عبد العزيز الحزي

كثيرا هم الذين كتبوا عن العدوان والوطن ومعاناته، لكن كتابات ومقالات ورؤى الفقيد المرحوم الأستاذ محمد يحيى المنصور الذي وصفه الكثير من النقاد والكُتاب بالهامة الإعلامية والسياسية حيث كان له بصمات واضحة في مراحل النضال الوطني المختلفة ومواقفه المشرفة في مشوار حياته ونضاله على كافة الصعد، وكان له الدور البارز في مواجهة الفساد وكان أيضا الصوت القوي في مواجهة العدوان عبر مختلف المنابر الإعلامية.

وعُرف المنصور رحمة الله عليه طوال حياته الحافلة بالإنجازات الأدبية والإعلامية، بخبرته الكبيرة ومداركه القوية في مجالات الحياة والعمل على كافة الصعد، تلك المكانة التي سعى لبنائها الراحل كانت تمثل بالنسبة له طوال حياته أهدافًا سامية، لا تقتصر على حدود بلاده ، بل هي من اليمن الى العالم العربي والإسلامي.

وللفقيد العديد من الكتابات والمؤلفات الشعرية منها:سيرة الأشياء، مجموعة شعرية، صدرت عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 2003م، والمشهد الشعري التسعيني في اليمن، وهو كتاب نقدي.

وللراحل أيضا العديد من المقالات القصائد والأعمال الأدبية التي نشرت في عدة صحف محلية كلها تترجم فكر وعقلية ذلك الرجل التي أثرى بها الساحة الأدبية والإعلامية في كافة المجالات.

ولعلنا نرى كيف رسم الراحل المنصور طوال العقود الماضية منهجًا ومسارًا للعمل الوطني من أجل تحقيق استقرار اليمن، والدلائل كثيرة على ذلك فالإشادة به ومناقبه تمثل بالنسبة لنا جميعًا وسام اعتزاز كبير، لأنها تحمل اسم لأخر عمل تولاه كرئيس لمجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ ورئيسا للتحرير فيها، وهي في المقابل، بمثابة سجل تاريخي مشرف له، فالعظماء يغادرون الدنيا، لكن مآثرهم ومناقبهم ومواقفهم باقية.

والحال ذاته حين نتأمل أصدقائه ومحبيه يهدون لروحه الطاهرة ختمات القرآن الكريم، فذلك مداد خير وثواب وزاد كريم لفقيدنا الغالي، إلا أن أساس ذلك كله هو الغرس والذكر الطيب والحب الكبير الذي غرسه في قلوبنا نحن في وكالة سبأ ، ومن الواجب أن نبادله هذا الحب عرفانًا وثناءً وتبجيلا، بثواب يجعل قبره نورًا وريحانا وسلاما.

ولقد قدم المنصور رؤيةٌ قوية في عدة مقالات وإسهامات صحفية تجاه العدوان والحصار السعودي الأمريكي متحدثا وممجدا صمود اليمنيين في وجه العدوان دونما دعم خارجي وفي ظل ميل كفة المواقف الإقليمية والدولية لصالح تحالف العدوان ولقد كان الحصار الظالم على بلادنا، سبباً من أسباب وفاة الراحل المرحوم المنصور.

ولقد تحدث المنصور في كتاباته المتميزة عن الجوانب الإنسانية والحالة المأسوية التي يعيشها اليمن بسبب العدوان، كما انتقد التحيز الاممي مع التحالف العدوان وقال في مقال له إن “تحالف العدوان السعودي الأمريكي لا يريد السلام العادل والمشرف كنهاية للأزمة اليمنية التي افتعلها وأدواته منذ ثورة 2011م”

أيها الراحل الفذ النجيب.. لك بإذن الله الخلود ولروحك الطاهرة البقاء، وأعلى درجات الجنان.. ستبقى في قلوب محبيك ”رمزًا” يسيرون على نهجه.