الصين وحلم الوصول الى اليمن
السياسية – رصد:
اسعد عبدالله عبدعلي
التخطيط للمستقبل امر هام جدا للدول ذات القيادة الواعية كي تضمن المستقبل لأجيالها, والتجارة هي اهم قوة يمكن ان تملكها دولة, فهاتين هما المزيتين الاهم للدول (السياسة الواعية والتجارة المزدهرة), وهكذا هي الصين اليوم تملك القيادة السياسية الحكيمة والتطور الهائلة في مجال التجارة, والحاضر يؤكد لنا النمو الكبير الذي تعيشه الصين عاما بعد عام, في مجال الاقتصاد وفي محور السياسة الناجحة, حتى اصبحت قطب عالمي مهم مؤثر جدا.
لكن ما قصة اهتمام الصين باليمن! مع انه بلد فقير ويعيش أزمات متعاقبة, هل هناك لغز في الموضوع.
في العام الماضي وتحديدا في الاسبوع الاخير منه, جرت مناورات بحرية مشتركة في بحر العرب والمحيط الهندي بين كل من (الصين وروسيا وايران), وهي المناورات الأولى التي تجريها بكين مع موسكو وطهران, وتوضح لنا مدى التطور الكبير في العلاقات وفي ترابط الرؤية المستقبلين للبلدان الثلاثة, مع رسائل مهمة على التطور الكبير في البناء العسكري لهما, فبعد الكشف عن الترسانة الصاروخية لكل بلد, والتطور في مجال البرامج الفضائية وإنتاج الطائرات, جاءت المناورة البحرية للكشف عن هذا التطور الكبير جدا في مجال السفن والغواصات والصواريخ الخاصة بها.
الرسالة الهامة من هذه المناورة هي للمنافس الامريكي على خيرات المنطقة, ليعرف حجم عدوه.
لكن هنالك شيء اكبر من رسائل التحدي وإشاعة مظاهر القوة على المنطقة, انه (المثلث الذهبي)! وهي جغرافيا باب المندب ومضيق هرمز ومضيق ملقا, أهمية مضيق هرمز بالدرجة الاساس نفطية, حيث يتدفق النفط ويمر منه, اما أهمية باب المندب فكبيرة جدا بل يمكن القول ان سبب ما عاشه اليمن من صراعات على مر التاريخ كان بسبب باب المندب, حيث كان مطمعا للأخرين, واليوم تعد القوات الدولية المتواجدة في باب المندب بحجة حماية خط الملاحة هي الأكبر عدداً, ويصنف اليمن على انه دولة بحرية حيث يملك شريطا ساحليا بطول 2200 كيلو متر يحيط به من الغرب والجنوب, وعلى امتداده موانئ وعشرات المدن الساحلية والجزر الحيوية في بحري العرب والأحمر, كل هذا جعل من اليمن مصدر اهتمام الصينيين, حيث ترغب بكين بموطئ قدم على هذا الممر المائي الهام, لنشاط تجاري وتأمين طرق التجارة.
كانت الخطوة الاولى للصينيين هي افتتاحهم لأول قاعدة عسكرية لها خارج الحدود واقيمت في جيبوتي, في الجهة المقابلة لباب المندب من جهة الغرب, وحسب تقارير غربية ان هدف الصين هي توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، عبر مفتاح التجارة والمصالح المشتركة, فالهدف هو ان تكون قوة عظمى في البحر الاحمر وبحر العرب والخليج العربي اضافة إلى المحيط الهندي.
وقد عملت الصين على اقامت علاقات متوازنة مع جميع الاطراف اليمنية الحكومة والمعارضة لأنها تدرك أن مصلحتها تتم عبر توازن العلاقات مع كل القوى الجغرافية داخل اليمن.
إن اليمن مهمة جدا في خطة طريق الحرير الصينية لذلك دخلت بقوة كشريك تجاري في اليمن ومحيط اليمن وحصلت مجموعة اتفاقيات كبيرة منها (اتفاقية توسعة وتعميق محطة الحاويات في ميناء عدن), واتفاقية أخرى (انشاء شركة نقل بحري خفيف ومتوسط بين اليمن والصين), فاليمن تقع ضمن مخطط الصين الذي طرح بعنوان (المشروع الكوني) والذي هو عبارة عن خطة صينية لأحياء طريق الحرير القديم بتكلفة ترليون دولار.
علينا أن نجد مكان لنا في المشروع الكوني, كي نكسب ثمار المستقبل, والا وضع العراق على الرف.
كاتب عراقي
المصدر: رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع