آل سعود.. عجز مشبوه عن دفع رواتب المرتزقة
السياسية :
تزامناً مع استمرار الاشتباكات في المناطق المركزية في اليمن (المحور الغربي لمحافظة مارب)، شنت مجموعة من العناصر بقيادة التحالف السعودي (قوات الرئيس المخلوع والهارب منصور هادي والمرتزقة متعددي الجنسيات) عملية ضد قادتهم وضباط النظام السعودي.
وقال مصدر ميداني يتابع التطورات في شمال غرب اليمن عن كثب حول تفاصيل هذه العملية، أن المسلحين شنوا هجمات على قادة منصور هادي وقادة عسكريين سعوديين بسبب مشاكل مالية واسعة النطاق وعدم حصولهم على الرواتب.
وقال المصدر الميداني، إن رواتب العناصر المتمردين تأخرت عدة أشهر ولم يتم صرفها لهم حتى الان، مشيرا إلى أن المسلحين نفذوا هجمات في المناطق الحدودية شمال محافظة حجة مع محافظة جيزان الجنوبية للسعودية بعد تجاهل احتجاجاتهم المكررة.
وأضاف: “ان عناصر منصور هادي المتمردة والمرتزقة متعددي الجنسيات نظموا تظاهرات واسعة النطاق في قواعد التدريب والمناطق الحدودية في عدة مناسبات في الأشهر الأخيرة ، والتي تم قمعها من قبل السعوديين”.
وأوضح المصدر الميداني، أن سبب رفض النظام السعودي دفع رواتب عدة أشهر لم يتحدد بعد ، لكن صبر العناصر المتمردة في المناطق الحدودية وفي شمالي محافظة حجة قد نفذ، ولم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك وقاموا بعمل مسلح.
ووفقاً لهذا المصدر الميداني، ألقت قوات منصور هادي وعناصر مرتزقة متعددة الجنسيات القبض على ضابطين سعوديين خلال العملية التي نفذوها في المناطق الحدودية، اضافة الى يحيى صالح قائد المنطقة العسكرية الخامسة التابعة لمنصور هادي بمنطقة “حرض” الحدودية.
وأضاف المصدر الميداني: “انه بسبب الأوضاع الراهنة في شمال محافظة حجة والحدود المشتركة مع السعودية (جنوب محافظة جيزان) ، ازدادت احتمالية شن المتمردين لهجمات اخرى ضد الجيش السعودي والقادة رفيعي المستوى لمنصور هادي”.
ووفقاً للمعلومات الأخيرة، فإن النظام السعودي يرفض دفع رواتب عناصر المتمردين في محافظة حجة الشمالية لنحو 10 أشهر ، الأمر الذي أثار غضبهم واستيائهم وأدى إلى شنهم لهجمات على الجيش السعودي.
وفي السنوات الأخيرة، نفى كبار قادة منصور هادي مرارا وتكراراً وجود عناصر متمردة ومرتزقة متعددي الجنسيات في المناطق الحدودية السعودية وتجنيدهم من قبل السعوديين، لكن الهجمات الأخيرة التي قام بها هؤلاء أكدت ذلك.
كما انه في السنوات الخمس الاخيرة أي منذ بدء حرب الرياض على الشعب اليمني، لم يقف المقاتلون اليمنيون مكتوفي الأيدي ونفذوا عدة عمليات على الأراضي السعودية لتخفيف الضغط، ونجحوا في تحرير أجزاء من المناطق الجنوبية بمحافظات جيزان وعسير ونجران. وقد أدى ذلك إلى فرار عدد كبير من الجنود السعوديين من ساحات القتال هرباً من الموت والهجرة إلى دول أجنبية لإنقاذ أرواحهم ، وفي النهاية قررت الأسرة السعودية تعويض نقص القوات في مناطق الحدود الجنوبية بتجنيد مئات الأشخاص من عناصر منصور هادي المتمردة والآلاف من المرتزقة متعددي الجنسيات من الدول الأفريقية (الصومال ، السودان ، إلخ) لمنع المزيد من تقدم ونفوذ القوات اليمنية.
وفي الوقت الراهن، تحتل عناصر من المتمردين أجزاء من محافظة حجة الشمالية الغربية (على الحدود مع محافظة جيزان و البحر الأحمر)، بما في ذلك ميدي وحرض، ونظرا للأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة، فمن المرجح أن تزداد الهجمات على القوات السعودية في النطاق الذي يفيد المقاتلين اليمنيين.
ونظراً للخلافات والاشتباكات بين السعوديين والمسلحين المتمردين، فهذا الامر يتيح الفرصة امام المقاتلين اليمنيين للقيام بعمليات تطهير المناطق المحتلة شمال محافظة حجة واعادة الأمن لـ “صحراء ميدي، وميناء ميدي، ومثلث عاهم و الحصيميات وغيرها” من اجل فتح الطريق للربط بالبحر الأحمر، وكذلك للوصول إلى المناطق الجنوبية لمحافظة جيزان السعودية (الحثيرة، والعرجين، والغورة، والموسم ، إلخ) من هذا المحور.
هذا وتقع محافظة جيزان في جنوب غرب السعودية وتحدها من المحور الجنوبي محافظتي حجة وصعدة. حيث تمكن المقاتلون اليمنيون من السيطرة على أجزاء من المحافظة خلال السنوات القليلة الماضية ، وفشلت عمليات الجيش السعودي والمرتزقة لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة.
كما إن 10٪ من مساحة محافظة حجة شمال غرب اليمن محتلة من قبل مرتزقة سعوديين. ويحد هذه المحافظة من المحور الغربي البحر الأحمر، ومن الشمال محافظة جيزان السعودية، ومن المحور الجنوبي محافظتا الحديدة والمحويت.
* المصدر : الوقت التحليلي