السياسية – رصد:

زهير أندراوس:

صادق الكنيست الإسرائيليّ، مساء أمس الخميس، على اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات بأغلبيةٍ كبيرةٍ، حيث صوت 80 نائبًا لصالح الاتفاقية وعارضها 13 نائبًا من أعضاء الكنيست العرب، المنضوين في (القائمة المشتركة).

يُشار إلى أنّ التصويت في الكنيست تمّ بعد عدة أيام على الاتصال الذي أجراه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي من المتوقع أنْ يزور دولة الاحتلال قريبًا، وبعد أنْ صادقت الحكومة على اتفاق التطبيع.

المشهد كان مُشابِهًا، أوْ بالأحرى مُستنسخًا، لما جرى في نفس المكان لدى إقرار الكنيست اتفاق السلام مع مصر، جميع النوّاب من الأحزاب الصهيونيّة، بما في ذلك أشّد المُعارضين لنتنياهو، والذي يُطالِبون بعزله بسبب فساده وفشله في كافة المجالات، انضّموا لمهرجان التطبيع مع دولةٍ عربيّةٍ – خليجيّةٍ، الإمارات العربيّة المُتحدّة، لم تكُن منذ إقامتها عام 1971 في حالة عداءٍ مع تل أبيب، ولم تُشارِك في أيّ مجهودٍ عسكريٍّ – حربيٍّ ضدّها، وأعربوا عن تأييدهم المُطلق لهذا الـ”إنجاز التاريخيّ”، ذلك أنّه من ناحيتهم سجلّت الحركة الصهيونيّة، وصنيعتها إسرائيل، خطوةً أخرى ومُهّمة على طريق تحقيق المطامِع التي لا تقتصر على فلسطين التاريخيّة، بل تتعدّى ذلك بكثيرٍ لتصل إلى الوطن العربيّ برمّته.

ويُشار إلى أنّ التصويت على الاتفاق في الكنيست جرى بعد عدّة أيّامٍ على الاتصال الذي أجراه نتنياهو مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والذي من المتوقع أنْ يزور إسرائيل قريبًا، وبعد أنْ صادقت الحكومة على اتفاق التطبيع.

نتنياهو، اعتلى المنصّة، وكان لدى إلقاء كلمته يتمايل كالطاووس، وبعنجهيةٍ إسرائيليّةٍ وغطرسةٍ وعربدةٍ، قال إنّه لا سلام مع لبنان في ظلّ سيطرة حزب الله، وتناول أهمية الاتفاق، فرفض وصفه باتفاق سلامٍ، لأنّ دول الخليج لم تكن عدوًا لإسرائيل، كما قال، مضيفًا: هذا يوم لا يتكرّر في إسرائيل، يومٌ يتمّ فيه إحضار اتفاق سلامٍ مع دولةٍ عربيّةٍ للمصادقة عليه في الكنيست، وهذا الاتفاق لا يتضمّن ملاحق سريّةٍ أوْ مخفيّةٍ.

وتابع “يقولون السلام يُصنع مع العدو، كلّا، السلام يُصنع مع مَنْ لم يعد عدوًا ويريد صنع سلامٍ ولا يرغب بتدميرك. مثال على ذلك طالما أنّ حزب الله يسيطر على لبنان لا يمكن صنع سلام مع هذه الدولة، حسب تعبيره، لكن بدأنا الأربعاء محادثات على الحدود البحرية، الأمر له مدلولات اقتصادية كبيرة، وأنا أدعو الحكومة اللبنانية لمواصلة وإنهاء هذه المحادثات لترسيم الحدود البحرية، مُضيفًا: يُحتمل أنْ يشير هذا الأمر إلى الصدع الأول لليوم الذي سيأتي لتحقيق سلام حقيقي، وفق ادّعائه.

رئيس الوزراء المناوب ووزير الأمن بيني غانتس قال: أود أنْ أهنئك، رئيس الوزراء نتنياهو، على اختيارك السير على الطريق الصحيح. لقد اخترت طريق السلام، وقد أدركت حدود المستحيل، وقمت بخطوةٍ من شأنها التأثير على الواقع والاتجاهات الإيجابية في الشرق الأوسط. سيُسجّل التغيير في التصور الذي تقوده الإدارة الأمريكيّة في كتب تاريخ الشرق الأوسط والعالم، كما قال.

من ناحيته، رحب رئيس حزب (يمينا) اليمينيّ- الدّيني المُتطرّف، نفتالي بنيت، بالاتفاق وأوضح: كلّ الاحترام للرئيس الوزراء نتنياهو على هذا الإنجاز التاريخيّ. شعب إسرائيل يشكرك، وجزم في كلمته أنّ السيادة على أرض إسرائيل (فلسطين التاريخيّة) هي للأجيال. المعاهدة على أهميتها هي على الورق، وفقًا لتعبيره.

وزيرة المواصلات، ميري ريغيف قالت إنّه اتفاق دون تنازلات، ودون تسليم أراضي، وآمل في المستقبل أنْ نتمكّن من قيادة رؤية نتنياهو لقطار السلام من الخليج الفارسيّ (!) عبر السعودية والأردن وهذه ثورة حقيقية، كما وصفتها.

وكما كان مُتوقعًا صوّت النوّاب العرب من القائمة المُشتركة ضدّ الاتفاق، وجاء في بيانٍ أصدرته القائمة المُشتركة: نؤكِّد على حقّ الجمهور العربيّ في إسرائيل تطوير علاقاته مع العالم العربيّ، لكنّنا نُعارِض صفقة القرن التابعة للرئيس ترامب، والمذكورة في مقدمة الاتفاقية المعروضة على الكنيست، وأضاف البيان: هذه الصفقة جزء من خطة واضحة للقضاء على حقوق الشعب الفلسطينيّ، التي تُرسِّخ الاحتلال وتتضمن الترانسفير فعليًا، ومع ذلك أوضحت: نؤيّد سلامًا عادلاً وحقيقيًا وشاملاً، كما ورد في مبادرة السلام العربيّة، التي تقوم على أساس السلام والتطبيع مقابل إنهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية وليس العكس، طبقًا للبيان.

يُشار إلى أنّه بعد اعتراض أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة على خطاب نتنياهو أوضح وقال: لم أقل إنّ العالم العربيّ والإسلاميّ كلّه يدعم الاتفاق، إيران تُعارِض بشدّةٍ، وكذلك حماس وحزب الله والسلطة الفلسطينية، وها هم أعضاء الكنيست العرب هنا يُعارِضون، كما قال.

* المصدر : رأي اليوم

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع