السياسية – مركز البحوث والمعلومات : زيد المحبشي

صحيح أن إقامة خط النفط الصحراوي الصهيوني الإماراتي “إيلات – عسقلان” لا يزال قيد الدراسة والبحث، وأن نجاحهُ متوقفٌ على الموافقة السعودية للسماح بمد خط الأنابيب عبر أراضيها، فالصحيح أيضاً أن الموافقة السعودية بإجماع جن بني الأصفر وجن بني الأحمر مجرد تحصيل حاصل لأسباب يعلمها العم سام والراسخون في طلاسم التطبيع والانبطاح، والمؤكد وهذا الأكثر وجعاً وإيلاماً أن تجميع النفط الخليجي عبر خط أنابيب بري رئيسي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط سيكون بمثابة ضربة قاتلة للأمن القومي العربي، ومؤلمة للممرات المائية الإستراتيجية في المنطقة، على رأسها مضيق هرمز وخليج عُمان وباب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس وخط “سوميد”، وأن مصر المسبحة بحمد التطبيع منذ أربعة عقود ستكون الأكثر ضرراً.

وفي حال الشروع في تشغيله سيفتح الباب على مصراعيه أمام مشروعات أخرى موازية له، كإقامة طرق إقليمية سريعة للشاحنات، وخط سكة حديد لنقل البضائع من الخليج وآسيا إلى أوربا، ..، وهذا يعني المنافسة الشرسة لمشروع طريق الحرير الصيني، فضلاً عما يمثله من خسارة فادحة لقناة السويس، والتي ستكون الخاسر الأكبر بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، وتخفيض حركة المرور في هرمز وباب المندب وخليج عُمان والبحر الأحمر، وحتى روسيا لن تسلم من تهديد خط “إيلات – عسقلان” هيمنتها على أسواق الطاقة الأوربيّة بشَكلٍ أو بآخر.

عملياً، بدأت الشركة الصهيونية المخولة بتشغيل الخط المزمع، وهي شركة “EAPC” في التواصل مع بيوت تجارة النفط في أوربا وآسيا، وشركات التكرير في هولندا وسنغافورة والهند والصين وكوريا الجنوبية واليابان، لعقد اتفاقات لتصدير النفط الخام والمشتقات النفطية عبر إسرائيل.

قناة السويس “خط سوميد”:

تشكل أحد أهم الممرات في العالم لنقل النفط إلى أوربا بدلاً من دوران السفن حول أفريقيا، وهي ثاني أكبر مصدر للعملة الأجنبية لمصر بعد السياحة، وتُدِرُ سنوياً نحو 6 مليارات دولار، وتأتي 17 بالمائة من عائداتها من ناقلات النفط، ويمر منها 10 بالمائة من حجم التجارة العالمية، وتخطط مصر لزيادة هذه السعة إلى 12 بالمائة بحلول 2023.

 

وتعتبر روسيا وقطر أكثر الدول استخداماً لقناة السويس، لنقل حمولات النفط والغاز المُسال، حيث تستحوذ روسيا على ما يقرب من رُبع حمولات النفط، بينما تستحوذ قطر على ما يقرب من 95 بالمائة من حمولات الغاز المسال العابرة من الجنوب إلى الشمال.

وتشارك في خط “سوميد” كلاً من مصر والسعودية والإمارات والكويت وقطر.

افتتحت قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، ويبلغ طولها 193 كيلومتراً، وفي العام 2015 تم افتتاح تفريعة بطول 72 كيلومتراً، بهدف تقليص فترة انتظار السفن والسماح بمرورها في الاتجاهين طوال الوقت، لكنها لم تحدث إي فارق في أداء القناة.

ويكفي عُمقُها واتساعها للتعامل مع ما يسمى بسفن “سويز ماكس”، مع نصف سعة ناقلة النفط العملاقة فقط، وبالتالي يتعين على تجار النفط استئجار سفينتين عبر القناة مقابل كل سفينة يرسلونها عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع رسوم باتجاه واحد عبر السويس تصل لما بين 300 ألف دولار و400 ألف دولار.

ووفقاً للتقديرات الأولية ستستحوذ الشركة الصهيونية على نحو 15 بالمائة من تدفقات النفط عبر قناة السويس، من خلال تحويل مسارات ناقلات النفط إلى طريق إيلات – عسقلان، فيما تذهب مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إلى أن حركة التجارة الإجمالية في القناة مرشحة للتناقص بأكثر من 17 بالمائة، مع بداية تشغيل الأنبوب الجديد.

وتوقع أستاذ الاقتصاد “نصر عبدالكريم” تراجع حركة مصر التجارية البحرية، والاستِغناء عن قناة السويس التي تُدِر 5.72 مِليار دولار سنوياً على الخِزانة المِصريّة، وفُقدان بريقها، وإيذاء مصر ومركزها الاستراتيجي، بجانب مضيق هرمز الذي يمر منه 40 بالمائة من النفط العربي.

وكل هذا سينعكس بالسلب على إيرادات مصر من رسوم العبور والتخزين وخدمات الشحن والتفريغ من العين السخنة إلى سيدي كرير غرب الإسكندرية، وبدلاً من اقتراب مصر من حلم الاستحواذ على ما يقرب من 10 بالمائة من النفط المنقول بحراً حول العالم من خلال قناة السويس وموانئ الإسكندرية، إذ بها تفقد حصتها الحاليّة، ومن ثم تراجع إيراداتها، في الوقت الذي تهرول فيه لإنعاش خزائنها بعائدات إضافية، لمواجهة العجز الذي تعاني منه، بسبب السياسات الاقتصادية والمالية الكارثية التي يتبعها النظام الحالي.

وحذر رئيس هيئة قناة السويس، الفريق “أسامة ربيع” على استحياء من التأثير السلبي الذي يمثله خط أنابيب النفط “إيلات – عسقلان” على الأمن القومي المصري وقناة السويس: الخط سيستحوذ على أكثر من نصف كميات النفط التي تعبر القناة، ما سيؤثر على إيراداتها.

مُبدياً مخاوفه من تركيز البضائع الخليجية في يد إسرائيل: نراهن ونعتمد على العروبة في أن تكون التجارة البينية مع إسرائيل قائمة على عدم التأثير على قناة السويس بشكل كبير.

مشيراً الى أن قناة السويس تشهد عبور أكثر من 107 ملايين طن من النفط سنوياً، مقارنة بـ 55 مليون طن محتمل عبورها عبر خط “إيلات – عسقلان”، بمعنى أن الخط سيستحوذ على 51 بالمائة من كميات النفط التي تعبر قناة السويس حالياً.

واعتبر أن الأمر يأتي في إطار ترتيبات إقليمية تمس الأمن القومي لمصر.

يُذكر بأن طاقة خط “إيلات – عسقلان” حالياً نحو 600 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل ربع طاقة النقل عبر خط “سوميد”، ونحو ثلث كميات النفط الخام التي تعبر قناة السويس في المتوسط منذ عام 2017.

ومع أن إسرائيل في نظر المتفائلين والطوباويين من المصريين لا تسعى إلى استعداء مصر بالاستحواذ على نسبة كبيرة من حركة الناقلات النفطية العابرة لقناة السويس، بسبب العلاقات الوطيدة بينهما، واتفاقية السلام الموقعة في العام 1979 وما ترتب عليها من تشبيكات وتربيطات واتفاقات، إلا أنهم يتوقعون انخفاض إيرادات القناة بنسبة تتراوح بين 5 إلى 7 بالمائة، قابلة للزيادة إلى حدود معينة، بسبب التحول في مسار بعض الناقلات.

في حين توقعت صحيفة “معاريف” الصهيونية ومجلة “فورين بوليسي” الأميركية، استحواذ أنبوب “إيلات – عسقلان”، في حال تحقيق الحلم الإسرائيلي، على 12 – 17 بالمائة من حجم الغاز والوقود الذي يمر في قناة السويس حالياً، والإسرائيليين والأميركيين أكثر دقة في حساباتهم، وأكثر واقعية من نرجسية بِغال العرب.

وأضافت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بكل وضوح أن مصر ستشهد ضعف الأعمال، وستكون لديها سيطرة أقل على الأسعار الآن مع وجود منافسة.

السعودية .. مراوغة مفضوحة:

 

انضمام السعودية إلى المشروع الصهيوني الإماراتي، لم يعد ينقُصه سوى توقيت الإعلان، كل المؤشرات تؤكد ذلك، مخاوف أعراب الخليج من الفزاعة الإيرانية والصواريخ اليمنية، ورُهاب أحرار المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة ولبنان نصر الله، ويمن أنصار الله، جعلتهم يرتمون في أحضان اليهود ويرون فيهم المنقذ والحامي والساتر لعوار حاضرهم المنخور، وخوار مستقبلهم المجهول.

وتذهب التوقعات إلى ربط خط الأنابيب النفطي المقترح، السعودية ومصر مباشرة، عن طريق مد خط ينبع البري إلى شمال غرب السعودية، قُبالة شرم الشيخ، ومد الخط بحرياً من هناك إلى العين السخنة، ليرتبط بخط “سوميد”.

وحذر خبراء من تداعيات التطبيع الخليجي الإسرائيلي على مصالح مصر، مشيرين إلى إمكانية أن تدخل السعودية على الخط ذاته بإعادة تشغيل خط التابلاين الممتد من ساحل الخليج العربي بالسعودية إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ميناء بيروت في مرمى حيفا:

في حال تفعيل الخط الصحراوي، لبنان هو الأخر لن يكون بعيداً عن تداعياته الكارثية، وهناك مخاوف كبيرة في أوساط اللبنانيين من حلول ميناء حيفا محل ميناء بيروت، خصوصاً وأن واحدة من أهم بنود الشراكة الصهيونية الإماراتية هي إعادة تأهيل ميناء حيفا، ليكون إحدى نقاط استقبال النفط الخليجي المتدفق إلى الكيان الصهيوني عبر أنابيب خطوط النفط البرية المتوقع أن تمتد من الإمارات عبر السعودية، والأردن إلى فلسطين المحتلة، ومنها إلى مختلف دول أوربا وأميركا الشمالية.

ويرى النائب عن كتلة القوات اللبنانية، العميد “وهبة قاطيشا”، أن المصالحة بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية قادرة على أن تفتح الباب على ميناء حيفا، خاصة أنه أقرب جغرافياً إلى الدول الخليجية، وأن إسرائيل لديها إمكانات واسعة لناحية تجهيز ميناء حيفا وطرقاته والتعامل معه، من خلال الشركات الأجنبية وتسهيل تبادل الحاويات، هذه التسهيلات تقابلها تعقيدات وخلافات في لبنان، وسط غياب أي رؤية مستقبلية.

متوقعاً تراجع دور مرفأ بيروت، في حال قررت الدول العربية أن تأخذ مرفأ حيفا لها باباً ثانياً، لاسيما أن واجهة المشرق العربي محصورة بثلاثة مرافئ، وهي حيفا وبيروت وطرابلس شمال لبنان.

تَرَقّب إيراني ومخاوف صهيونية:

يرى الباحث بمركز القدس للدراسات الإسرائيلية “عواد أبو عواد” أن إيران ستتضرر كثيراً من خط النفط الصهيوني الإماراتي، مما قد يُحدث نوعاً من الاحتكاك الحربي لمنع الوصول لمرحلة تفقد فيها إيران قدرتها على إدخال الأموال عبر مضائقها الاستراتيجية.

ودفع الحديث الإسرائيلي عن هذا الخط وكالة أنباء “فارس” الإيرانية لعنونة مقالها المنشور بتاريخ 25 سبتمبر 2020: “خط أنابيب النفط إيلات – عسقلان ليس آمناً من هجمات المقاومة”، ويحمل هذا العنوان تلميحاً إيرانياً وتهديداً باستهداف الخط من المقاومتين الفلسطينية واللبنانية وتخريبه بحسب الكاتبة الصهيونية “فازيت رابينا”، وحماس في غزة تمتلك إمكانيات متقدمة لوحدات “الكوماندوز” البحرية، ومنشآت إيلات وعسقلان وخطوط أنابيب النفط في نطاق نيرانها، وكذلك شواطئ “زيكيم” كما في حرب 2014.

وفرضية العمل هي أن الإيرانيين لن يسكتوا وسيحاولون تخريب الممر البري أيضاً في النقاط القصوى على البحر الأحمر.

مؤكدة بأن سفن سلاح البحر الإسرائيلي تبحر اليوم على بُعد ألف كيلومتر من سواحل فلسطين المحتلة للدفاع عن سفن شحن إسرائيلية، ولمنع تهريب سلاح إيراني عبر البحر الأحمر، وتحتفظ إسرائيل بقاعدة استخباراتية في إرتيريا التي تطل على البحر الأحمر، ومؤخراً صعد أيضاً اسم جزيرة سقطرى القريبة من سواحل اليمن، كقاعدة استخباراتية محتملة مشتركة بين الإمارات وإسرائيل.

الخبير في الشؤون الايرانية في معهد بحوث الامن القومي الإسرائيلي “راز تسيمت”، في قراءته لردة الفعل الإيرانية، يرى أن عملية التطبيع مع الإمارات ستزود الإيرانيين بأهداف إسرائيلية جديدة، يجب أن تُقلق إسرائيل، وخصوصاً، إذا تبلور تخوّف في إيران من وجود عسكري استخباراتي إسرائيلي في دول الخليج، هذه مسألة من الصعب على إيران تجاهلها: أي وجود مادي أو دليل على بنية تحتية أمنية في الإمارات تُستخدم لجمع معلومات استخباراتية من أجل إسرائيل ستشكل خطاً أحمر بالنسبة إلى إيران.

المخاطر والتداعيات:

التطبيع الإماراتي البحريني يمثل الخطوة الأولى نحو تدشين مرحلة “الشرق الأوسط الجديد”، وحين يحدث ذلك فإن الدور المصري هو الأكثر تعرّضاً للتهديد، بوصفها الدولة الأكبر عربياً، والأكثر التصاقاً بالقضية الفلسطينية، بجانب الأردن.

والأكثر كارثية من مشاريع التطبيع المجاني، هو عدم إدراك أنظمة الخُواء العربي لأبعاد وانعكاسات هذه التطورات الكارثية على الأمن القومي المصري والعربي على حد سواء، ومن أبرزها بحسب الكاتب المصري “محمد عصمت”:

1 – اقتصار التفاعل المصري إقليمياً على لعب دور هامشي في السيناريوهات المتوقعة لمستقبل الإقليم، بعد أن كانت قائدةً بل وملهمةً له طوال قرون طويلة.

وتعقيباً على كلام “عصمت” كشفت دراسة أعدها معهد واشنطن أن مركز القوة في العالم العربي، بدأ يتحوّل نحو دول الخليج في السنوات الأخيرة، وأن البساط بدأ يُسحب من تحت أقدام مصر، متوقعةً خُفُوت النفوذ المصري بشكل سريع في أعقاب الإعلان عن التطبيع الإماراتي الصهيوني، لا سيما بالنظر إلى القدرة المالية والتكنولوجية للإمارات على تسريع مثل هذه المبادرات.

2 – تراجع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية إلى خلفية المشهد بـ”تسوية” أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها، على أن يحصل من يعيش منهم في فلسطين المحتلة على “شبه دولة” تهيمن عليها إسرائيل من الألف إلى الياء.

3 – تفكيك منظومة الأمن القومي العربي بأبعادها العسكرية والسياسية والاقتصادية بالكامل، وتكهيِّن كل مقولات العالم العربي عن الحرية والوحدة والتنمية المستقلة ووضعها في المخازن، فالمخططات الإسرائيلية والأميركية جاهزة بالبدائل من خلال بناء تحالف وثيق بين دولارات النفط الخليجية والتكنولوجيا الإسرائيلية، ومواجهة إيران وإجهاض كل طموحاتها النووية، بانتظار وصول القطار السعودي بقيادة محمد بن سلمان إلى محطة التطبيع، بعد أن يحل محل والده، والذي يُتردد في الصحف الغربية أنه يعارض الصلح مع إسرائيل قبل إعطاء الفلسطينيين دولتهم المنتظرة، فإن الطريق سيكون ممهداً أمام إسرائيل لكي تحقق كل أهدافها في الهيمنة على عالمنا العربي.

ويعتقد الكاتب “مصطفى عبد السلام” أن خطي “إيلات – عسقلان”، و”بقيق – إيلات”، هما الأخطر بالنسبة لمصر، لأنهما يهددان بشكل مباشر قناة السويس، ويُفقِدان مصر ليس فقط 6 مليارات دولار تحصدها سنوياً عن رسوم المرور، ولكنهما يُهددان مشروعات تنمية إقليم السويس واعادة تعمير سيناء ومئات الآلاف من فرص العمل، وموانئ مصر الواقعة على البحر الأحمر، والتي تساهم الإمارات في إدارة بعضها مثل ميناء السخنة الذي تديره موانئ دبي، أو الموانئ الأخرى الواقعة على البحر المتوسط سواء في السويس أو بورسعيد أو الاسكندرية أو دمياط.

وأضاف بأن خط “إيلات – عسقلان” وعمليات التطبيع الخليجية ستعمل على تحوّل مصير الخليج الاقتصادي المتمثل بالنفط ليكون واحدة ًمن أدوات الابتزاز الإسرائيلي على المستوى الاستراتيجي، بتمكنها من التحكم في نقل النفط وبيعه وفقاً لشروطها وتوجهاتها السياسية والأمنية والاقتصادية، وسيقضي على آمال مصر بتطوير إيراداتها، والحفاظ عليها عبر عائدات القناة، التي تشكل الناقل الرئيسي للنفط من الخليج عبر البحر الأحمر، مروراً بالقناة إلى البحر المتوسط، وصولاً لأوربا.

كما أن تطوير الإمارات موانئ إسرائيلية مهمة منافسة للموانئ المصرية مثل حيفا وأشدود وإيلات، وإنشاء 3 مناطق تجارة حرة بين الإمارات وتل أبيب، هذه المناطق الحرة والموانئ تهدد مثيلتها في مصر، خاصة أن الإمارات سمحت للشركات الصهيونية بإطلاق أنشطتها من مناطق التجارة الحرة في دبي وغيرها من موانئها دون الحاجة إلى وجود شريك محلي، ومنحتها الكثير من المزايا الضريبية واللوجستية والتنظيمية، وهنا ستنافس الشركات الإسرائيلية الشركات والموانئ المصرية على أسواق العالم.

مصر .. الخيارات مفتوحة:

كان من الممكن لمصر أن تقف عائقا أمام المشاريع الصهيونية المتغوِّلة في المشرق العربي بالمال الخليجي، لولا تخليها عن سيادتها على جزيرتي “تيران” و”صنافير” للسعودية، واللتان تتحكمان في مدخل خليج العقبة وميناءي العقبة في الأردن وإيلات في فلسطين المحتلة، وتقعان على امتدادٍ يتسم بأهمية استراتيجية، ويمثل طريق إسرائيل لدخول البحر الأحمر.

ومع ذلك لا يزال أمامها العديد من الخيارات المتاحة لرفض مسار التطبيع وتجنب السيناريوهات الكارثية لتفعيل خط “إيلات – عسقلان”، من أبرزها بحسب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الأردني “جواد الحمد”:

1 – تطوير وتفعيل علاقات أفضل مع غزة وحماس من جهة، والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، وتشجيعهما على الاتفاق والوحدة.

2 –  دعم موقف الفلسطينيين ضد صفقة القرن ومخطط الضم للقدس.

3 – توثيق التنسيق المصري والأردني والعراقي – وكذا إيران واليمن ممثلة بحكومة الإنقاذ باعتبارها دولا متضررة – لمواجهة هذا التحول الخطير.

4 – تطوير علاقاتها مع تركيا، لحل الأزمة الليبية.

5 – المساهمة في سرعة إنهاء الأزمة السورية بالتعاون مع تركيا وإيران وروسيا والعراق والأردن في وقت واحد.

6 – انشاء هيئة تنسيقية للطاقة والغاز مع كل من الأردن وفلسطين ولبنان وسورية وتركيا، بموازاة منظمة شرق المتوسط، حتى تملك حرية أكثر في اختياراتها، وحتى لا تظن إسرائيل أنها قادرة على تحجيم وإضعاف ومحاصرة دورها القيادي في المنطقة.

المراجع:

1 – إبراهيم نوار، القدس الفلسطينية، من يفوز بالجائزة قناة السويس أم خط إيلات – عسقلان؟، 25 نوفمبر 2020

2 – جوناثان ش. فيرزيغر، صفقة الإمارات تُعزّز خطّ أنابيب النفط الإسرائيلي الذي تمَّ بناؤه سراً مع إيران، موقع أسواق العرب، 12 سبتمبر 2020

3 – عدنان أبو عامر، تنشيط الإمارات لخط إيلات – عسقلان النفطي يحرم قناة السويس من بترول الخليج، عربي بوست، 8 أكتوبر 2020

4 – محمد عصمت، قبل أن يجرفنا الطوفان، بوابة الشروق، 21 سبتمبر 2020

5 – محمود سامي، بعد أن ابتلعت الإمارات اقتصاد مصر .. لماذا يهدد التطبيع مع إسرائيل قناة السويس؟، الجزيرة نت، 26 سبتمبر 2020

6 – مصطفى عبدالسلام، الإمارات تخنق الاقتصاد المصري، العربي الجديد، 4 أكتوبر 2020

7 – فازيت رابينا، المثلث الذهبي: احتمال أن تتحول إسرائيل دولة نفطية عظمى، صحيفة “مكور ريشون” الصهيونية، ترجمة عربي21، 4 أكتوبر 2020

8 – الجزيرة نت، تطبيع إماراتي إسرائيلي في مجال الطاقة.. هل يحطم حلم مصر في قناة السويس؟، 29 أكتوبر 2020

9 – إيماسك، كيف يشكل اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي خطراً على قناة السويس وميناء بيروت، 1 أكتوبر 2020

10 – موقع الشارع السياسي المصري، التطبيع الإماراتي .. مصر تقف على أعتاب تهديدات مصيرية، 15 أكتوبر 2020

11 – مجلة فورين بوليسي الأميركية، كيف يهدد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مكانة قناة السويس؟، ترجمة وتحرير الخليج الجديد، 8 سبتمبر 2020