“جيروزاليم بوست”: التطبيع مع السعودية لن يتمّ قريباً ولن يأتي بدون أخطاء
صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقول إن "التطبيع مع السعودية لن يأتي بين عشية وضحاها ولن يأتي بدون أخطاء. لكن الإيماءات والغمزات تجاه "الدولة اليهودية" توفر سببًا للاعتقاد بأن المسرح السعودي مهيأ للتغيير التكتوني". وفيما يلي نص المقال المترجم.
فيليس فريدسون*
كان مراسل “عرب نيوز” المقيم في نيويورك، إفريم قصيفي، يشرح الدافع وراء المسلسل الدرامي عن الأقليات في صحيفة “البوابة” السعودية. ومن خلال تطبيق تجربته في لبنان على المعادلة، أوضح قصيفي: “كان اليهود دائماً جزءاً من مجتمعنا لكننا لم نعرفهم”.
اللافت اليوم هو مقال في الصفحة الأولى عن طعام الكوشر (الشرعي وفق الشريعة اليهودية)، في منفذ اللغة الإنكليزية السعودية، وهو قسم مخصص للأقليات في الشرق الأوسط، ما كان من الممكن تصور إدراج اليهود والمصالح اليهودية فيه قبل بضع سنوات قصيرة.
إن التحول نحو الاعتراف باليهود – ناهيك عن الإسرائيليين – يتحدث بصوت عالٍ عن التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وكذلك التحولات الداخلية داخل الدول الفردية. وأوضح: “أخبرتني والدتي عن الخياط والتجار اليهود في لبنان الذين اعتبروا صادقين”.
شعر قصيفي أنه من المهم الخوض في الخلفية التاريخية لمجتمعات الأقليات، فـ”اليهود في لبنان، بخلاف العراق أو مصر، لم يشعروا بالكراهية. لقد عاشوا حياة جميلة في بيروت لسنوات عديدة”.
لم يبدأ احتضان المملكة العربية السعودية للغرب والاعتراف العلني الأخير باليهود في الشرق الأوسط بين عشية وضحاها. كان هناك العديد من الاتصالات بين المسؤولين السعوديين والأميركيين والشركات التي فتحت قنوات بين الناس تشمل التواصل مع اليهود في المنطقة وخارجها.
هذا المسار الدقيق هو طريق في طور التكوين على الرغم من الوتيرة السريعة التي تتكشف بها الأحداث. إن نجاح مؤسسة America Abroad Media، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، في دعم الأصوات المحلية في الشرق الأوسط وفتح الأفكار الغربية هو مثال على هذه العلاقات التكوينية.
ومع ذلك، وسط كثرة التكهنات حول أي دولة خليجية ستكون التالية لتوقيع اتفاقية مع إسرائيل، قلة تشير إلى أنها ستكون المملكة العربية السعودية.
كان الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يجهزان البلاد لرؤية 2030، وهي خطة رئيسية لاقتصاد ما بعد النفط في المملكة العربية السعودية حيث يلتقي الشرق بالغرب والشرق بالشرق.
هذا ونشرت صحيفة “الجزيرة” الناطقة بالعربية في السعودية، مقال رأي لمحمد آل الشيخ مؤيد لاتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، معتبراً أن الاتفاقية “تخدم مصالحنا فقط”.
يؤكد آل الشيخ أيضاً بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل لم تعد عدو الخليج بينما تمثل إيران وتركيا الخطر الأكبر على المنطقة. ومضى يقول إن دول الخليج بحاجة إلى التنويع إلى ما بعد النفط وأن إسرائيل شريك تعاوني كبير سيساعد في تحديث بلدانها.
بدأت التغييرات الإيجابية التي تظهر الآن في المملكة العربية السعودية تتشكل تدريجياً على مدى سنوات، حيث تتنقل المملكة بعناية بين الحواجز القبلية والمجتمعية القديمة.
تكتسب المرأة المزيد من الحقوق الفردية. يتجلى ذلك في تعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود كأول امرأة تشغل منصب سفيرة السعودية في الولايات المتحدة، وتوجد نساء يستعدّن للمنافسة في بطولة السيدات الأوروبية للغولف – حيث يرتدي المتسابقون قمصاناً بأكمام وسراويل قصيرة.
وأعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً عن إدراج إلزامي لتدريس اللغة الإنكليزية من الصف الأول إلى أعلى، والذي سيوفر، بمرور الوقت، لمجتمع الأعمال فيها مغيراً لقواعد اللعبة حيث ينتقل من اعتماد المملكة على النفط إلى المبادرات الاقتصادية الجديدة.
يتطلب التطبيع العديد من الخطوات، والتعرف ليس فقط على بالونات الاختبار، بل وأيضاً التغييرات العامة الملموسة، أمر حيوي لإعادة تصنيف المملكة.
التطبيع لن يأتي بين عشية وضحاها ولن يأتي بدون أخطاء. لكن الإيماءات والغمزات تجاه الدولة اليهودية توفر سبباً للاعتقاد بأن المسرح مهيأ للتغيير التكتوني (تغيير في البنية يـُحدث زلزالاً).
* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع