عواصم الخليج تسابق عقارب الزمن لإعلان التطبيع..!
السياسية – تقرير: مجيب حفظ الله
لم يكن إعلان واشنطن نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة سوى حجرةٌ في بركة الهرولة والتطبيع التي ستتبعها خليجياً والتي انطلقت من أبوظبي وهاهو قطار التطبيع يمر بالمنامة تمهيداً لوصوله الى بقية عواصم الخليج وعلى رأسها الرياض..
اللافت في الأمر أن عواصم دول الخليج تسابق عقارب الزمن لإعلان التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني تحت مظلة “العم سام”.
وليس مستغرباً على الإطلاق إعلان مملكة البحرين عن اقامة علاقات وقحة مع كيان الاحتلال الصهيوني.
هذه المملكة النفطية لم تكن يوماً ذات كيان بل هي ملحقيةٌ سعوديةٌ توجهها الرياض حيث تشاء والسعودية بذاتها ليست سوى ملحقية أمريكية صهيونية مغروسةٌ في قلب العالمين العربي والإسلامي.
اللافت في كل القضية أن هؤلاء الذين يدعون أنهم ملوكٌ وأمراء لا يصرحون بشيءٍ بذات أنفسهم بل تأتي كل هذه التصريحات من واشنطن وفي الغالب على لسان سيدهم مجنون البيت الأبيض “ترامب”.
فمنذ اليوم الأول لصعود “دونالد ترامب” الى سدة الحكم في أمريكا وهو يؤكد بأن التطبيع العلني بين “صهاينة اليهود” و”صهاينة العرب” هو مجرد مسألة وقت.
نقلت وكالات الأنباء الأمريكية والعالمية تصريح الرئيس الأمريكي الذي قال فيه أن اسرائيل والبحرين تتجهان لتطبيع العلاقات بينهما بشكلٍ كاملٍ بما في ذلك اقامات سفاراتٍ في كلا البلدين.
سبق ذلك اعلان ترامب عن اقامة علاقات اماراتية اسرائيلية.. والحال كذلك بالنسبة للحرب العدوانية على بلادنا فهي لم تعلن من عاصمتي تحالف العدوان الرياض وأبوظبي بل من واشنطن.
متصهينون تم تنصيبهم على رؤوس الكيانات الخليجية وهاهم اليوم يعودوا لجذورهم فتصهين هؤلاء ليس حدثاً بل استراتيجيةٌ دائمة.
بحسب بيان مشترك نشرته “وكالة الأنباء البحرينية” فإن وزير خارجيتها عبد اللطيف الزياني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقومان بتوقيع إعلان السلام خلال حضورهما مراسم توقيع الاتفاقية بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض.
تعليقاً على هذه المهزلة يقول الرئيس الأمريكي بأن “البحرين هي ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في 30 يوماً”.
أما مستشار ملك البحرين ووزير خارجيتها السابق خالد بن أحمد آل خليفة فقد أكد بأن إعلان إقامة العلاقات بين البحرين وإسرائيل يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها.
أيُّ سلامٍ وأيُّ أمنٍ وأيُّ ازدهارٍ هذا الذي تتحدثون عنه يا صهاينة العرب.
إلى ذلك قالت صحيفة الــ”واشنطن بوست” الأمريكية أن اتفاق البحرين مع إسرائيل يعني حتمية تطبيع السعودية علاقاتها من اسرائيل.
وبحسب الكاتب الأمريكي “دافيد إنياتوس” فإن اتفاق التطبيع بين البحرين و(إسرائيل) مؤشرا على مباركة سعودية لافتا إلى أن “السعوديين مارسوا تاريخيًا ما يرقى إلى مستوى الفيتو على السياسة البحرينية” فيما يتعلق بالعلاقة مع اسرائيل لكن الوضع اليوم تغير.
في الحادي عشر من سبتمبر 2001 شهد العالم أكبر مسرحية هوليودية لتدمير العالمين العربي والإسلامي بتخطيطٍ صهيوني وإخراجٍ أمريكي ودفع ثمن ذلك دولٌ مثل افغانستان والعراق واليوم ليبيا وسوريا واليمن.
اليوم بعد تسعة عشر عاماً وفي التاريخ ذاته “الحادي عشر من سبتمبر” تكشف المنامة عن احد ثمار تلك المسرحية الصهيونية التي تهدف لفرض التصهين على كامل المنطقة العربية والمبتدأ من أرض “صهاينة العرب” الخليجيين.
أشهرٌ قليلةٌ وربما أسابيع تفصلنا عن لوحةٍ جديدةٍ من لوحات خيانة الأعراب وفيها سنرى خنجراً خليجياً مسموماً آخر ينغرس في ظهر الأمتين العربية والإسلامية وفي قلب القضية الفلسطينية.