الفساد .. الوجه الآخر للعدوان العسكري على اليمن
السياسية :المحرر السياسي
يشكل الفساد أحد أبرز المعضلات الرئيسية لعملية البناء والتنمية ولا يقل خطورة على البلاد من العدوان الذي تشنه دول ما يسمى بالتحالف العربي على الجمهورية اليمنية منذ سنوات.
حيث تمثل ظاهرة الفساد الوجه الآخر للعدوان العسكري على اليمن، فأضرار العدوان والفساد تمس البلاد ومؤسساتها وبنيتها التحتية وتوقف عملية البناء والتنمية وتقف حجر عثرة أمام أي مساعٍ للنهوض بواقع التنمية والتطوير والتحديث.
لقد أصبح الفساد آفة اجتماعية في غاية الخطورة، وهو كما قال الرئيس المشاط في كلمته خلال لقائه قيادات الأجهزة الرقابية مؤخراً “إن كل شيء يتنافي مع طبيعة البشر يٌعتبر فساداً وكل شيء يتنافي مع ما يريده الله لصلاح المجتمع يٌعتبر فساداً”.
الجمهورية اليمنية اليوم أمام معضلة كبيرة تتمثل في هذا الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة ويٌعطل كل توجه نحو البناء والتنمية وتنفيذ خطط التطوير والتحديث .. خطورته لا تقل عن العدوان الأمريكي السعودي إن لم يكن أشد وأقسى لأنه لا يسمح للتطوير والنهوض والبناء والتنمية أن يحصل .. يٌحبط كل جهد خير للعمل ولا يمكن في ظل وجوده تنفيذ أي خطط تنموية تستهدف إحداث تغيرات في بنية المجتمع إلى الأفضل.
شخص الرئيس المشاط واقع المشكلة وخطورتها وآفاق الحلول العملية الناجحة لمواجهتها والإجراءات التنفيذية لحصار هذه الآفة ومكافحتها والقضاء عليها.
وفي مجمل القول، هناك جهات كثيرة بمثابة خط الدفاع الأول لمكافحة الفساد باعتبار أن الكل معني بهذه الآفة ومكافحتها، تتمثل تلك الجهات في مؤسسات الدولة المختلفة والوزارات وقد تكون هيئة مكافحة الفساد الجهة الأخيرة للرجوع إليها في عملية المكافحة.
إن مكافحة الفساد بقدر ما يحتاج إلى إمكانيات بنوعية متقدمة من العلاقات بين أجهزة الدولة ومؤسساتها وهيئة مكافحة الفساد والتي يجب أن تتسم بالديناميكية والموضوعية والمصداقية ، بقدر ما تحتاج أولاً وأخيراً إلى رقابة إلهية وإرادة وضمير لمحاربتها والقضاء عليها.
وخلاصة القول إن اليمن وبصورة عامة يرزح تحت آفة الفساد، ومواجهتها يتطلب تكامل جهود جميع مؤسسات الدولة والوزارات والهيئات لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة التي تقف حجر عثرة أمام البناء والتطوير والتحديث.