السياسية :

أثار خبر اغتيال رئيس مؤسسة البحث والابتكار بوزارة الدفاع الإيرانية الشهيد “محسن فخري زاده” ردود فعل واسعة من قبل الحكومات والمسؤولين والمؤسسات والمنظمات ووسائل الإعلام الأجنبية.

وفي هذا السياق، أصدر “التجمع الديمقراطي الجنوبي” اليمني المعروف باسم حركة “تاج الجنوب العربي” والمختصر بـ “تاج” ، بيانا في أول موقف رسمي له يدين اغتيال العالم النووي الإيراني الشهيد فخري زادة. معتبرا هذه الجريمة عملية إرهابية ضد عالم مسلم وانتهاكا لحقوق وسيادة الجمهورية الإسلامية.

إدانة حركة تاج الجنوب العربي لاغتيال الشهيد فخري زاده تحظى بأهمية كبيرة لأن السعودية والإمارات لطالما اعتبرتا جنوب اليمن قاعدة ومقراً ومرتزقة وعملاء لهما في اليمن خلال عدوانهما العسكري على هذا البلد. والآن من جنوب اليمن، ولأول مرة، أعلن تكتل سياسي في بيان رسمي إدانة عملية الاغتيال، معلناً دعمه للجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة.

بيان حركة تاج الجنوب العربي كما يلي :

تابعت معظم الدول والقوى الشريفة في العالم الجريمة الارهابية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ومن خلفة عصابات ترامب في البيت الأبيض الأمريكي بحق العالم الايراني المسلم محسن فخري زادة وادانتها, واننا في تاج الجنوب العربي انطلاقا من تضامننا الإسلامي مع الشعب الايراني, ندين بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة ونعتبرها ليست مجرد عملية اغتيال بل ممارسة إرهاب دولة وقتل خارج القانون وتعدٍ على حقوق وسيادة جمهورية ايران الاسلامية وتعدٍ على القانون الدولي وحق الشعوب في امتلاك ناصية العلم والتقدم .

ويضيف البيان، اننا نطالب بقية دول العالم والأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة بإدانة هذا العمل الارهابي الاجرامي وان يتخذ مجلس الأمن موقفاً حازماً من ممارسات الكيان الصهيوني المستمرة دون توقف وعدم غض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان العنصري يومياً دون عقاب بحق الشعب الفلسطيني وكذا سلسلة من الاغتيالات بحق علماء جمهورية ايران الاسلامية.

يتابع البيان، نرفض استمرار ممارسة الكيل بمكيال مختلف عند التعدي على حقوق الشعوب في العالمين العربي والإسلامي خصوصاً، فان من حق الشعوب والدول ان تتبع كل الوسائل للرد والانتقام ولحماية امنها والدفاع عن سيادتها ومصالحها ومواجهة عربدة دولة الصهاينة.

من هي حركة تاج العربي الجنوبي؟

في تموز 2004 ، أسست المعارضة اليمنية الجنوبية في الخارج والتي معظمها من الشخصيات السياسية الجنوبية التي فرت بعد حرب 1994 خوفًا من الملاحقة والاعتقال من قبل نظام “علي عبد الله صالح”، تجمعاً سياسياً يحمل اسم التجمع الديمقراطي الجنوبي في لندن، وأطلق عليه اختصاراً اسم “تاج”.

كان تاج أول تجمع سياسي يمني جنوبي يقدم تعريفا واضحا لهويته السياسية وهيكله التنظيمي ومبادئه الاساسية، وأشار إلى أن أنشطته تعتمد على الأجندة السياسية للحركة ونظامها الداخلي.

وفي هذا الصدد، قدم تاج في البداية خطة “تحرير الجنوب العربي” ثم خطته الاستراتيجية الأولى بهدف “الارتباط الجنوبي-الجنوبي”، والتي تهدف إلى ربط الحركة بقادة اليمن الجنوبي السابقين.

وخلال عامي 2007 و 2008 قدم “تاج” مشروعين آخرين أطلق عليهما اسم “كوادر الحراك الجنوبي” دون توقع قوة وسلطة هذه الكوادر واللجان، ومشروع “اللجنة العليا لقيادة الحراك الجنوبي” – اللقاء العسكري.

بدأت أنشطة تاج داخل اليمن في يناير 2006 بهدف مواجهة سياسات “صالح” في المحافظات الجنوبية لليمن، وسرعان ما انضم اليه جميع قادة الجنوب.

وفي 7 يوليو 2007 ، أعلن تاج رسميًا عن بدء أنشطته في جنوب اليمن من خلال اقامة تجمع كبير من أنصاره في ساحة الحرية في خور مكسر في عدن، التي تعتبر رمزا لطرد المستعمرين البريطانيين من اليمن.

وسرعان ما لقيت وجهات نظر الحركة ودورها في إدارة الجنوب وقدرتها على حل الخلافات القبلية وتوحيدها بإعجاب الصديق والعدو لحراك الجنوب.

مبادئ الحركة في اليمن وجنوبه

تستند آراء ووجهات نظر تاج إلى الابتعاد عن التطرف والاعتماد على الاعتدال لحل نزاعات الحراك اليمني الجنوبي مع الحكومة المركزية ورفض مطالب بعض قادة الجنوب بفصل جنوب اليمن عن شماله.

كما تلتزم الحركة بطرد المحتلين الأجانب، واستعادة الاستقلال الجغرافي والتاريخي والاقتصادي لجنوب اليمن، ومواجهة تشويه تاريخه وثقافته وموارده وثروته، ومنع حدوث تغيير في التركيبة والنسيج السكاني في مختلف المناطق.

موقف الحركة بعد العدوان العسكري السعودي

عقب العدوان العسكري على اليمن من قبل السعودية والتحالف العربي بقيادة الرياض في 14 يوليو 2015، أدانت حركة تاج العدوان وشددت على ضرورة مواجهة المحتلين السعوديين وحلفائهم وضرورة تحرير اليمن.

وواصلت الحركة التأكيد على أنها ستبذل قصارى جهدها لطرد المحتلين السعوديين والإماراتيين وحلفائهم من اليمن والحفاظ على استقلال وحرية الوطن:

وأضافت إن هذه الحركة تدين بشدة وستواجه أي تسوية مشبوهة تتجاهل أهداف وتطلعات الشعب اليمني وتسعى لوصاية دول أخرى على اليمن وتضر باستقلال هذا البلد وسلامة أراضيه.

حركة تاج تعتبر السعودية والإمارات والتحالف العربي بقيادة الرياض وحلفائهم في اليمن مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح والقاعدة وداعش وأنصار الشريعة والمرتزقة أمثال عبدربه منصور هادي واللواء علي محسن الأحمر وعبد المجيد الزنداني والمجيد الزنداني، “المسؤول” عن الأوضاع التي يعيشها الشعب اليمني منذ أكثر من خمس سنوات.

ولهذا السبب، رفضت حركة تاج حتى الآن جميع مبادرات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في اليمن التي قدمتها الأمم المتحدة والدول الغربية والسعودية، وحذرت من حقيقة هذه الخطط والمقترحات.

المبادئ الإقليمية والعربية والإسلامية للحركة

من أهم مبادئ وأسس حركة تاج، دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حيث تؤكد دائمًا على هذا الدعم والتضامن مع الفلسطينيين في مختلف المناسبات، بما في ذلك تنظيم مسيرات يوم القدس العالمي، التنديد بصفقة القرن وإعلان القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارات الدول الأخرى إلى هذه المدينة، والدفاع عن فصائل المقاومة الفلسطينية في نضالها ضد المحتلين الصهاينة، وما إلى ذلك.

كما نددت الحركة بتطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية مثل الإمارات والبحرين مع إسرائيل وتوقيع اتفاقية للسلام بينهما، واكدت ان هذا العمل ليس خيانة للأمة والقضية الفلسطينية فحسب، بل يتجاهل قضايا الأمة الإسلامية ومقدساتها أيضاً، وطالبت الدول الإسلامية باتخاذ استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التهديد الأمريكي – الصهيوني.

* المصدر : الوقت التحليلي