السياسية :

البيت الذي بناه جورج واشنطن نهاية القرن الـ 18، وسكنه من بعده معظم الرؤساء الأميركيين، لم يكن دائماً هادئاً ومستقراً، ولا كان الرؤساء فيه خارج لعبة الحياة أو الموت.

شهد البيت الأبيض حوادث مفجعة عدة، بينها إحراقه على يد الجنود البريطانيين عام 1814، ومات تحت سقفه مسؤولون كبار بل حتى رؤساء للبلاد.

قد يكون اغتيال الرئيس الـ 35 للولايات المتحدة جون ف.كينيدي (1961-1963)، عام 1963، هو الأكثر مثولاً أثناء الحديث عن أي عملية اغتيال سياسي، نظراً لطريقة اغتياله الذي جرى على مرأى المئات وأمام عدسات آلات التصوير التي خلّدت عملية جندي مشاة البحرية الأميركية السابق لي هارفي أوزوالد الذي أودت رصاصاته الثلاث بحياة كينيدي.

لكن ليس مقتل كينيدي وحده ما جعل منصب الرئاسة شاغراً، وأصاب الأميركيين بالذعر والخوف على مستقبل البلاد، فتاريخ الرؤساء الأميركيين يسجّل مقتل 3 منهم قبل كينيدي: أبراهام لينكولن الذي قتل بسبب موقفه المناهض لسياسات العبودية، وجيمس أبرام غارفيلد الذي قتل على يد رجل غريب الأطوار، وويليام ماكينلي الذي اغتيل على يد رجل أناركي.

وعلاوةً على هؤلاء الرؤساء، تعرّض 6 آخرين لمحاولات اغتيال، لكنهم ولحسن حظهم نجوا، وهم: أندرو جاكسون، ثيودور روزفلت، فرانكلين روزفلت، هاري ترومان، جيرالد فورد، ورونالد ريغان.

لكن ليست الاغتيالات وحدها التي قضت على رؤساء البيت الأبيض؛ فـ 3 من الرؤساء الـ 45، ماتوا في مكاتبهم: الرئيس الـ 9 لأميركا ويليام هنري هاريسون (1841) مات بسبب التهاب رئوي، والرئيس الـ 12 زاكاري تايلور (1849-50) توفي بسبب التهاب في المعدة والأمعاء، أما الرئيس وارين هاردينغ فمات بشكلِ غامض عام 1923 بعد سلسلة من الفضائح، وأثيرت الشكوك بأن تكون زوجته وراء موته.

يبقى أن نذكر أن رئيساً واحداً هو ريتشارد نيكسون، غادر البيت الأبيض قبل انتهاء فترته الرئاسية الثانية بـ 3 سنوات، وذلك في عام 1974، بعد أن ثبت تورطه في فضيحة تجسس عناصر من الحزب الجمهوري على المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي، وهي الفضيحة التي عرفت باسم “ووترغيت”.

* المصدر: الميادين نت