العدد الإجمالي في البلاد إلى مليون و534039 إصابة و133706 وفيات. وتقول الوزارة إن العدد الفعلي للإصابات والوفيات أكبر بكثير على الأرجح من الرقم المعلن.

مصر تسجل 993 إصابة جديدة

وزارة الصحة المصرية ذكرت الأحد إنها سجلت 993 إصابة جديدة بكورونا و55 حالة وفاة، مقارنةً مع 989 إصابة و57 وفاة يوم السبت.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان “إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأحد هو 149792 حالة من ضمنهم 118900 حالة تم شفاؤها و8197 حالة وفاة”.

المصدر : الاندبندت – العربية

المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع