د. حمزة الكناني

إن المتأمل في سياسة الحكومة السعودية مؤخراً بعد خسارة ترامب ومروراً بالرسائل الودية لتركيا و إنتهاءاً بإجتماع محمد بن سلمان مع نتن ياهو السري الذي تلاه مباشرة إغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده يرى أنها بداية لسياسة أخطاء جديدة زعماً أنها تصحيح مسار، مما يعني أن بن سلمان يستعجل التطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي لتعاون مخابراتي أكبر، وإعتباره لهم كـ (حائطٍ مبكى) يتوسل به و يحتمي به ليؤثر على السياسة الأمريكية الجديدة من خلالهم وهم الحليف الإستراتيجي الأكبر للولايات المتحدة.

أو تستبدل أمريكا بإسرائيل التي تشارك السعودية (ظاهرياً) العداء لإيران، وعليه سنرى استمراراً لسياسة بن سلمان العدوانية المافياوية بحماية من “حائط المبكى”السعودي الجديد القديم “اسرائيل”.

ولاريب أن إعلان السعودية التطبيع العلني مع “اسرائيل”سيكون خطأ استراتيجيا آخر لايقل فداحة عن تخبطاتها السابقة لاعتبارات عده أهمها انه سيضع السعودية في عزلة وسيبعدها أكثر عن محيطها العربي والإسلامي بلا رجعه.

ويبدو أن التنظيم السعودي يعي ذلك تماماً وبدأ محاولاته لتجنب العزلة المتوقعة وتفكيك عقدة علاقاته المتأزمة اقليمياً و دوليا من خلال البدأ بالإتصال بتركيا الركن الحصين في المنطقة والتي ستكون لاحقاً هي الوسيط والضامن للمصالحة الخليجية، واختيار سلمان بن عبدالعزيز الوقت الأنسب لمهاتفة الرئيس التركي أردوغان مستثمرا انعقاد قمة العشرين، محاولا فتح صفحة جديدة معه.

لكن السؤال:
‏هل لدى الإدارة الأمريكية رأي آخر بالسماح لحلفاءها وأدواتها للتحليق خارج سربها والسماح لسياسة فوضى وإغتيالات جديدة؟ ‏وخاصة أن تاريخ الموساد زاخر!.

* المصدر : موقع إضاءات
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع