ميدل ايست آي: الحصار والحرب على اليمن سيكونان سبباً في توجيه دعم الجالية اليمنية في أمريكا لجو بايدن
السياسية – رصد :
قال تقرير مطول نشره “موقع ميدل ايست آي” البريطاني، الخميس إن الحرب والحصار الذي فرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن، وبدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكونان السبب في توجيه دعم الجالية اليمنية في الولايات المتحدة لمنافسه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وذكر ناشطون في ولاية ميشيغان لـ”ميدل ايست آي” إن الجالية اليمنية الأمريكية تفضل إلى حد كبير المرشح الديمقراطي، جو بايدن على دونالد ترامب ، الذي فرض حظر سفر على الدولة الفقيرة.
ونقل الموقع البريطاني، تصريحات حول ذلك، بدأها مع أكرم الورد يمني مغترب يبلغ من العمر 36 عامًا كان قد دعم ترامب في 2016م، حيث قال:” بتشجيع من تصريحات الرئيس المحتمل التي توبخ الرياض في ذلك الوقت ، اعتقد أن نجم تلفزيون الواقع ورجل الأعمال من شأنه أن يجلب منظورًا خارجيًا للسياسة الخارجية للمساعدة في إنهاء الصراع في وطنه”.
وبعد أربع سنوات، يقول الورد، إنه يدعم الآن المرشح الديمقراطي جو بايدن على أمل إنهاء علاقة الحب التي لا جدال فيها بين واشنطن والرياض.
وأضاف الورد عن الديمقراطيين “لقد ساعدوا في إضفاء الشرعية على الحرب، لكننا نأمل أن يظل بايدن وفياً لكلمته وينهي الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، لأن هذا سيفيد كل اليمنيين بغض النظر عن الجانب الذي ينتمون إليه، الشعب اليمني من مصلحته إنهاء هذه الحرب”.
ويشير التقرير إلى أن السعودية – وحلفاءها الإماراتيين – تقاتل للرد على من تسميمهم المتمردين الحوثيين في بلد فقير، ويتهمونهم بأنهم موالين لإيران.
ويضيف ” ففي واشنطن كان منتقدو الرياض غاضبين من الوضع الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، وفي العام الماضي، أصدر الكونجرس قراراً بقيادة الديمقراطيين لوقف المساعدة الأمريكية للعمليات العسكرية السعودية في اليمن، لكن ترامب اعترض على الإجراء”.
ويلفت التقرير إلى أن المنافس بايدن خلال حملته الرئاسية لطالما انتقد السعودية متعهدًا بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة.
لكن باستثناء التعهد بإنهاء الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية ، فإن تفاصيل السياسة حول كيفية تعامل إدارة بايدن مع الصراع المعقد نادرة.
ومع ذلك، يرى الورد، إن الضغط الأمريكي لوقف حملة القصف التي تشنها الرياض سيكون خطوة حاسمة نحو السلام في الدولة التي مزقتها الحرب.
وقال علي المكلاني، أحد المغتربين والناشطين في ديربورن، هو الآخر:”ترامب حليف قوي للسعودية وعرقل إجراءات وقف بي الأسلحة إلى الرياض ودافع عن العائلة المالكة عقب مقتل خاشقجي”، مضيفًا “يريد اليمنيون الأمريكيون رئيسًا ونائبًا للرئيس يعالجان القضايا التي تواجه جميع الأمريكيين ، بما في ذلك فيروس كورونا”.
ويواصل المكلاني:”بالنسبة لليمنيين الذين تربطهم صلات بوطنهم ولديهم عائلات هناك ، فإن وقف الحرب في اليمن هو أيضًا أولوية قصوى”.
ويشير إلى أن “الكثير من الناس يشتكون مما يجري في البلاد، لكنهم لا يصوتون”، ويستدرك “إذا كنت مواطنًا أمريكيًا ولا تصوت، فلا يجب أن تنتقد السياسيين ؛ يجب أن تنتقد نفسك”.
المهاجرون الجدد
يتركز المجتمع اليمني في جنوب شرق ميشيغان في ديترويت والمدن المجاورة ، بما في ذلك ديربورن وهامترامك.
ومع تدفق المهاجرين الجدد عقب بدء الحرب الذي تزامن مع ظهور جيل جديد من القادة ورجال الأعمال ، يتزايد الوجود اليمني الأمريكي في المنطقة في مجالات الأعمال والسياسة والنشاط.
وقال رشيد النزيلي، وهو ناشر لصحيفة “يمني أمريكان نيوز” الشهرية المحلية، إن “حظر السفر الذي فرضه ترامب، والذي استهدف اليمن من بين دول أخرى ذات أغلبية مسلمة ، حاصر المجتمع “.
وتابع “لقد أضر ترامب بسمعة المسلمين عمومًا واليمنيين على وجه الخصوص، وألقى بظلال من الشك على مجتمعنا”.
ودعا النزيلي، بايدن إلى “تعيين امرأة ترتدي الحجاب لإدارته للتراجع عن بعض الأذى الذي تسبب فيه ترامب، ولإظهار أن المسلمين جزء من نسيج المجتمع الأمريكي”.
تحديات المشاركة السياسية
أوضح تقرير “ميدل ايس آي” أنه على الرغم من هذه التحديات ، يخوض العديد من النشطاء اليمنيين الأمريكيين الانتخابات المحلية في جميع أنحاء المنطقة.
وفي أغسطس /آب ، فاز إبراهيم عياش، وهو منظم مجتمعي، بسباق تمهيدي حاشد للديمقراطيين للحصول على مقعد بمقر الولاية في هامترامك، المدينة الأمريكية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة.
وعلى الرغم من أنه يرشح نفسه في منطقة ديمقراطية آمنة، إلا أن حملة عياش لا تزال تتواصل مع الناخبين لزيادة الإقبال وإشراك المجتمع في الانتخابات.
وكان عياش خلال حملته، أكد بأن لديهم مسؤولية لخدمة المجتمع مثل أي ديموغرافية، في أي مجتمع، وأنهم يحتاجون إلى تمثيل، ليكون لديهم صوت يجلب التجربة الحية للأمريكيين اليمنيين، والتي تجلب الإدماج ومنظور متنوع في عملية سياسية”.
وأقر عياش بأن حظر المسلمين والحرب في اليمن من القضايا المهمة بالنسبة للناخبين اليمنيين؛ إلا أن المجتمع لديه قضايا داخلية أخرى يشاركها مع جميع الأمريكيين.
إبراهيم عياش أكد بأن المجتمع اليمني دعم بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية، حيث فاز السناتور بأكثر من 90 في المائة من الأصوات في الدوائر ذات الغالبية اليمنية في ديربورن.
لافتا إلى أنه:” إذا قام أحد السياسيين بإشراك مجتمعنا عن قصد، وأخذنا إلى طاولة المفاوضات وتحدث عن قضايانا، فمن الواضح أننا سنكون متحمسين لدعم هذا المرشح حقًا”.
وسرد إبراهيم” ما قام به ساندرز الذي كان من أوائل أعضاء مجلس الشيوخ الذين تحدثوا علنًا عن الحرب في اليمن، وكان يشارك بنشاط مع مجتمعنا، ولهذا أدعو الجميع للخروج بقوة والوقوف إلى جانب بايدن”.
إحساس بالفخر
معالي لقمان، معلمة تبلغ من العمر 36 عامًا، تترشح لشغل مقعد في مجلس إدارة المدرسة في ديربورن، قالت للموقع البريطاني، إن “اليمنيين الأمريكيين في ديربورن متحمسين، لوجود مرشحين مؤهلين من مجتمعهم على بطاقة الاقتراع”.
وتضيف لقمان:” هناك شعور كبير بالفخر، وأعتقد أن هذا يأتي من حقيقة أنه لفترة طويلة تم تهميشنا”.
وتؤكد لقمان أن “اليمنيون معروفون بتجذرهم في عقيدتهم. وبشكل عام ، يشجع ذلك التعليم والتنمية الشخصية والروحية، لذلك حظر الذي قام به ترامب على المسلمين والحرب على اليمن مسألتان سياسيتان ستؤثران على تصويت الأمريكيين اليمنيين في السباق الرئاسي”.
وتختم لقمان قائلة:”علينا – سواء أحببنا ذلك أم لا – أن نكون أصوات الناس في الوطن ، الذين ليس لديهم صوت ، ومحاولة مساعدتهم من خلال التأكد من أننا لا ندعم السياسات التي تسمح للقنابل بأن تسقط عليهم “.
جدير بالذكر، أن جنوب شرق ميشيغان هي موطن لمجتمع يمني كبير يتزايد حجمه وتأثيره على مدار السنوات الأخيرة.
* المصدر : وكالة (ديبريفر)
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع