السياسية- مركز البحوث والمعلومات :
تحتفل اليمن اليوم مع سائر بلدان العالم باليوم الدولي للغات الاشارة، والذي يصادف الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام.
واشار الامين العام للامم المتحدة أنطونيو جوتيريش الى ان اليوم الدولي للغات الإشارة حل هذا العام والعالم في خضم جائحة كورونا التي عطلت حياة المجتمعات في كل مكان وقلبتها رأساً على عقب دون أن تستثني حياة مجتمع الصم.. معبرا عن سعادته لقيام بعض البلدان بترجمة اعلانات الصحة العامة ومعلوماتها بشأن كوفيد 19 الى لغات الاشارة الوطنية..
ودعا جميع القيادات المحلية والوطنية والعالمية إلى حماية وتعزيز تنوع لغات الإشارة وثقافات التواصل بها، حتى يستطيع كل شخص أصم أن يندمج في المجتمع ويسهم فيه ويتمكن من تحقيق كامل إمكاناته.
وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة اعلنت هذا اليوم بهدف التوعية بأهمية لغة الإشارة بالنسبة لفئة الصم، كما يعد فرصة لحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة.
وأشار قرار الجمعية إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة، الذي يعد أمرا حيويا لنمو أبناء فئة الصم ونمائهم ومطلب بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ “لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا”.
وكان الاتحاد العالمي للصم، وهو اتحاد يضم 135 جمعية وطنية للصم “تمثل في مجموعها 70 مليون أصم في العالم، يعيش 80 % منهم في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة، بحسب احصاءات الاتحاد” قد قدم اقتراحا للاحتفال باليوم الدولي للغة الإشارة، وتبنت البعثة الدائمة لأنتيغو وباربودا لدى الأمم المتحدة القرار 161/72 بالشراكة مع 97 دولة عضو، واعتمد بتوافق الآراء في 19 ديسمبر 2017، ووقع الاختيار على تاريخ 23 سبتمبر لأنه تاريخ إنشاء الاتحاد العالمي للصم في عام 1951.
واحتفل العالم لأول مرة باليوم الدولي للغات الإشارة في 23 سبتمبر 2018 في إطار فعاليات الأسبوع الدولي للصم الذي عقد خلال الفترة من 24 – 30 سبتمبر، واحتفل بالاسبوع لاول مرة في سبتمبر 1958.
وتعمل لغة الاشارة على التواصل ونقل المشاعر والتعبير على حاجات الصم والبكم ونموهم الذهني والاشاري والحد من الضغوط الداخلية والنفسية التي يعانون منها، كما تعمل على تطوير العلاقات الاجتماعية والمعرفية.
ويعتقد البعض أن الصم يستخدمون إشارة واحدة فى جميع انحاء العالم، لكن لكل بلد لغة إشارة خاصة بها، وهي لغات طبيعية مكتملة الملامح على الرغم من اختلافها هيكليا عن لغات الكلام، وتوجد كذلك لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وتعتبر شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود.
وتعتبر لغة الإشارة من أقدم وسائل التواصل والتخاطب للصم والبكم، وكانت البداية في القرن السابع عشر في مدينة مدريد في إسبانيا، عندما نشر “جوان بابلو بونيتت” مقالة بعنوان “اختصار الرسائل والفن لتعليم البكم الكلام” فاعتبر هذا أول وسيلة للتعليم الشفهي للأطفال الصم بحركات الأيدي، وتكون الإشارات تبعا لكل حرف من الحروف الأبجدية، ومن خلالها يمكن تكوين جمل، ولغة الإشارة ليست قاصرة فقط على حركة اليدين، فهي تشمل تعابير الوجه، وحركة الشفاه والتعابير بحركة الجسم.
واستخدمت لغة الإشارة الموحدة في تعليم الصم في إسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة منذ القرن السابع عشر, وفي العام 1755م أنشئت أول مدرسة عامة للأطفال الصم في باريس.
وفي العالم العربي بدأ في عام 1985 الاهتمام باللغة يتزايد من قبل الاختصاصيين، وبدأت المدارس تستخدمها في تنفيذ برامجها وتستعملها كوسيلة اتصال رئيسية ولاقت نجاحًا وتجاوبًا كبيرًا.
واعتمدت لغة الإشارة رسميًا، خلال المؤتمر السادس للهيئات العاملة في رعاية الصم الذي عقد في الإمارات بمدينة الشارقة سنة 1999، وبدأت الدول العربية تتجه نحو استعمال لغة الإشارة في تدريس الصم، وظهر أثر ذلك وطريقة “الاتصال الكلي” التي اتبعت في الدول المتقدمة وبعض المدارس العربية، كما أشرفت جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم والاتحاد العربي للهيئات العاملة برعاية الصم، على تشكيل أول قاموس إشارة عربي، بالإضافة إلى تقديم نشرات إخبارية أسبوعية أو يومية بلغة الإشارة.
سبأ