السياسية :

كتب ريحان عودين مقالة في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تناول فيها حذف قناة “أم بي سي” MBC السعودية مسلسل “التغريبة الفلسطينية” من موقعها “شاهد نت”.

وقال إن قناة “أم بي سي” التلفزيونية الممولة سعودياً أزالت مؤقتاً دراما تاريخية شهيرة عن فلسطين من خدمة البث المباشر، في خطوة وصفت بأنها “تلهث نحو التطبيع” مع “إسرائيل”. فقد لاحظ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، الإثنين، إزالة مسلسل “التغربة الفلسطينية” من Shahid.net، وهي خدمة بث فيديو عند الطلب لشبكة MBC Group الإعلامية الممولة من السعودية والإمارات.

وتم تصوير الدراما المكونة من 31 حلقة، والتي تم بثها طوال شهر رمضان المبارك عام 2004، بالكامل في سوريا وأنتجتها الشركة السورية الدولية للإنتاج الفني.

يتابع المسلسل قصة عائلة فلسطينية واحدة ونضالها من أجل البقاء على مدى أربعة عقود، بدءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين في ثلاثينيات القرن العشرين. ثم يمضي المسلسل لتصوير “الثورة العربية 1936-1939” ضد البريطانيين؛ ونكبة فلسطين في عام 1948 عندما تم تهجير أكثر من 700000 فلسطيني قسرياً وقتل 15000 خلال إنشاء “دولة إسرائيل”؛ وحرب 1967 التي أدت إلى احتلال “إسرائيل” لكل فلسطين التاريخية.

يعتبر “التغريبة الفلسطينية” من أشهر الأعمال الدرامية باللغة العربية حول القضية الفلسطينية والتي نالت استحساناً كبيراً. وقد حصل المسلسل على العديد من الجوائز في مهرجان القاهرة السينمائي العربي عام 2005، بما في ذلك أفضل كاتب سيناريو للمخرج الفلسطيني الأردني وليد سيف، وجوائز أفضل ممثل وممثلة للنجم السوري جمال سليمان والأردنية جولييت عواد.

“هل كلمة فلسطين تخيفك؟”
وكانت جولييت عواد من بين الغاضبين من قرار قناة MBC بحذف البرنامج. وقالت في فيديو: “سؤالي لموقع Shahid.net هو: لماذا حذفتم التغريبة؟ هل كلمة فلسطين أم الحقيقة تخيفكم؟”. وأضافت: “الشعب الأردني مع القضية الفلسطينية، وإذا لم يبقَ أحد يدافع عن فلسطين، فإننا نقول إن فلسطين حق ودولة عربية من النهر إلى البحر، ونحن مع المقاومة حتى نعود إلى فلسطين”.

وندد رامي عبدو، أستاذ القانون والمدافع عن حقوق الإنسان المولود في قطاع غزة، بحذف البرنامج ووصفه بأنه “مرحلة جديدة” في عملية تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” ودول الخليج العربية مع “شيطنة الفلسطينيين وقضيتهم” في هذه العملية.

وقال مستخدم فلسطيني آخر على موقع تويتر إن هذا أحدث مثال على “قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع … تمهد الطريق للتطبيع مع العدو الصهيوني وانقلاب كامل على القضية الفلسطينية”.

وجاء الحادث وسط سلسلة من عمليات المحو الأخيرة للقضايا الفلسطينية من البرامج التلفزيونية العربية، في أعقاب الاتفاقات الأخيرة الموقعة بين “إسرائيل” وكل من الإمارات والبحرين، حيث يُعتقد أن المملكة العربية السعودية ستحذو حذوهما على الأرجح.

وقامت قناة “دي إم سي” التلفزيونية المصرية، الأحد الماضي، بحذف مقطع من مقابلة غنى فيها الممثل أحمد السقا عن فلسطين، عندما سُئل عن أغنيته المفضلة. وقوبل هذا الحذف بغضب واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، قامت قناة “سكاي نيوز عربية” المملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة بتحرير ملصق على حائط أحد الأشخاص الذين تمت مقابلته كتب عليه “قم بزيارة فلسطين” لجعله “قم بزيارة لبنان”. واتهمت “دار النمر للفنون والثقافة”، التي تتخذ من بيروت مقراً لها، “سكاي نيوز” بافتقارها إلى “الأخلاق الأساسية للصحافة المهنية”.

وأثارت الخطوة الأخيرة من قبل MBC حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، بتنسيق من حساب فلسطيني ساخر، اسمه “مش هيك”، لإغراق Shahid.net بالتعليقات والتقييمات السلبية على صفحتها على Facebook وتطبيقاتها على Google Play وApple Store.

ورداً على تعليق ينتقد موقع البث، كتب حساب قناة “شاهد نت” على فيسبوك: “يرجى ملاحظة أن مسلسل “التغريبة الفلسطينية” قد انتهى على منصتنا، ولأننا نحترم التزاماتنا التعاقدية، فقد تم استبعاد المسلسل تلقائياً وإلكترونياً”. وقالت إنه تقديراً لتعليقات واهتمامات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، “طلبت تمديد فترة بث المسلسل من شركة الإنتاج”.

ويأتي انتقاد قناة MBC بعد أشهر من توتر العلاقات بين السعودية والفلسطينيين، حيث دفعت علاقات الرياض غير الرسمية مع “إسرائيل” خلال السنوات الأخيرة العديد من الفلسطينيين إلى الاعتقاد بأنها ستنضم كذلك إلى دول الخليج الشقيقة في توقيع اتفاقيات رسمية مع تل أبيب.

وفي وقت سابق من هذا العام، أثار رسم كاريكاتوري لرسام فلسطيني، الذي يُنظر إليه على أنه يسخر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جدلاً شديداً على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان السعوديون يدعمون النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. والشهر الماضي، في أعقاب التطبيع الرسمي للعلاقات الدبلوماسية بين الإمارات و”إسرائيل”، فسّر البعض خطبة الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة، على أنها تمهيد للسعودية كي تحذو حذوها.

لا تقيم الرياض علاقات دبلوماسية رسمية مع “إسرائيل”، وقد قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في أيلول / سبتمبر الماضي إن موقف حكومته الداعم لإقامة دولة فلسطينية تكون القدس الشرقية مقراً لها لم يتغير. ومع ذلك، فإن قرار السعودية الأخير بالسماح لأول رحلة جوية بين “إسرائيل” والإمارات بعبور مجالها الجوي أشاد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه “اختراق هائل”.

وأثار الأمير السعودي بندر بن سلطان بن عبد العزيز غضبا الأسبوع الماضي بعد أن شن هجوماً لاذعاً على القيادة الفلسطينية خلال مقابلة تلفزيونية. فقد أدلى رئيس المخابرات والسفير السابق لدى الولايات المتحدة بهذه التصريحات على قناة “العربية” السعودية، وهي أيضاً جزء من شبكة MBC.

وقال الناشط السعودي تركي شلبوب: “شهيد.نت حذف مسلسل “التغريبة الفلسطينية” بعد أقل من أسبوع على هجوم بندر بن سلطان على القضية الفلسطينية. تعمل أدوات إسرائيل في المنطقة بسرعة ملحوظة كل يوم لإزالة الحقائق حول فلسطين من أذهان الجمهور. هذا هو اللهاث نحو التطبيع”.

* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع