هل يتمكن اليمنيون من تغيير الواقع المفروض عليهم
د. علي أحمد الديلمي
تبقي اليمن البلد العربي الوحيد الفريد في فقرة الفريد في صورته الفريد في ثورته الفريد في حربة والفريد في كل ما يخطر عل بال إي انسان علي كوكب الأرض، الغالبية يجيد التحليل السياسي ويجيد المعارضة ويجيد مجاملة وتسويف الباطل الي حق يمكن ان تجد في مكان واحد كل المتناقضات ومن تتصارع علي حكم هذا البلد الذي حير الجميع رغم قلة كل شيء فية كما يؤكد الأصدقاء قبل الأعداء ويصيبك التعجب عندما ترى ان المتصارعين بينهم من الود ما يجعلك تفكر إذا لماذا كل هذا الخراب وتعطيل مصالح الناس والبلد ما دام هناك توافق بين هذا الأطراف، هل ما يكون هو بسبب المال أم السلطة أم مصلحة البلد بالطبع الجميع يقول إنة بسبب مصلحة الوطن.
احيانا يتبادر الي ذهني ان ما نحن فيه هو بسبب الحسد بين من يملكون المال والسلاح فالنفس البشرية تستلهم كل شئ مما طبعت عليه فهل يمكن ان تكون مشاكلنا ومستقبلنا بيد بعض من يحتاجون الي بعض التأهيل في أبجديات العمل الوطني أم ان سبب الحيرة هو جهلنا بطبيعة وخصوصية بلادنا التي تعتبر فريدة في كل شئ حتى ان الكثير مننا لم يستطيع ان يفرق بين من هو علي صواب ومن هو ليس كذلك لان البعض اليوم له موقف وغداً شيء آخر أني ألمس في الكثير من الأحيان ازدواجية في المعايير التي بموجبها يتم اتخاذ بعض المسائل المهمة والتي تتعلق بمستقبل اليمن دون الأخذ في الحسبان العوامل التي يجب ان تكون معيار لذلك ولعل أهمها الجانب الديني والأخلاقي والوطني التحولات الجديدة التي حدثت في اليمن أثبتت أننا أمام وضع وجديد وتداخل مصالح بين قوي إقليمية ودولية وغيرها في اليمن و بعد ما يقرب من ست سنوات من الدمار لا يزال أفق السلام مفقودا في اليمن والمنطقة ولهذا فإن الواقع الضعيف والهش الذي نعيشه هو يعبر عن واقعنا السياسي فمن يمثلنا هم ضعاف النفوس وأكلة المال الحرام وعديمي الكفاءة والمصداقية كثير من اليمنيين يسعى من أجل السلام ووقف الحرب والمعاناة عن الناس وهي جهود مخلصة يجب على الجميع تشجيعها والعمل معها.
ان البقاء في اعتماد الأطراف السياسية في بلادنا على الأطراف الاقليمية والدولية والأمم المتحدة ومبعوثها في تقديم الحل وإنهاء الحرب لا يمكن أن يتم اذا لم يدرك اليمنيين حجم المصالح والصراع بين الدول الاقليمية والدولية والتي يمكن أن تحول اليمن الي نار مشتعلة وقودها اليمنيين هي دعوة للتفكير بالمستقبل وفق مشاركة مجتمعية مع شركاء اليمن وعدم انتظار الحظ فالخالق جل علاة أمر عبادة بالعمل وعدم الركون علي خبايا الأمور إن الذي يراقب وضع بلادنا منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا يرى أنه ينتقل من سيء إلى أسوء وفي جميع المجالات فمتى يستحق أهلنا وبلادنا حكومة يقبلها جميع الشعب اليمني ومن هنا نري إن إشكالية حل السلطة في اليمن هي المدخل الأساسي لبداية الحل السياسي الشامل في اليمن وهذا لن يتم إلا من خلال الوعي والإدراك لدي الغالبية العظمي من أبناء الشعب اليمني بأهمية بناء الدولة ووضع الأسس القوية في بقاءها من خلال بناء المؤسسات بشكل علمي ووطني بعيدا عن ممارسات الماضي المتخلفة في الإقصاء والقهر وعلي اليمنيين جميعا التماسك والضغط علي كل من أوصلهم الي هذا الحال فالعالم يتغير والشعوب تتغير وتطالب بحقها من أجل الأفضل لها في الامن والسلام والحياة الكريمة.
المأساة التي حدثت وأصابت حياة اليمنيين جميعا نتيجة الصراع السياسي بين الأطراف المختلفة وزاد علي ذلك التدخل الإقليمي والدولي في الشأن اليمني دون أن يكون لديهم أي إستراتيجية واضحة حول الحل في اليمن بالإضافة الي ذلك عدم وجود حكومة قوية قادرة علي التعامل مع كل المتطلبات المجتمعية والسياسات الإقليمية والدولية تجاه اليمن حتى أصبحت الحكومة اليمنية نفسها مشكلة لمواطنيها وللدول الإقليمية والمجتمع الدولي الذي تدخل في الشؤون اليمنية من أجل أيجاد حل سلمي لإيقاف الحرب علي اليمن والبدء في المصالحة الوطنية كما تعلن هذه الدول ذلك.
ورغم ذلك نري الحكومة اليمنية ساهمت في معاناة الشعب اليمن بسبب ضعف أداءها وعدم قدرة رئيس الوزراء والوزراء علي تقديم صورة ايجابية تؤكد أنها تعمل من أجل مصالح الشعب وتسهيل العقبات أمامهم بعد أن عرفوا أن من يديرها مجموعة من اللصوص والمرتزقة والانتهازيين والموظفين غير المؤهلين ولذلك فإن المسؤولية لدي أغلبيتهم منعدمة ولا يقدمون للموطن اليمني اَي شي وإنما يساهمون في سرقته وارتهان بلده وإضعافها.
كيف سيحترمنا الآخرين ولا يوجد لدينا من يمثلنا بكل رجولة وشرف واقتدار أمام الآخرين؟
أغلب المسئولين اليوم أمعات ولا تحترمهم الدول التي تحالفت من أجل اليمن لذلك فإن اليمن هي موطن تكالبت علية الجراح والعلاج سيكون من اليمن وليس من أي مكان أخر.
اليمن فيها الكثير من الشرفاء ولكنهم صامتين والآن زمن الصمت ولي ومادام الغالبية اليوم قادرة علي إيصال صوتها حتى ولو بكلمة فإن التغيير قادم.
أن الأشقاء والأصدقاء من دول العالم لن يحترمونا وتكون كلمتنا مسموعة وبلدنا مستقل أمامهم ما لم يتكاتف الجميع ونقف ضد الظلم وفساد الحكومة وزبانيتها ويصل صوتنا للعالم أجمع.
وفي الأخير الشعوب هي من تحكم إذا عرفت حقوقها ورفعت صوتها أمام الفاسدين والجهلة واللصوص
سفير بوزارة الخارجية
* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع