السياسية – رصد :

فور إعلان إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفيروس كورونا أصاب العالم خضّة على مختلف المستويات، تراجعت سوق الأسهم في أوروبا وفي أميركا.

دعوات من مختلف زعماء العالم بالشفاء السريع، الحديث سريعاً عن سيناريوهات الشغور الرئاسي ومصير الانتخابات مع أنّ الرجل قد يشفى سريعاً ويعود لخوض الانتخابات وربما الفوز بها… وكأن العالم بات كلّه مراقباً لبينات البيت الأبيض.

صحيح أنّ رصيد ترامب سيء في معظم دول العالم من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأميركا الجنوبية وربما يتنفس العالم إذا أسبوعان عن المسرح العالمي، إلا أن التعاطي مع الملف يطرح جدلية أخلاقية حول التشفي من رئيس يفاخر بالقتل وحصار الدول قبل أن يقوى عليه فيروس مجهري.

كما يتطلب مقاربة واقعية نظراً لأنّ الولايات المتحدة تبقى دول عظمى ودولة مؤسسات، لماذا هذا الاهتمام العالمي بإصابة ترامب؟ أي سيناريو يخشى العالم؟ لماذا تؤثر إصابة ترامب باستقرار العالم سياسيا واقتصاديا؟

لماذا هذا الاهتمام؟
الاهتمام بالحالة الصحية للرئيس ترامب يعود لكون الولايات المتحدة الأميركية الدولة الأقوى عالمياً والمهيمنة على مقدرات العالم وبخاصة على الصعيد الاقتصادي، فضلاً عن أن ارتباط الاقتصاد العالمي بالدولار الأميركي.

صحة سيد البيت الأبيض تشكل جزءاً من الاستقرار السياسي العالمي خصوصاً اذا ما اخذنا في الاعتبار عمره المتقدم نسبياً 74 عاماً.

أيضاً الغموض المحيط بصحته، اذ لا يعرف عن ترامب أنه عرض تقارير دورية عن صحته، هذا الأمر يمكن أن يشكل ضمانة للاسواق المالية التي تتأثر بالقرارات التي كان يتخذها ترامب وما أكثرها منذ وصوله إلى الرئاسة.

ترامب دخل مؤخراً إلى أحد المستشفيات وأحاط غموض كبير بأسباب ذلك، إضافة إلى هذه العوامل لا يجب اغفال النسب المرتفعة باصابات كورونا في أميركا.

النقطة الأخرى المثيرة للقلق، تطال عملية انتقال السلطة في أميركا والبلاد على أعتاب انتخابات رئاسية جديدة، فماذا لو توفي الرئيس ترامب؟

هناك من يتحدث عن سيناريوهات ما بعد ترامب، وهذا الأمر يبدو مبكراً أولاً لأننا في اليوم الأول من الاصابة التي أعلن عنها، ولعل ما يطرح هذا الموضوع قد يكون من المستائين من سياسة ترامب الداخلية أو حتى الخارجية.

الجميع يعلم أن ترامب لم يترك صديقاً له، هو يتعامل مع الحلفاء والأصدقاء بتعالي كبير، تعرف عنه تقلباته السياسية

فرح البعض بإصابة الرئيس
التعاطف بكل الأحوال مع الجلاد دولة ورمزاً وشخصاً مسألة فلسفية عميقة جداً، نتحدث عنا عن متلازمة “ستوكهولم”، كيف يمكن أن يتعاطف الأسير مع خاطفه او سجّانه، هي تخضع في هذا السياق.

في كل الأحوال مثال مشابه وعلى مستوى حدث أكبر بكثير عندما تفجير أبراج التجارة العالمية اتهم الكاتب الفرنسي جان بودريار بدعمه للإرهاب لأنه حاول أن يفسر ظاهرة ما جرى، حاول أن يفسر ظاهرة الفرح الداخلي الموجود في عدد كبير من شعوب الارض، لكن من قام بالفعل هو طرف إرهابي، الناس لا تؤيده ومن تعرض للفعل هم مدنيين.

جان بودريارد حلل هذه الظاهرة وقال أن ثمة تواطؤ مضمر هم فعلوها، ونحن من الداخل اردناها لكي فقط أن نرى امبرطورية شريرة وتتأذى بشكل أو بآخر وتتعرض لنار.

بالتالي هذا موضوع فلسفي كبير وموضوع نفسي كبير يخضع لاشكالية كبيرة في التناقض الوجداني، لكن هذا التواطؤ المضمر وهذا الفرح مسألة يمكن تفسيرها في سياق ما ينظر فيه الناس إلى هذه الدولة.

* المصدر: الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع