تحليل/ تطبيع العلاقات مع البحرين انتصار آخر لترامب ونتنياهو
(صحيفة “تايم أوف اسرائيل- timesofisrael” الإسرائيلية – ترجمة: أسماء بجاش- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
تم الإعلان عن تطبيع العلاقات بين دولة اسرائيل ومملكة البحرين, حيث جاء هذا الإعلان، بعد أسابيع فقط من قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بالاعتراف بالدولة العبرية والتطبيع معها علناً، وسط تصاعد التوترات مع إيران.
وبالتالي, أصبح 11 من سبتمبر الجاري يوم انتصار للدولة اليهودية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يطمح إلى الترشح لولاية رئاسية ثانية والمزمع أجرائها في نوفمبر القادم, وذلك بعد أن تم الإعلان عن رابع عملية تطبيع عربية مع اسرائيل.
كان هذا الاعلان الغاية المنشودة التي لطالما سعى اليه المحافظين الإسرائيليين والأمريكيين والمتمثلة في حث الدول العربية على الاعتراف بإسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية, وفي المقابل نددت السلطة الفلسطينية على الفور بهذه الخطوة التي تبنتها المنامة.
ويأتي هذا الإعلان، بعد أسابيع فقط من تبني الإمارات قرار الاعتراف بالدولة العبرية، وسط توترات متزايدة مع إيران، العدو اللدود لممالك الخليج وإسرائيل والإدارة الأمريكية, حيث يختلف تأثير هذا القرار من طرف إلى آخر.
ضمان أمن مملكة البحرين
تتهم السلالة السنية الحاكمة في هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في منطقة الخليج, النظام الإيراني بشكلٍ منتظم بإثارة الاضطرابات بين سكانها الشيعة، كما تعتبر هذه المملكة موطن للقاعدة البحرية الأمريكية الكبرى والتي تضم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.
أختار الرئيس ترامب مخالفة نهج سياسات سلفه باراك أوباما والتي تختص بملف مبيعات الأسلحة إلى البحرين على الرغم من الاتهامات التي وجهات اليها بانتهاك حقوق الإنسان، كما عمد إلى تشجيع المنامة على تعزيز العلاقات غير الرسمية مع إسرائيل.
ومن جانبه, أسدل صهر ومستشار الرئيس ترامب, جاريد كوشنر, الستار من العاصمة المنامة عن خطة السلام في الشرق الأوسط, العام الماضي والتي أطلق عليها أسم “صفقة القرن”.
وبحسب ما أشار اليه ويل ويتشلر من المجلس الأطلسي – هي مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية – فإن الأنظمة الملكية الخليجية تخشى من فك الارتباط الأمريكي بالمنطقة، الأمر الذي تعتبره “مقلقاً للغاية”, حيث أضاف, أن ما ترونه اليوم هو ظهور تحالف جديد لمواجهة هؤلاء اللاعبين الفاعلين, كما أن إسرائيل وممالك الخليج “ليسوا حلفاء طبيعيين, فهناك اختلافات ثقافية ولكن يتم التغلب عليها لأنها تشترك في هذا التحليل الجيوسياسي وفرص التعاون في مجالات أخرى, بما في ذلك المجالات الاقتصادية.
وبما أن المراكز التاريخية للقوة العربية مثل القاهرة ودمشق وبغداد تعيش في خضم أزمات داخلية، فإن دول الخليج ينتابها القلق من صعود جهات غير عربية مثل إيران وتركيا وروسيا.
انجاز إسرائيلي
يعتبر هذا الحدث بمثابة انجاز تاريخي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيتم توقيعه خلال اليومين القادمين في البيت الابيض اتفاقين في آن واحد مع الامارات ومع البحرين, باعتبارهما الدولتان العربية الثالثة والرابعة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية بعد أكثر من عشرين عاماً على اعتراف كلاً من الاردن ومصر بالدولة اليهودية في العام 1979 والعام 1994.
كان التنازل الرئيسي للدولة العبرية هو التخلي عن خطة ضم معظم أراضي الضفة الغربية، لكن اسرائيل لم تحرز أي تقدم في ملف اقامة دولة فلسطينية, حيث لا تزال الامارات والبحرين تقولان انهما تعتبران هذا الملف هو هدفهما.
وبحسب ويتشسلر، فإن الضم المزمع كان سيكون بمثابة “كارثة استراتيجية كبرى” لإسرائيل على أي حال، والاعتراف الدول العربية يسمح للدولة العبرية العمل على تجنب إسرائيل بأن تؤدي نفسها، خاصة في حالة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والذي لطالما عارضها.
ومن جانبها, وصفت السلطة الفلسطينية القرار البحريني بأنه “طعنة في ظهر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
نجاح جديد لترامب
رحب الرئيس الأمريكي، الذي تركت له إسرائيل والبحرين شرف الإعلان عن اتفاقهما، بهذا النجاح، بعد أيام فقط من نشوته في الحصول على ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، وذلك بفضل الاتفاق مع الإمارات, كما يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تبدأ فيه الحكومة الأفغانية محادثات سلام تاريخية مع حركة طالبان، وهي خطوة أخرى نحو هدف رئيسي للرئيس ترامب الذي وعد بإنهاء “الحروب التي لا نهاية لها”.
رحب ايضاً بريان كاتوليس من مركز الأبحاث التقدمي الأمريكي بالاتفاق مع البحرين، لكنه شكك في أن للرئيس ترامب دوراً كبيراً فيه, حيث أشار إلى أن الاتفاق هو الى حد كبير نتيجة تحول فى المصالح والتحالفات بدأ منذ عدة سنوات, ومن المحتمل بأن هذا الاتفاق الأخير إلى جانب الاتفاق السابق بين الإمارات وإسرائيل سيعمل على زعزعة الاستقرار الشامل في منطقة الشرق الأوسط.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.