النازية الجديدة في حرب التحالف السعودي على اليمن
السياسية – كتب: المحرر السياسي
في حصيلة مرعبة كشف مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية عن إحصائية لجرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال ألفين يوم، والذي بلغ عدد الشهداء والجرحى 43 ألف و181 شهيداً وجريحاً من مختلف الأعمار وتضرر بالغ وتدمير للبنية التحتية من مطارات ومحطات ومولدات كهرباء وشبكات اتصالات وخزانات مياه ومنشآت حكومية وغيرها.
عدوان وحشيٌ بالغ في غيّه وحقده على اليمن أرضاً وإنساناً واتبع أسلوب ممنهج ومدروس للتدمير والهدم لكل شيء في البلاد، لم تفعله حتى الدول الاستعمارية في مستعمراتها، كراهية متأصلة لدول العدوان على الشعب اليمني تجلّت في أبشع صورها في عمليات القصف الجوي والبري والبحري دون وازع من ضمير أو دين أو إنسانية.
لم يأبه تحالف العدوان السعودي الأمريكي بمناشدة العديد من الدول والمنظمات في التخفيف من الحصار وعدم قصف المنشآت ذات الطبيعة المدنية ومراكز التجمعات السكانية، لكنه ومع كل ذلك تعامل في عدوانه على اليمن بأسلوب نازي كالأسلوب الذي اتبعه زعيم النازية هتلر في الحرب العالمية الثانية.
لم يعد خافياً على أحد حقيقة الأطماع السعودية الإماراتية باليمن وثرواته وجزره وموانئه وموقعه الاستراتيجي المميز، فالسعودية تخوض حرباً في المهرة وحضرموت وفقاً لمصالحها المتمثلة بمد أنبوب نفطي إلى البحر العربي وهي أمنية سعودية قديمة جديدة جاءت الفرصة المناسبة لتنفيذها، وإلا ماذا يعني تواجد القوات السعودية في المنطقة الشرقية من اليمن وهي منطقة بعيدة وهادئة لا يوجد فيها حرب ولا يستدعي تواجد تلك القوات فيها.
كذلك الحال بالنسبة لدولة الإمارات لماذا التركيز على الجزر اليمنية خاصة جزيرة سقطري والموانئ اليمنية “عدن والحديدة والمخاء”، فالأمر واضح وجلًي أن الإمارات لا تريد لأي ميناء في المنطقة العربية والقرن الأفريقي أن تدب فيه الحياة والحركة الاقتصادية، لكي نتفرد موانئ دبي وجبل علي في العمل بحرية تامة.
هذه الأمور كلها لم تترك أمام الشعب اليمني من خيار وحيد غير خيار حدده قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابة الأخير في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام بالقول” إن الخيار والقرار الذي اتخذه أحرار اليمن في التصدي للعدوان والثبات والتمسك بالحرية والاستقلال هو الخيار الصحيح والصائب”.
وفي مجمل القول إن ذلك كان خياراً مسئولاً وصائباً لموجهة عدوان يستهدف اليمن وسيادته واستقلاله منذ ست سنوات وما يزال حتى اليوم.