أحمد عبدالله الرازحي*

بعد تغييب لسنوات وأهمال مُتعمد لملف الأسرى من قبل الإدارة الأمريكية وهوات العرقلة النظامين السعودي والاماراتي،اليوم يشهد هذا الملف الإنسانيّ دفعه إلى الامام ونقلة نوعية في هذا الملف الحساس حيث قضت إتفاقية جديدة في جنيف أعلنها انصار الله الحوثيين وبحضور وفد سعودي مفاوض عن الأسرى السعوديين، وطرف الحكومة اليمنية القابعة في الرياض وأعلن جميع الأطراف عن صفقة ستنفذ في ال15 من اكتوبر الجاري عملية تبادل أكثر من الف اسير من جميع الأطراف.

وتضمن الاتفاق الإفراج عن 681 أسير من أسرى انصار الله الحوثيين و 400 من أسرى الحكومة اليمنية التابعة والمدعومة من الرياض منهم 15 ضابط وطيار سعودي كانوا بقبضة الحوثيين وأيضاً 4 ضباط سودانيين،ظهر تعاطي الحوثيين بجدية وأهتمام في هذا الملف فقد بادروا سابقاً لمندوب الأمم المتحدة لدى اليمن مارتن غريفث مبادرة أحادية الجانب اطلقها الحوثيين وأفرجوا فيها عن 350 أسير بينهم 3 سعوديين، وقدم الحوثيين أيضاً مبادرات وخطط تنفيذية كثيرة منها مبادرة تقضي بتبادل جميع الأسرى المتواجدين لدى الحوثيين سواء سعوديين واماراتيين ويمنيين يتبعون الحكومة المدعومة من تحالف العدوان على اليمن، مقابل إطلاق كافة الأسرى الحوثيين المتواجدين لدى السعودية والإمارات وكذا المتواجدين في سجون الإمارات السرية في جنوب البلاد ومأرب ،لكن التحالف السعودي الأمريكي تعاطى مع هذه المبادرات بتخوف ينظر لها من الزاوية الضيقة وقوبلت بالرفض وكان يعتقد قادة التحالف انها لعبه أو خداع يصورها الحوثي بالمبادرة وإنما هي في الأصل أتت من،،ضعف الحوثيين فهم يبحثون عن أخراج اسراهم لتغطية الجبهات المستعره،،في حين كان الحوثيين يتقدمون في مواقع حدودية ويتوغلون داخل العمق السعودي وكذا تناسى التحالف ان أغلب القبائل اليمنية مساندة وداعمه للحوثيين بقوافل دعم واسناد مدججه بعتاد وعديد من المسلحين لرفد الجبهات وتعزيز صمود الحوثيين، ونعرف جيداً ان المعيار والمقياس السعودي الخاطئ الذي أنتهجته الرياض كقيادة للتحالف هو الذي غيب هذا الملف الإنسانيّ الحرج لسنوات مضت والآلام تستمر وتتضاعف بالنسبة للأسرى خلف القضبان وأهاليهم ينتظرون عودتهم دون جدوى،فحدوث هذا الإتفاق الإنسانيّ أعطى اليمنيين النور وبصيص أمل طال أنتظاره،ومثل أنفراجه لابأس بها، ولاشك أن من شأن تنفيذ هذا الإتفاق سيساعد على بناء الثقة بين السعودية والحكومة هادي من جهة وبين أنصار الله الحوثيين من جهة أخرى للعمل على القضايا الكبرى كوقف شامل للحرب للعدوان على اليمن وهذا مما سيساهم في رفع المعاناة عن اليمن ورفع الحصار وكذا الحفاظ على أمن الخليج والمنطقة برُمتها..

ماهي الدوافع التي جعلت السعودية ترسل وفداً للتفاوض مع الحوثيين؟؟ولماذا بعد هذه الفترة من التعطيل لملف الأسرى؟!هل بات نهاية العدوان على اليمن وفك الحصار وإيقاف الحرب قريباً

أعلنت الحرب على اليمن من واشنطن وعلى يد السفير السعودي حينها في واشنطن قبل ست سنوات وكان الهدف الذي لم يُعلن عنه هو محو الحوثيين من الخارطة اليمنية واستعادة العاصمة صنعاء من يد انصار الله الحوثيين وتحرير شمال اليمن من أهله الحوثيين،! سنوات وقصف التحالف السعودي الأمريكي في أشده وفي الزخم اللامنقطع صمد انصار الله الحوثيين بعتادهم الخفيف والمتوسط الغير مقارن بما تمتلكه السعودية وحلفها، أزداد اصرار التحالف السعودي على القضى على الحوثيين في الأشهر الأولى ولم يعُد للسلام أي مكان في الخارطة والمكان بات لقصف طائرات التحالف السعودي على اليمن ودفاع الحوثيين عن الحدود اليمنية ومحاولة إظهار القوة بدت واضحة المعالم على وجوه الحوثيين بيد ان التحالف السعودي قتل الآلاف من المواطنين الأبرياء ولم يترك لهم الفرصة للتفكير في الجنوح للسلام والمفاوضات فبات واجبا كما يقولون دفاع عن النفس وحفظ إنسانيتهم وتاريخهم العريق بالنضال والكفاح على مدى الزمن،

فطال أمد العدوان والحصار على اليمن،وأنتقل الحوثيين من جغرافيا ليست بالسهلة إلى دائرة جغرافية أكبر وإلى مناطق يمنية واسعة وبترحيب وحاضنة اجتماعية غير متوقعه، كما ذكرنا سابقاً أي حديث عن السلام او صفقات لتبادل الأسرى اصبح غير معتاد عليه ومستبعد لأستمرار العدوان والحصار والدفاع والاستبسال الذي أبداه الحوثيين عن اليمن وشعبه، أخترق الحوثيين قلوب من لم يصل إليهم بسمعته المناهضة للمشروع السعودي في اليمن وبمطالبته بإستقلال القرار اليمني الذي كان قبل وصول الحوثيين إلى صنعاء بيد السفير الأمريكي في صنعاء وينوبه سفير الرياض لدى اليمن، أستغل الحوثيين الفرص وغيرو التكتيك العسكري للجناح الحوثي صنعوا طوروا السلاح الصاروخي ليصل إلى الرياض اتقنوا صناعة الطائرات المُسيرة ليصل مداها إلى مطار أبوظبي هكذا أصبح الحوثيين يمتلكون عوامل قوة تفرضهم على أرض الواقع، حينها لم يعُد الحوثيين للدفاع فحسب أنتقلوا إلى مرحلة الهجوم سواء في المواقع السعودية في جيزان ونجران وعسير أو في الجبهات الداخلية، توحدت القيادات العسكرية للحوثيين وكل قيادة تحدد كتيبة منها للمشاركة في عملية عسكرية واسعة كما حصل في الحدود اليمنية السعودية في عملية نصر من الله حيث أسر الحوثيين الآلاف من المرتزقة بينهم ضباط سعوديين وسيطروا على مساحة
500كم مربع وأكد الحوثيين أسر أكثر من 2000 أسير وأغتنام أليات ومدرعات كثيرة، عملية حملت حقائق مذهلة والتي لها بعدها الجيواستراتيجي المهم في ميزان القوى وعملية واسعة جعلتها ربما الأولى والاكبر في العمليات العسكرية ذات الطبيعة الاستدراجية،

وبعد هذه العملية الشهيرة عملية،، فأمكن منهم،، التي سيطر الحوثيين فيها على محافظة الجوف الحدودية وبما نسبته 95% وبمساحة 3500 كم مربع عمليات كثيرة لسنا في وارد سردها، فكل هذه العمليات العسكرية والتطور الحوثي المذهل جعله محط أنظار العالم برمته وحسب له التحالف السعودي ألف حساب وغير قليل من سياساته ولكن لم يوقف الحرب قللت السعودية الغارات على اليمن خشية رد الحوثيين في شركة النفط والاهداف الحساسة في الرياض كما حصل في 23 يونيو العام الجاري عن اعلان الحوثيين ضرب أهداف حساسة في السعودية منها وزارة الدفاع، وكذلك ضربة بقيق وخريص التي اوقفت تصدير اكثر من ثلاثة مليون برميل نفط حدثت في سبتمبر العام المنصرم،

فالتغيير الحاصل اليوم في ملف الأسرى لم يأتي عبثاً، وأن ترسل السعودية وفداً للتفاوض مع الحوثيين بشأن الأسرى في سابقه هي الأولى منذ 5 سنوات من الحرب فلها دلالات واستنتاجات نذكرها بشكل مختصر:

*ان النظام السعودي تضرر من الحرب مع الحوثيين وأدرك بما لايدع مجال للتكهن أن تغيير الطبيعة المذهبية في اليمن أو سحق الحوثيين الذين يمثلون أكثر من نسبة35% من الشعب اليمني مستحيل ولن يتحقق!!.

*علمت السعودية أنها المستهدف الأول من انصار الله الحوثيين خصوصاً تخوفها بعد امتلاكهم صواريخ باليستية بعيدة المدى وطائرات مُسيرة أشبه بالانتحارية وذات المفعول القوي فلماذا نواصل وخصمنا يتقدم في الجغرافيا اليمنية ويصنع ماكان يفتقر إليه من إمكانات عسكرية قبل العدوان والحرب..!

*إذا كان الحوثيين اليوم ينفذون عمليات عسكرية يسيطروا فيها على محافظات يمنية واسعة في أيام تُعد بالاصبع وبطبيعة قتالية صعبة يواجه الحوثيين فيها جميع المرتزقة اليمنيين والسودانيين والسعوديين وينتصر الحوثيين فكيف سيكون الحال إذا حان دور المدن السعودية؟!!

بعد إنتهاء المرتزقة وأضمحلالهم في رمال اليمن من سيواجه طوفان الحوثيين داخل المدن والقرى السعودية.!!
*أرسال السعودية وفد للتفاوض مع الحوثيين مؤشر وبارق أمل، ومبادرة في تنفيذها وانجاحها سيبنى على ذلك خطوات اكبر ومبادرات شاملة تقضي بتوقيف العدوان وفك الحصار وإيقاف الحوثيين استهداف السعودية..!

وهذا ما نتمناه ان يعُم الأمن والأمان المنطقة العربية والاسلامية وتعيش الشعوب حرة مستقلة القرار والسيادة..
وكلها تضل تكهنات سياسية لايؤكد صحتها الا تنفيذ الإتفاق وهو ماسنعرف بالفعل ما سيحصل في الايام القليلة القادمة بالتحديد في تاريخ 15 أكتوبر هل سينفذ الإتفاق ام ماهو البديل.؟!

* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن راي الموقع