“جيروزاليم بوست”: بايدن مطوّق حيال إيران من جميع الجهات
السياسية – رصد:
صحيفة “جيروزاليم بوست” ترى أنه مع الانتخابات الإيرانية المقبلة سيأتي رئيس أكثر تشدداً من روحاني، وأن الرئيس الأميركي بايدن سيكون مطوقاً بالضغوطات الإيرانية لحمله على العودة إلى الاتفاق النووي، ومن دون تنازلات جديدة أو محدودة من إيران.
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إنه تحوم فوق الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن حقيقة أن الجمهورية الإسلامية ستخوض الانتخابات في حزيران/ يونيو المقبل، ومن المرجّح أن يقودها في المستقبل رئيس أكثر تشدداً من حسن روحاني.
وأضافت الصحيفة أن بايدن يحل محل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة في 27 يوماً. لكن لا “إسرائيل” ولا إيران، ولا المجموعات في الولايات المتحدة تنتظر 20 كانون الثاني/ يناير للالتفاف في اتخاذ مواقف وخطوات لتطويق بايدن.
وتساءلت الصحيفة، كيف ستؤثر كل هذه الضغوط على قرارات بايدن السياسية الحاسمة فيما يتعلق بطهران؟
وتابعت، المسألتان الرئيسيتان هما: هل سيحاول بايدن إقناع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بتقديم تنازلات إضافية لسد ثغرات الاتفاق النووي لعام 2015، كجزء من عودة الولايات المتحدة للانضمام إلى الصفقة؟
وثانياً إذا كانت هناك تنازلات إضافية، فما هي الامتيازات التي ستدخل الصفقة الجديدة وأي ثغرات قد تبقى؟
“جيروزاليم بوست” أشارت إلى أن استراتيجية إيران كانت تتمثل في استخدام برلمانها لتهديد الولايات المتحدة، بأنها ستنتهك الصفقة أكثر مما تفعله الآن، إذا لم يكن هناك تقدم بحلول 2 شباط/فبراير المقبل.
ولفتت إلى أن أعمال البناء تتقدم بالفعل في منشأة نووية جديدة تحت الأرض في نطنز، لتحل محل منشأة الطرد المركزي المتقدمة التي تمّ تفجيرها في 2 تموز/يوليو الماضي.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن كل هذا مصمم لحمل بايدن على الانضمام إلى الاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن، ومن دون تنازلات جديدة أو محدودة من إيران.
وتناولت الصحيفة قضية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، وتابعت، يقال إن “إسرائيل” كانت وراء اغتيال زاده، وكشفت عمداً أن لديها غواصة في المياه البحرية أقرب إلى إيران مما تبحر عادة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه مع أسطولها البحري، حتى أنها كشفت عن عددٍ من صواريخ “توماهوك” التي كانت تحملها إحدى السفن.
كما هدد ترامب المرشد الأعلى الإيراني بأنه سيرد بقسوة إذا قتل جندي أميركي واحد.
الصحيفة لفتت إلى أنه قبل أسابيع، ورد أن ترامب كان يفكر في توجيه ضربة أوسع إلى طهران قبل مغادرته منصبه، لكن كما قالت “جيروزاليم بوست” في ذلك الوقت، يبدو أن الأمر يتعلق أكثر بالحرب النفسية أو تغطية أنشطة أخرى مثل ضربة اغتيال زاده.
وبحسب الصحيفة فإن إليوت أبرامز، قيصر إيران في عهد ترامب، زاد العقوبات الأميركية على المرشد الإيراني، وقام بجولات في الشرق الأوسط، وفي مراكز أبحاث مختلفة للاستفادة من هذه العقوبات في تنازلات إيرانية جديدة. لعدم ترك ساحة اللعب لجميع هؤلاء اللاعبين الآخرين، وأرسل 150 من أعضاء الكونغرس الأميركي خطاباً إلى بايدن لدعم الانضمام إلى الصفقة على الفور.
كان المعنى الضمني هو أنهم دعموا العودة بسرعة إلى الصفقة، حتى لو لم يفز بأي تنازلات جديدة من إيران، بحسب “جيروزاليم بوست”، التي قالت إن رقم 150 هو مهم لأنه يمنع الكونغرس من تقييد يدي بايدن فيما خصّ إيران.
في حين أن الرقم 150 أقل من الأغلبية، فهذا يعني أن بايدن يمكنه الاعتراض على أي محاولة للكونغرس لإعاقته دون القلق بشأن تجاوز السلطة التشريعية.
واستطردت الصحيفة، أنه وبشكل غير معهود، كان للوكالة الدولية للطاقة الذرية الهادئة والتقنية تأثيرها. لحسن الحظ بالنسبة لـ”إسرائيل”، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي “إن هناك العديد من التغييرات على الأرض منذ الاتفاق النووي لعام 2015، بما في ذلك قفزات إيرانية في تكنولوجيا الطرد المركزي المتقدمة، وأجهزة الطرد المركزي غير القانونية تحت الأرض، واليورانيوم المخصب الكافي لعدد قليل من القنابل النووية”.
وأضاف غروسي “إن إضافة أحكام جديدة سيكون أمراً حتمياً فقط لاستعادة التوازن العام الذي كان موجوداً في عام 2015. بمجرد حدوث ذلك”، وتساءل، لماذا لا يمكن للأطراف مناقشة القضايا الأخرى؟
ورأى أن هناك سبباً وجيهاً يدفع جميع الأطراف إلى الدفع. إيران ليست على قائمة بايدن للقضايا الرئيسية أو حتى الثانوية.
غروسي والمتحدثون باسمه قالوا إن المرحلة الأولى من رئاسة بايدن ستركز على فيروس كورونا، والاقتصاد والعدالة العرقية والبيئة.
وتأتي السياسة الخارجية في المرتبة الثانية من حيث الأولويات، وحتى هنا تأتي الصين وروسيا على رأس الأولويات.
لذا فإن التعامل مع إيران لن يصل إلى أي مكان قبل انتخابات حزيران/يونيو ما لم تواجه الأطراف التي تهتم بذلك أكثر من غيره الرئيس القادم، وفق غروسي والمتحدثين باسمه.
وختمت “جيروزاليم بوست” ومع ذلك، يجب أن يدركوا أن بايدن شخصية أكثر عمقاً وتلقائية من شخصية باراك أوباما الشهيرة، ويمكن أن يتعرض للإهانة إذا تمّ دفعه بعيداً. ولا يزال، مع وجود بايدن على ما يبدو على التل بشأن مدى صعوبة الضغط من أجل الحصول على تنازلات جديدة من خامنئي، فإن من يكون صوته عالياً ويصعب تجاهله قد يصنع الفارق.
– المصدر: الميادين نت
– المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي “السياسية”